رئيس أكاديمية الفنون: لا أستطيع حصر جوائزنا لكثرتها.... ولو أخدنا طلاب كتير هيقعدوا بدون شغل (حوار)

>> نستهدف إلغاء الدورة المستندية الورقية وربطها بالنظام الرقمي

>> فوزى فهمى أهم رئيس للأكاديمية 

>> أقول “بالفم المليان” لم يعد هناك مكان فى الأكاديمية لم يُستغل بعد
>> انتهاء العمل بمستشفى الأكاديمية بنسبة 75٪.. ومبنى الإسكندرية مشروع عمرى
>> أعلنا عن مجموعة منح دراسية لأفريقيا وللأسف الشديد لم يتقدم أحد 
>> نضخ طلبة وفقًا لاحتياجات السوق وكل 100 متقدم نقبل منهم 8 أفراد واختباراتنا قاسية
>> لن نستقدم أساتذة جدد من كليات أخرى لأن تخصصاتنا مختلفة ونادرة
>> لدينا عجز فى المعيدين وطلبنا مددا من المركزى للتنظيم والإدارة ونحن منتظرين

>> أخطط لعمل متحف وأرشيف للسينما وأن يصبح دار الفن مركزًا ثقافيًا وفنيًا ضخمًا

 غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون التي تعد واحدا من أهم مواقع صناعة الثقافة والفن فى الوطن العربى،

شغل موقعها قامات تركت آثارا لا تزال تعيش بيننا من أمثال مصطفى سويف،لطيفة الزيات، رشاد رشدى وسمير سرحان،  

فى حوارنا مع الدكتورة غادة  مارسنا حق الصحافة فى طرح التساؤلات التى نتصور أن لها أهمية وعلاقة بعملها ومسئولياتها المهنية والوطنية فكانت تلك تساؤلاتنا وهذه هى إجاباتها:

*عند توليك منصبك لرئاسة أكاديمية الفنون، كان ملفا الجودة والرقمنة من أهم أولوياتك.. فإلى أين وصلتِ؟

وضعت برنامجًا ليس صعب التنفيذ، وكافحت طوال السنوات الماضية لتحقيقه، وواجهت كمية من المعوقات والتحديات كبيرة للغاية، ففكرة تغيير نظام قديم وإحلاله بنظام جديد كانت مشقة وجهدًا كبيرًا، سواء على مستوى التحول الرقمى أو وضع سياسة وأهداف الجودة.

فبدأت بعمل عدد من اللقاءات الودية والرسمية مع الإداريين وأعضاء هيئة التدريس والمعاونين حتى أقنعهم بفلسفة المشروعين وضرورة تنفيذهما، لأنهما يتماشيان مع أهداف واستراتيجية الدولة 2030.

*وما الخطوات التى تم تحقيقها فى هذين الملفين؟

فى ملف الرقمنة، كانت هناك مراحل، فتم إتاحة الإنترنت بشكل مجانى داخل الأكاديمية سواء للإداريين أو أعضاء هيئة التدريس والطلبة داخل الـ9 معاهد، مع إغلاق بعض المواقع التى لا تتناسب مع العمل التعليمي.

فكانت المرحلة الأولى عمل منظومة إلكترونية للطالب، بداية من التسجيل فى امتحانات واختبارات القبول، تسجيل المقررات الدراسية، الإرشاد الأكاديمي، لوائح النظام التعليمى وشئون الطلاب، الحصول على النتائج، وصولًا إلى تسديد المصروفات الدراسية من خلال عملية الدفع الإلكتروني.

أما المرحلة الحالية، فنعمل على تأسيس منصات فرعية لعدد من المواقع، مثل متحف الفنون الشعبية والجودة، بحيث يستطيع المستخدمون عمل جولات افتراضية داخل المتحف ورؤية مقتنياته، وأيضًا مسرح نهاد صليحة ومسرح دار الفن لإتاحة حجز المعارض والعروض والتذاكر.

ونستهدف إلغاء الدورة المستندية الورقية وربطها بالنظام الرقمي، وتفعيل نظام البصمة الإلكترونية.

أما ملف الجودة، فلم يعد متطلبًا للرفاهية، فالأساس أن ننضم لمنظومة الجودة فى التعليم، لأننا لكى نحصل على تصنيف محلى وعربى ودولي، لابد من الحصول من مجلس الوزراء على شهادة بأنك معتمد من قبل هيئة ضمان الجودة، والتى تعتمد وفقًا لمجموعة من المحددات منها: خطة الأكاديمية وارتباطها بسياسة وزارة الثقافة ورؤية مصر، التواصل المستمر مع الطالب وتدريبه ودعمه فى سوق العمل، ريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة للطلبة، توفير بيئة ملائمة لأعضاء هيئة التدريس، الخدمات المجتمعية لأهالى المنطقة المحيطة، الأنشطة الطلابية داخل الأكاديمية، مساعدة الأساتذة على النشر دوليًا، ورقمنة المكتبات وإتاحتها.

وهنا أنشأنا وحدة جودة متكاملة، بالإضافة إلى 9 وحدات للجودة ممثلة فى المعاهد الفنية الموجودة فى الأكاديمية، ولكل منها مدير، ووضعنا المعايير الأكاديمية للفنون (ARS) وتم اعتمادها من هيئة ضمان الجودة التابعة لمجلس الوزراء.

والمعاهد التى تقدمت للاعتماد هى معهد الفنون المسرحية، معهد الباليه، معهد الفنون الشعبية، معهد السينما، أما المعاهد الأربعة الأخرى ستتقدم خلال شهر أغسطس المقبل.

*إلى أين وصل العمل فى المبانى والإنشاءات التابعة لأكاديمية الفنون؟

الدكتور فوزى فهمى رحمه الله أهم رئيس للأكاديمية هو من قام ببناء جميع منشآت أكاديمية الفنون الموجودة على 19 فدانًا، ومن وقت بنائها فى التسعينيات.

والآن أستطيع أن أقول “بالفم المليان” لم يعد هناك مكان فى الأكاديمية لم يُستغل بعد. 
فاستكملت وأنجزت كل المشروعات، حيث افتتحت مسرح نهاد صليحة وأصبح موجودًا على خريطة المسارح المصرية ببرنامج سنوي، ومعهد السينما، والمبنى الإدارى داخل الأكاديمية (لم يكن ضمن الخطة)، ومستشفى الأكاديمية انتهى العمل بها بنسبة 75٪، وأهم مشروع – ومشروع عمرى – هو مبنى الإسكندرية.

*ومتى يُفتتح فرع أكاديمية الفنون بالإسكندرية؟ وهل سيُضاف له أقسام جديدة؟

من المقرر افتتاح مبنى الإسكندرية خلال الأيام المقبلة، وفى السابق، كان المعهد يضم معهد فنون مسرحية وكونسرفتوار وموسيقى عربية وباليه، ثم أدخل الدكتور أشرف زكى معهد السينما، وأضفتُ أنا معهدين هما النقد الفنى والفنون الشعبية.

ومبنى الإسكندرية يختلف فى مساحته عن مقر الأكاديمية هنا، فقد توسعنا على مساحة 600 متر رأسيًا بعشرة أدوار أمام البحر، وكان من الصعوبة الحصول على التراخيص، ورفعت عليّ قضايا، وحرر ضدى عدد من المحاضر فى الأقسام.

*دار الفن أحد مشروعات أكاديمية الفنون.. حدثينا عن هذا المشروع.

دار الفن سيكون مسرحًا آخر للأكاديمية، مثل مسرح نهاد صليحة، ولكن الفرق بينهما أن صليحة مسرح مكشوف، ومسرح دار الفن كلاسيكى – علبة إيطالى – مغلق تمامًا، وسيلحق به مراسم وصالات تدريب للممثلين، قاعات عرض، بروفات وورش ومخازن وننتظر افتتاحه فى العام المقبل.

*تمتلك أكاديمية الفنون مقومات استثمارية مثل البلاتوه السينمائى وستوديو الفن ومعامل التصوير والمسارح أيضًا.. فأين تقع الأكاديمية من هذا العالم؟

بالنسبة للاستثمار وتنمية الموارد، أولًا بصفتنا جهة تعليمية، فلدينا التعليم الموازى وله مصروفات.
بلاتوهات الأكاديمية وكل مسارحها يتم تأجيرها، وتقوم شركات الإنتاج أيضًا بتأجير أرض الأكاديمية – لوكيشن مفتوح – للتصوير.

كما تؤجر الملاعب لأكاديميات التدريب الرياضية (كرة قدم – كرة طائرة – كرة سلة – وألعاب الدفاع عن النفس – تنس الطاولة والبلياردو)، وكل المبالغ المالية المستحقة منها تدخل إيرادات دولة.

أيضًا لدينا أكثر من محل على سور الأكاديمية تم طرحهم للبيع حتى يتم استثمارها، بما يتماشى مع طبيعة الأكاديمية كمحلات للزهور أو الهدايا، أو محلات خدمية كالمطاعم والصيدليات وهكذا.

*وفقًا لبيان إنجازات وزارة الثقافة، حصد المعهد العالى للفنون المسرحية العديد من الجوائز خلال العام.. فما عددها؟

"من كم الجوائز مش قادرة أحصرهم"، ومعهد الفنون المسرحية يحصد الجوائز ليس المحلية فقط، وإنما الدولية، بالإضافة إلى الجوائز المالية أيضًا، على سبيل المثال من مسقط والشارقة.

وقد حصلنا للسنة الخامسة على التوالى على درع التميز لمسابقة “إبداع” التابعة لوزارة الشباب والرياضة، فأكاديمية الفنون تحصد الجوائز المختلفة فى المجالات المختلفة، ونستعد الآن لمجموعة من المهرجانات كمهرجان العرائس، مهرجان ألوان لذوى الهمم.

*وأين تذهب القيمة المالية للجوائز التى تحصدها المعاهد المختلفة؟

يحصل عليها الطلاب الفائزون فى المسابقات، بالإضافة إلى أن الأكاديمية توفر لهم الدعم لمساعدتهم فى توفير الملابس وعمل الديكورات وخلافه.

*بالعودة بالذاكرة.. كانت لأكاديمية الفنون توصيات بعمل (المكنز الأفريقى وإنشاء معهد الدراسات الأفريقية) وذلك وقت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى للاتحاد الأفريقي.. أين وصلت تلك التوصيات من حيز التنفيذ؟

ليس هذا فقط، أيضًا أعلنا عن مجموعة من المنح الدراسية لأفريقيا، ولكن للأسف الشديد لم يتقدم أحد لتلك المنح، على الرغم من أننا أرسلنا لكل السفارات وأبلغناهم بعمل سنة دراسية للغة العربية لغير الناطقين بها.

وسأتابع أين وصل عمل “المكنز” لأن هناك مكنزًا أنجزه الدكتور مصطفى جاد بالفعل، ولا أعرف إذا كان خاصًا بأفريقيا أم لا، وسأتابع إلى أين وصلت التوصيات الأخرى "لأن الدنيا أخذتنا".

*هناك شكوى دائمة من صعوبة اختبارات القبول للالتحاق بالأكاديمية.. فكيف يتم العمل على ذلك؟

أكاديمية الفنون تأخذ عددًا محدودًا، بل قليلًا من المتقدمين للالتحاق، وذلك للحفاظ على متطلبات سوق العمل، فإذا تم ضخ أعداد كبيرة من الطلبة، فماذا يفعلون؟ – “هيقعدوا زى بتوع تجارة وآداب وحقوق مش هيشتغلوا!” – فنحن نضخ طلبة وفقًا لاحتياجات السوق، فمثلًا يتقدم 100 فرد نأخذ منهم 8 أفراد، وهنا لا بد أن تكون الاختبارات قاسية.

فامتحانات القبول تكون لقياس القدرات الإبداعية للمتقدمين، فإذا لم يكن موهوبًا لن يلتحق بالأكاديمية، فتكلفة الطالب داخل الأكاديمية كبيرة جدًا، فمثلًا المعدات التى يعمل عليها فى معهد السينما، والمسرح الذى يقف عليه فى فنون مسرحية، والآلات الموسيقية وصالات الرقص، كل ذلك يصل إلى ملايين، والدولة تصرف على ذلك كثيرًا.

أيضًا هناك إحدى الوافدات فى الإسكندرية تم استغلالها ماديًا لتوفيق أوضاعها.. فهى لم تحضر الترم الأول والترم الثانى الدراسيين، ومع ذلك دخلت الامتحانات، وهذا...

قاطعتنى الدكتورة غادة قائلة: هذا لم يحدث، وهناك خلط، فكان عندنا وافدة كويتية كانت لديها مشكلة كبيرة، حيث إنها حضرت الفصل الدراسى الأول ولم تحضر امتحاناته وسافرت بسبب ظروف حملها، وبعد ذلك حصل فى الكويت شيء، فسُحبت منها الجنسية، فأصبحت لا هى كويتية ولا هى مصرية، وبقيت معلقة، فلو خرجت من الكويت مش هتعرف تدخلها تاني.

وبعد ذلك تقدمت بطلب برغبتها في أن تأتي لمصر وتؤدى امتحاناتها لأنها حضرت الترم كله، وبالفعل تم إجراء الامتحانات لها، ولم يستغلها أحد فى الإسكندرية، بالعكس هى بتشكر فيهم، وهى ليست لديها مشرف لأنها فى مرحلة الدبلوم.

وكنا قد أرسلنا إلى لجنة الفتوى فى مجلس الدولة لكي يفيدونا ماذا نفعل معها وما هو الإجراء، وإحنا مش بنعمل حاجة غلط، وامتحنت بناءً على قرار مجلس الأكاديمية.

*وكم مخالفة تم رصدها ذاتيًا وكيف تم التعامل معها؟

أولًا مفيش حاجة اسمها “مخالفة”، ولكن شخص يتقدم بشكوى، فأول حاجة نعملها التحقيق فى تلك الشكوى، ونشوف الأطراف، ومن يُثبت عنده مشكلة يُدان ويأخذ عقوبة.

*تعانى معاهد وأقسام الأكاديمية من نقص عدد الأساتذة فى المعاهد المختلفة.. فما رؤيتك لحل ذلك؟

لن نستقدم أساتذة جدد من كليات أخرى، لأن الحقيقة تخصصاتنا مختلفة ونادرة، إحنا مش تربية موسيقية ولا تربية فنية ولا آداب مسرح، إحنا مختلفين تمامًا، فأستاذ الموسيقى عندى مختلف عن أستاذ الموسيقى فى التربية الموسيقية.

والأساتذة فى الأكاديمية عددهم كبير (معهد الموسيقى العربية – الكونسرفتوار – قسم المونتاج)، والعجز عندنا فى المعيدين، وطلبنا أكثر من مرة من الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة أن يمدنا بمعيدين، ونحن منتظرين.

*ولكن معهد النقد الفنى على سبيل المثال به نقص فى العدد؟

معهد النقد الفنى موضوع كبير جدًا، والأكاديمية جاءها عدد من درجات المدرسين، وتم توزيعها على المعاهد بطلبهم، فأنا لا أستطيع أن أوفر أعدادًا من نفسي، فالمعهد الذى يحتاج درجات مدرسين – مش هفتح الدرج وأقوله اتفضل –، فأرسل للجهاز المركزى للتنظيم والإدارة للتوفير.

وكل المعاهد بلا استثناء عندها نقص فى المعيدين، ففى معهد النقد الفنى ومعهد ترجمات الفنون والآداب وفنون الطفل جميعهم لديهم عجز ونحاول دعمهم.

*الدكتورة غادة جبارة، أحد المرشحين لرئاسة الأكاديمية، فما البرنامج الذى ستعملين عليه فى حال اختيارك للمرة الثانية؟

الحمد لله أنهيت 85٪ من برنامجى الأول، وسأستكمل كل الملفات والمشروعات التى بدأتها، كالانتهاء من مشروع الرقمنة والجودة، وكافة التجهيزات الخاصة بالإنشاءات.

ولدى أفكار أخرى كعمل متحف وأرشيف للسينما، وأن يصبح دار الفن مركزًا ثقافيًا وفنيًا ضخمًا مثل نهاد صليحة.

*ما أبرز التحديات التى واجهتك خلال العام؟

تحديات كثيرة جدًا، أما النواحى والمشاكل المالية فأعرف كيف أتغلب عليها، لأن علاقاتى طيبة جدًا بالناس، فلو لم أستطع ضخ الفلوس للجهات المنفذة، نُنجز العمل بالمحبة، وهذا سبب نجاحي.

وفى مناقشة الموازنة فى مجلس النواب، كانت كلها مدح وشكر لي، لأنى فعلًا استطعت أن أنجز إنجازًا كبيرًا، وحصلت على كل وفورات الوزارة، وخلصنا فلوسنا بمستندات رسمية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.