رئيس التحرير
عصام كامل

في حوار العمالقة، بماذا أوصى نجيب محفوظ الخطيب وكيف أجاب أديب نوبل عن عدم الكتابة لشخصية لاعب كرة

الأديب نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ والخطيب
18 حجم الخط

لقاء العمالقة، ممتع دائمًا وجذاب، حوار مفتوح وصريح نشره الصحفي عباس لبيب على صفحات مجلة الطليعة، وأعادت نشره مجلة الشرطة عام 1977، حوار بين عملاقين، كلُّ منهما يتربع على عرش مختلف تمامًا عن الآخر، حوار بين عملاق القصة المصرية أديب نوبل وصاحب الثلاثية نجيب محفوظ - رحل فى مثل هذا اليوم عام 2006 - وعلى الطرف الآخر عملاق كرة القدم وصاحب أسرع قدم تعرف طريقها إلى المرمى.

بدأ الأديب نجيب محفوظ الحوار مُرحبًّا بالكابتن محمود الخطيب ــ حاليًّا هو رئيس النادي الأهلي ــ معتذرًا عن عدم متابعة أخباره وحضور مبارياته نظرًا إلى السن والظروف الصحية، فرد عليه الخطيب قائلًا: إني أشكر الحظ الذي أتاح لي لقاء عملاق القصة، ثم سأل الخطيب محفوظ أعرف أن لك تاريخًا مع الكرة حدثنا عنه.

محمود الخطيب 
محمود الخطيب 

قال نجيب محفوظ: “أنا لعبت كرة زمان وكان لقبي قلب الأسد، لأني كنت قلب دفاع وذلك في المدرسة الثانوية بالعباسية ومنعتني بعد ذلك ظروف الدراسة في الجامعة من الاستمرار، وآخر مباراة لعبتها كانت فى بداية العشرينات من القرن الماضي”.

سأل الخطيب: من يعجبك من نجوم الكرة زمان؟ فأجاب نجيب محفوظ على الفور: “مختار التتش وحسين حجازي، وأنا سمعت إنك بتتعرض للخشونة في الملعب، ودي حاجة معروفة وقديمة، وزمان إحنا كنا بنمزج السياسة بالكورة خلال اللعب مع الفرق الإنجليزية التي كانت موجودة بطبيعة الحال، وكنا نعمل على الفوز حتى بالعنف كسبيل لرد الاعتبار”.

تعصب الجماهير صداقة قديمة 

سأله الخطيب: إيه رأيك في تعصب الجماهير لناد معين؟ فرد الأديب الكبير نجيب محفوظ: “التعصب والحماس موجود من زمان، وكل واحد وله ناديه، لكن كان في شرطة للطوارئ، الإنسان بطبيعته يحب الفوز ويكره الهزيمة ثم يأتي رد الفعل خاصة لو أحس بالظلم هنا تنفلت أعصابه”.

سأله كابتن النادي الأهلي: قيل إن الكورة كانت سببًا في نكسة 1967؟ فقال نجيب محفوظ: “هذه سخافة لا أساس لها من الصحة”، مضيفًا: “طيب ما كان فيه كورة أيام حرب أكتوبر 1973، عمومًا أسباب الهزيمة كانت معروفة وعيب نلزقها في الكورة وفي أم كلثوم وإنجلترا في ظل مجدها السياسي كانت مجنونة كورة”.

سأل الخطيب: تفسر بإيه عشق الجماهير فى العالم لكرة القدم؟ رد نجيب محفوظ: “مقارنة بالألعاب الأخرى الكورة هي الأشهر، السياحة والمصارعة لا يراها إلا قلة، والكورة تمارس على مساحة أرض كبيرة ويشاهدها جماهير ضخمة، وهي تعكس الحياة السياسية أكثر من أي لعبة أخرى، فيها التعاون والاخلاق والروح التي تعطي إحساسًا بالحياة ويندمج فيها المتفرج بكل حواسه، والأداء المرتفع المستوى يعطى إحساسًا بالجمال كالصوت الحلو أو النغم الشجي”.

سأل كابتن النادي الأهلي أديب مصر نجيب محفوظ: لو عاد بك العمر هل كنت ستستمر في الرياضة؟ قال نجيب محفوظ: “كنت عاشق ولهان لها فى صبايا وكان يتهيأ لي أن عمرى ما أتركها، وسبحان الله تركتها لكن بالنسبة لك الكورة عندك كالأدب بالنسبة لي”، قال الخطيب فى حزن: الأدب مضمون لكن الكورة مش مضمونة لأننا نعيش يومنا ولا ضمان لمستقبلنا، فرد عليه محفوظ على الفور: “بالعكس طالما هناك فيه الكورة دخل كبير، وهناك متعة للجماهير يجب أن يكون ضمان بعد الاعتزال”.

الشهرة نعمة من الله 

سأله الخطيب: نصدم أحيانًا حين حينما نقرأ أخبارًا تستهين بالكرة وبك وقد تعرضت للهجوم كثيرًا؟ فرد محفوظ قائلًا: “العملية كلها اختلاف في الأفكار فقد يعجب الأب بلعبة جدًّا، لكنه يحرم على ابنه مزاولتها وأنت شخصيًّا لك مكانة خاصة في نفوس أولادي”، ثم سأل الخطيبَ “ما تأثير الشهرة عليك؟”، قال الخطيب: الشهرة نعمة من الله يجب أن أحافظ عليها بالبعد عن أي تصرفات شخصية قد تسيء إلى سمعتي وحرمت نفسي من أشياء كثيرة، علق محفوظ قائلًا: “الشهرة ثمنها غالي وهي مقياس النجاح وهي في حلاوتها وجمالها في نفس الوقت هي مسئولية وعبء والدنيا أخذ وعطاء”.

صورة من لقاء نجيب وسيد 
صورة من لقاء نجيب وسيد 


انتقل الخطيب إلى السؤال في الأدب فقال: شخصيات قصصك تكاد تنبض بالحياة فهل قصصك من الواقع أم من الخيال وهل هناك احتمال أن نقرأ عن شخصية لاعب كرة فى قصصك؟ فقال محفوظ: “الفن يأخذ من الواقع ويرجع إلى الواقع وقد يلهمني الخطيب مثلًا شخصية، ولِمَ لا وقد سبقني الكاتب أرنولد بنيت في الكتابة عن كرة القدم”.

ثم سأل نجيب محفوظ الخطيب قائلًا: “ما هو رد فعلك حين تسمع هتاف الجماهير؟”، أجاب الكابتن محمود الخطيب: أحس بجميل الجمهور حول عنقى والتزامي نحوهم بتقديم كل ما هو يسعدهم، فبادره محفوظ بالسؤال قائلًا: “هل تمثل في السينما لو عرض عليك؟”، فقال الخطيب: لم أفكر في ذلك.

نصيحة بالبعد عن الشبهات 

فقال أديب مصر نجيب محفوظ موجهًا كلامه إلى كابتن الأهلي محمود الخطيب: “أحيي فيك الوفاء وأنا سعيد أن نجم الكرة الأول عنده هذا الإيمان، لكن أوصيك بالتقوى والبعد عن الشبهات والشهوات فقوام الإنسانية الإيمان والسمعة الطيبة والثقة بالنفس”.


واختتم الخطيب حواره بقوله: زادت محبتي للكرة التي مكنتني من لقاء أديبنا الكبير نجيب محفوظ، فرد محفوظ عليه: “يا بني أنا سعيد لقد أعدتني إلى شبابي وذكرياتي، وعلى فكرة أنا كنت أهلاوي جدًّا، وإن كنت نقلت إعجابي إلى نادي المختلط ــ الزمالك ــ حين انتقل إليه حسين حجازي. وفقك الله وأَكثر من أمثالك”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية