مسابقة إعادة تأهيل مراكز الإبداع، رؤية جديدة لصندوق التنمية الثقافية

نظم قطاع صندوق التنمية الثقافية مساء أمس الأربعاء، حلقة نقاشية موسعة في مركز الإبداع الفني بقصر الأمير طاز،  لمناقشة تفاصيل مسابقة "إعادة تأهيل وتوظيف الفراغات الداخلية لمركزي بيت المعمار المصري وقصر الأمير طاز"، والتي نظمها الصندوق بالتعاون مع شعبة العمارة بنقابة المهندسين.

السطوحي: "لا نعيد تأهيل المباني فقط، بل نعيد تأهيل علاقتنا بها"

أكد المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن المسابقة تمثل أحد المحاور الرئيسية للرؤية الجديدة للقطاع، وتهدف هذه الرؤية إلى تعزيز الدور الثقافي لمراكز الإبداع، وجذب الشباب وتفعيل طاقاتهم الإبداعية لإحياء المواقع التراثية وتحويلها إلى فضاءات للإبداع المجتمعي.

وأوضح السطوحي أن المحافظة على التراث لا تقتصر على الترميم فحسب، بل تمتد لتشمل كيفية استخدامه وتوظيفه لخدمة المجتمع والأنشطة الثقافية.

وقال: "هدفنا من المسابقة ليس فقط التصميم، بل خلق حراك معرفي ووعي يحقق ارتباطًا حقيقيًا وإدراكًا بقيمة ما نملك،  والمسابقة لا تستهدف معالجات تجميلية، بل تسعى لتطوير الرؤية الوظيفية للمكان بما يتناسب مع طبيعته المعمارية والتاريخية، ويضمن استدامته الثقافية، مع تعزيز الدور الثقافي والهوية المميزة لكل مركز".

وأضاف: "نحن لا نعيد تأهيل المباني فقط، بل نعيد تأهيل علاقتنا بها".

ومن جانبه، أشاد الأثري الدكتور جمال مصطفى، مدير قصر الأمير طاز، بفكرة المسابقة التي وصفها بأنها خطوة جادة نحو تطوير استراتيجيات الاستخدام الثقافي للتراث المعماري.

وشهد اللقاء مشاركة عدد من أعضاء لجنة التحكيم المعمارية للمسابقة، وهم: الدكتور علي جبر عميد كلية الهندسة، جامعة نيو جيزة، والدكتورة هالة بركات عميد كلية الفنون والتصميم، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور ياسر السيد رئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة، والمعماري معاذ أبو زيد.

ياسر السيد: "المسابقة.. محاولة لفهم المكان وتحقيق تواصل حي بين المعمار والجمهور"

تحدث الدكتور ياسر السيد، رئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة، عن أهمية فهم العلاقة بين الأنشطة الثقافية والمجتمع المحلي المحيط بالمراكز، مؤكدًا أن "المشاركة في هذه المسابقة ليست فقط تمرينًا تصميميًا، بل محاولة لفهم المكان وتحقيق تواصل حي بين المعمار والجمهور." وأشار إلى أن تخصيص المسابقة لموقعي قصر الأمير طاز وبيت المعمار جاء نتيجة "طبيعتهما الخاصة من حيث التكوين والعلاقة بالأنشطة".

ولفت السيد إلى تراجع ثقافة المسابقات المعمارية في مصر خلال العقود الأخيرة، مؤكدًا ضرورة "إعادة إحيائها كوسيلة للتفكير والتجريب الجماعي".

كما نوه ياسر السيد إلى الإقبال الكبير على المسابقة منذ إعلانها، حيث بلغ عدد استمارات المشاركة المقدمة حتى الآن ٤٨٥ استمارة، توزعت بين مشاركات فردية وجماعية، وهو ما يعكس الحماس الكبير لدى شباب المعماريين وطلاب الكليات المعنية تجاه إعادة توظيف التراث والمشاركة في صياغة رؤى جديدة لاستخداماته الثقافية.

علي جبر: "الطريق الحقيقي للحفاظ على الأثر هو استخدامه"

ركّز الدكتور علي جبر، عميد كلية الهندسة بجامعة نيو جيزة، على أهمية فهم طبيعة المباني التي يتعامل معها المعماري، قائلًا: "الطريق الحقيقي للحفاظ على الأثر هو استخدامه". وشدد على ضرورة التفرقة بين المباني الأثرية والتراثية ومعرفة درجة تصنيفها، مؤكدًا أن لكل منها معايير مختلفة في التعامل المعماري، وهذا ما يجب أن يراعيه المتسابقون في حلولهم المقترحة.

وأضاف أن "إعادة التوظيف يجب أن تكون مرنة، تسمح بتعدد الاستخدامات الثقافية مع الحفاظ على القيم المعمارية والتاريخية، وأن تصميم المساحات يجب أن يكون قابلًا للتكيف مع الأنشطة المختلفة دون الإضرار بالمبنى".

أما الدكتورة هالة بركات، عميد كلية الفنون والتصميم بالأكاديمية العربية، فأشارت إلى أهمية أن يأتي التصميم نابعًا من فهم معمق للمكان والمحيط، قائلة: "النجاح لا يكمن فقط في جمال التصور، بل في قدرة المتسابق على الاندماج مع روح المكان، والرجوع إليه مرارًا لفهم احتياجاته، ثم تقديم تصميم يحترم قيوده ويوظف إمكانياته".

وتحدث المعماري معاذ أبو زيد عن أهمية الإلهام المكاني، موضحًا أن كل قاعة وكل فراغ داخل المباني يحمل طاقة خاصة، مضيفا "بمجرد التواجد في المكان، تبدأ الأفكار في التشكل. فالتعامل مع فراغات أثرية يعني فهم عمقها الإنساني والزماني، وليس فقط معمارها الظاهري".

وأتيح للحضور من شباب المعماريين والمهتمين بالتراث طرح استفساراتهم، والتي تناولت آليات التقييم، والاشتراطات الفنية، ومعايير التعامل مع العناصر التاريخية. 

وأكدت اللجنة أهمية الالتزام بالتعليمات الفنية، ودراسة القوانين المنظمة، وعلى رأسها قانون حماية الآثار والمباني ذات القيمة، بالإضافة إلى المعايير الدولية في تأهيل المباني التاريخية.

تأتي هذه المسابقة في إطار جهود صندوق التنمية الثقافية لإعادة توظيف المباني التراثية كمراكز ديناميكية للإبداع والفن، وتعزيز مشاركة الشباب في صياغة مستقبل التراث الثقافي المصري.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.