محمد عبد الجليل يكتب: ارحموا هايدي وأسرتها من الشهرة التي تصل للجنون.. الأهلي يفتح لها أبوابه.. تامر حسني يطلبها للغناء.. مطاعم تستضيفها والأسرة في حالة ذهول
في لحظة عفوية، لا تحمل أي حسابات، قررت الطفلة "هايدي" أن تفعل ما يمليه عليها قلبها الصغير. خمسة جنيهات، هي كل ما تملكه لشراء كيس شيبسي تحبه، لكنها فضّلت أن تمنحها لرجل بسيط أنهكته الحياة. فعلت ذلك ببساطة شديدة، دون أن تنتظر شكرًا أو ثناءً، وعادت إلى بيتها لتنام، لكنها سرعان ما تحولت إلى ضوء كاشف ومزعج، يلاحق طفلة بريئة، ويهدد استقرار أسرة بأكملها.
لم تكن هايدي، الطفلة صاحبة الابتسامة التي لا يزال صداها يتردد في نفوسنا، تتوقع أن تصبح بطلة ترند بين ليلة وضحاها. كل ما فعلته هو أنها تجردت من حساباتها الصغيرة، وفعلت خير، فعلت ذلك بعفوية الأطفال، دون أن تدري أن كاميرا خفية وثقت لحظة لن تنسى، وأن الإنترنت سيتحول إلى ساحة "خير" غير متوقعة.
كانت تلك اللحظة هي شرارة الانفجار. انتشر الفيديو كالنار في الهشيم، وتحولت الطفلة التي كانت تعيش حياة طبيعية تمامًا إلى "ملكة الترند". بدأت القنوات الفضائية تتسابق لاستضافتها، وانهالت العروض من كل حدب وصوب: مطاعم فاخرة تستضيفها، والمجلس القومي للطفولة يمنحها لقب "سفيرة الرحمة"، ومطعم شهير يقيم مأدبة عشاء لأسرتها. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالأسماء اللامعة في الفن والمجتمع دخلت على الخط، فنانون يدعونها للقاء، ورجال أعمال يقدمون لها العمرة، وأندية رياضية مثل الأهلي تفتح لها أبوابها.
هنا يكمن الخطر. هذه الطفلة، وهذه الأسرة الطيبة التي لم تعتد على الأضواء، وجدت نفسها فجأة في دوامة من الشهرة لم تستعد لها. من كان يتخيل أن فعلًا بسيطًا سيقلب حياة أسرة كاملة رأسًا على عقب؟ الأسرة الطيبة، التي كانت تعيش حياة هادئة وبسيطة، أصبحت محاصرة بالكاميرات، والميكروفونات، والوعود التي قد تكون أكبر من طاقتها على الاستيعاب.
إن ما يحدث ليس احتفاءً بالخير بقدر ما هو استغلال لوهج الترند. لقد حولنا هايدي من طفلة قامت بفعل نبيل إلى سلعة إعلامية، نستخدمها لرفع مشاهدات قنواتنا، ولزيادة أعداد المتابعين على حساباتنا. لقد نسينا أن وراء كل ابتسامة بريئة، هناك نفس بشرية، قد تصاب بالذهول، والاستغراب، بل وقد تصل إلى الصدمة والجنون، في ظل هذا الضغط الهائل.
ألم يئن الأوان أن يترجل الجميع عن مركب الشهرة هذه؟ أليس فينا رجل رشيد يدرك أن هايدي وأسرتها في حاجة للراحة، للحماية، وللعودة إلى حياتهم الطبيعية؟ دعوا الطفلة تعود إلى طفولتها، دعوا الأسرة تستفيق من دهشتها، قبل أن يتحول هذا الخير إلى مأساة حقيقية. ارحموا هايدي وأسرتها من هذا البريق الزائف الذي قد يفقدهم أغلى ما يملكون: براءتهم وسلامهم الداخلي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
