رئيس التحرير
عصام كامل

الله يرحم قناة الجزيرة !

18 حجم الخط

قناة الجزيرة بعد سقوط الإخوان في مصر، في بداية يوليو قد أصابها الجنون، فهي لا تفتأ أن تستضيف كل الموالين للإخوان وحلفائهم وأحبائهم، كما تقوم بإذاعة كل البيانات الصادرة من قيادات الإخوان الهاربين الذين لا يعيرهم أحد انتباها ولا يلقي إليهم أحد بالا، وتعرض مظاهرات الإخوان التي تجرى في حواري مصر وأزقتها والتي لا يعلم بها أحد من المصريين ولا يراها إلا من خلال قناة الجزيرة، وتصغر بعض الأحداث الكبيرة من عينة تلك التي تحدث في سيناء وتقوم بتكبير الأحداث الصغيرة والتافهة، وكأن قيادات قناة مصر 25 التابعة للإخوان والتي أغلقت في الفترة الأخيرة قد انتقلوا بكامل عدتهم وعتادهم إلى قناة الجزيرة في قطر والذين كان يضرب بهم المثل في مصر في الفشل الإعلامي.


قناة الجزيرة لم تتحدث أبدا عما حدث في قرية دلجا من إرهاب للمسيحيين وقتل لهم وفرض الإتاوات عليهم من قبل بقايا عصابات الإخوان وحلفائهم، ولكن عند دخول قوات الشرطة والجيش أصاب قناة الجزيرة إسهال من التصريحات والبيانات والتعليقات عن تجاوزات الشرطة والجيش في دلجا، وأخذت تشق الجيوب حسرة على الإسلاميين الغلابة الذين تعرضوا للضرب والسحل على أيدي الشرطة والجيش !

ونفس الأمر في كرداسة، لم تتحدث الجزيرة عن الخروقات الأمنية التي كانت تجرى داخل كراداسة، وكأنها دولة داخل الدولة ولم تعلق كثيرا على المذبحة التي جرت في مركز كرداسة لضباط الشرطة والتمثيل بجثثهم بعد قتلهم، ولكن عندما دخلت قوات الشرطة والجيش إلى كرداسة لضبط الأمن والقبض على مرتكبي الجرائم وتأمين القرية عاد الإسهال ليصيب قناة الجزيرة التي أخذت تولول حزنا على ما فعلته قوات الشرطة والجيش بأهل كرداسة ونسيت أو تناست مصابي الشرطة في جنودها وضباطها المصابين واللواء المقتول غدرا!.

الإعلام يا قناة الجزيرة لا يصنع ثورة ولكنه قد يساعد في صنعها، كما أن الأعلام لا يسقط حكومة ولكنه قد يساعد في سقوطها والإعلام لا يصنع حربا ولكنه قد يساعد في إشعالها ولكن متى يحدث ذلك؟

عندما يفشل النظام في بلد ما وتكون بذور الثورة قد روتها دماء الشهداء، وعندما تفشل الحكومة أي حكومة في الاستجابة لتحقيق المطالب الشعبية التي شكلت لتحقيقها، وعندما يتكون للحرب في أي مكان أسباب معقولة لإشعالها.

هنا يكون للإعلام دوره في التسريع والتعجيل بإحداث ما هو سوف يحدث بالإعلام أو بغيره، وهذا هو ما حدث في مصر قبل إسقاط نظام الإخوان الفاشل على كل المستويات.

قليل من الحياء يا قناة الجزيرة وكثير من الحياد في عرض حقيقة الأحداث، فقد خسرت الكثير من مشاهديك وفقدت حيادك كله في عرض الأحداث بعد أن فقدت حياءك كله.

لقد سقط الإخوان في الثالث من يوليو وانتهي تاريخهم تماما في مصر بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة وبنهاية هذا العام لن يسمع بهم أحد.
الجريدة الرسمية