"إسرائيل الكبرى" في نظر الخبراء: تزييف لسفر التكوين، غياب الضمير العالمي جعل نتنياهو يتحدث بوقاحة، والاتفاقات الإبراهيمية خدعة سقط فيها العرب
قبل أيام فوجئ العالم بتصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التزامه بما أسماه “حلم إسرائيل الكبرى”، والتي تشمل – وفق خريطة مرفقة – أراضي دول عربية عدة من بينها مصر والسعودية والأردن ولبنان وسوريا والعراق والكويت، إضافة إلى أجزاء من تركيا.
"فيتو" استطلعت آراء عدد من الخبراء والمختصين في تلك التصريحات التي تنم عن أحلام توسعية، غير مشروعة، وتتنافى مع قواعد القانون الدولي، والإنساني.
التفسيرات التي تم تزييفها في "سفر التكوين 18"
د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، يقول: لأول مرة في تاريخ دولة الاحتلال يتحدث رئيس حكومة، في ظل هذه الظروف واشتعال المنطقة حول حلم إسرائيل الكبرى، يعتمد على بعض التفسيرات التي تم تزييفها في "سفر التكوين 18" الذي تحدث عن أن هذه الأرض منحت لنسل سيدنا إبراهيم من وادي العريش حتى النهر الكبير، وفي نصوص أخرى تحدثت أنها من نهر مصر حتى النهر الكبير، أي نهر الفرات، وبالتالي الخطير هو ما صراحة واضح أنه لم يكن سعيا لتفسير الخارطة، التي تحدث عنها نتنياهو في سبتمبر 2023، أي قبل أحداث 7 أكتوبر 2023، في غزة، وهذه الخريطة التي نشرها، وكان واضحا أنه يتحدث عن دولة الاحتلال الكبرى، أو إسرائيل الكبرى، حيث كانت هناك خريطة باللون الأخضر، وقال إن هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي سينعم بالسلام، وكان قد وضع خطا لقناة بن جوريون التي ستمر برا وبحرا، كرد على طريق الحرير الصيني، وهذه الخريطة أرضت غرور اليمين الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يقوده ترامب

ويضيف د. الرقب: اليوم بغض النظر عن الدول المستهدفة، فإن تجرؤ نتنياهو على هذا لأمر يأتي في سياقات أنه يعيش، للأسف، نشوة الانتصار، ويعتقد أنه الآن بإمكانه تحقيق ما عجز عن تحقيقه رؤساء سابقون، نحن كسياسيين، نعلم أن اليهود في العالم عددهم لا يتجاوز 15 مليونا، وبالتالي فإن يقعة صغيرة مثل فلسطين تكفيهم، وتزيد عنهم، ولكن بتحليلنا المنطقي أنه يتحدث عن استعمار سياسي، وليس عسكريا، لأنه ليس بمقدوره أن يحقق حلم إسرائيل الكبرى من خلال احتلال هذه الدول، ولا طاقة له بشعوب هذه المنطقة.. هذا الكيان اليوم يدرك أنه ليس بمقدوره أن يواجه دولة واحدة، إذا كان الفلسطينيون بإمكانيات محدودة حتى الآن الاحتلال يعجز عن القضاء على فصيل مثل "حماس"، وبالتالي يمارس حرب الإبادة الجماعية والجويع لأهل غزة؛ لأنه يعجز عن مواجهة فصيل فلسطيني.
ولكن، كما أشرت، حالة نشوة الانتصار التي يعيشها نتنياهو تجعله يتحدث بهذه الوقاحة..سبقه بنفس الحديث، وبنفس المستوى عام 2016، سموتريتش في لقاء متلفز يتحدث عن حلم إسرائيل الكبرى، وأن هذا تنفيذ لأوامر التوراة بالنسبة له، هذا ترتيب وأمر إلهي.
فكرة دولة إسرائيل الكبرى
ويختتم: فكرة دولة إسرائيل الكبرى طُرحت لأول مرة في كتاب "الدولة" الذي كتبه تيودور هيرتزل، قبل عقد المؤتمر الصهيوني بعامينز. في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في سويسرا عام 1879، لم تطرح فكرة إسرائيل الكبرى، ولكن نوقشت فكرة إنشاء وطن قومي لليهود، فكان هذا بعيدا عن مخطط إسرائيل الكبرى، ولكن طرحت لأول مرة في فكر تيودور هيرتزل مؤسس الصهيونية الحالية، لذلك أعتقد أم ذلك ليس سوى أضغاث أحلام، لنتنياهو وغيره، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك، ولكن مجرد جرأته على طرح هذا الأمر، فهذا يؤكد على وقاحة هذا الرجل، وأنه عنوان الشر في المنطقة، وبالتالي هو الذي يقدم نفسه قائدا لليمين الإسرائيلي رسالة للداخل اليهودي، وخاصة اليمين المتطرف، وأنه قائد اليمين والذي سيحقق ما عجز عنه الآخرون، لاسيما أنه في أوساط الإعلام العبري يقولون عن "الملك".. فهذه وقاحة رجل يعيش حالة "شيزوفرينيا"، بمعنى الكلمة.
إسرائيل خطر يهدد العالم العربي كله
الكاتب الصحفي نبيل عمر، مدير تحرير “الأهرام”، يرى أن إسرائيل تمثل خطرا يهدد العالم العربي كله بما فيها دول الاتفاقات الإبراهيمية التي اخترعها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وإن هذا السلام الاسرائيلي خدعة سقط فيها العرب، أما معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية فهي أمر مختلف، سلام صنعه السلاح المصري علي الارض، وإسرائيل تعلم ان مصر خصما قويا يصعب التعامل معه عسكريا، لكن الجانب الغربي والشمالي من حدودها فهو في غاية الضعف والانقسام، خاصة في سوريا ولبنان والاردن ويمكن ان تتسلل منه الفرات اولا، فتجاور السعودية والكويت،وتؤجل النيل الي مرحلة لاحقة حين تتوافر لها الظروف المناسبة

وهي بالفعل استقطعت مناطق جديدة من سوريا ولبنان وبنت فيها تحصينات بمثابة حواجز عازلة.
التهديد شامل عرب الشرق جميعا، حتي لو كان وهما اسرائيليا، لكن اليمين الاسرائيلي يصدقه ويدعو اليه، ولا يصلح معه بيانات ادانة وشجب، هذه لحظة حاسمة وفارقة في تاريخ المنطقة العربية, فهل يرتفع العرب جميعا الي موقف يعادل خطورتها؟
خريطة نتنياهو أمام الأمم المتحدة قبل ٧ أكتوبر
من جانبه، يتساءل الدكتور أشرف الشرقاوي خبير الشئون الإسرائيلية: لماذا يبدو أن الجميع فوجئوا بحديث نتنياهو عن إيمانه بفكرة أرض إسرائيل الكاملة (التي تتضمن سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ونصف مصر وثلثا السعودية وثلاثة أرباع العراق)؟!. لقد لوح نتنياهو بخريطة بهذه الحدود في حديثه أمام الأمم المتحدة قبل ٧ أكتوبر، وادعى ان هذه حدود اسرائيل، ولم يعترض احد أو يحتج أو يقول عيب ما يصحش.
ويقول: لا يتضمن تصريح نتنياهو المتلفز أي جديد خلاف موقفه المعلن، ورغم هذا تساعده حكومات سبع دول عربية للتغلب على المقاومة الفلسطينية.

ويشيد بردود السعودية والعراق والإمارات والأردن، ردا على تلك التصريحات.. إسرائيل لا تفهم من السكوت سوى أنه ضعف وقبول لوجهة نظرها، وإذا كنا جادين في الدفاع عن بلدنا يجب أن نوقف فورا العمل بكافة الاتفاقات التجارية مع إسرائيل كرد مبدئي، وأن نهدد بوقف العمل بالاتفاقيات السياسية.. ولا شك ان القانون الدولي سيكون إلى جانبنا في وقف العمل بالاتفاقيات الاقتصادية؛ لأن تصريح نتنياهو هو تصريح عدائي يمكن تفسيره بأنه إعلان عن نية حرب، ولا يجب أن نساعد أو نتشارك مع او نتجاهل مع من يصرح بنيته إعلان حرب على مصر.
ويضيف د. أشرف الشرقاوي: أي موقف غير هذا ستعتبره إسرائيل تخاذلا وخوفا من القوة الاسرائيلية المدعومة أمريكيًّا، وإذا كان لدينا من يخاف منها فيجب أن نتوقف قليلا ونعيد النظر في أوضاعنا.
ويختتم: وهذا التهديد ليس تهديدا عابرا، ولكنه مخطط مدروس من خلال مقترحات بحثية منذ فترة ولاية نتنياهو الأولى.. ولم يؤخره في حينه سوى قدر من الحزم في التعامل مع نتنياهو شخصيا عندما تحدث عن توطين الفلسطينيين في سيناء وليس عن رغبته في الاستيلاء على جزء من أرض مصر.

تواطؤ الحكومات الغربية وعجز الحكومات العربية
أما الدكتور باسم المغربي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، فيقول: هذه التصريحات استمرار للعنجهية الإسرائيلية، التي ارتكبت العديد من المجازر في غزة.. وهذه الأرقام هي خير دليل علي المجازر الإنسانية والانتهاكات الصارخة والمستمرة والشنيعة للعدوان الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم كله. هذه الأرقام هي إثبات لحجم الكارثة الإنسانية في غزة ومن قبلها في كل أرجاء فلسطين..
هذه الأفعال الوحشية برهان على غياب الضمير العالمي وموالاة وتواطؤ الحكومات الغربية وعجز الحكومات الشرقية والعربية عن وضع حد للانتهاكات الصهيونية. هذه الارقام دليل علي تحكم الصهيونية في عقول البشر عبر تحكمها في وسائل الإعلام، ودليل على ازدواجية المعايير الأمريكية ودعمها اللا محدود للارهاب الاسرائيلي.. هذه التصريحات تقول: إن العدوان الصهيوني لم يتناسَ للحظة سياساته التوسعية وطموحاته الاستعمارية ولن يتوانى عن جرائمه في حق الإنسانية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

