جمهورية «المانجه».. أسواق الإسماعيلية تستقبل ملكة الفواكه بالطبل البلدي والنبوت

وسط صيحات العشرات من المنادين، الذين جاءوا نزوحا وهرولة من قرى الإسماعيلية، ليلحقوا بسباق النداء في وكالات سوق المستقبل للجملة، إيذانا بانطلاق موسم عامر بالخيرات من وراء مكاسب بيع ملكة الفواكه “ المانجو”.

ومنذ أن تطأ قدمك مدينة المستقبل في الإسماعيلية مطلع موسم “المانجو” تلفح أنفك رائحة تلك الثمرة العجيبة لترشدك أنك على مشارف الوصول إلى “جمهورية المانجة”. وفي محاولة منك لعبور بوابة السوق شاهقة الارتفاع وسط المئات من السيارات المتكدسة، التي تنتظر دورها في العبور بعد دفع رسم الدخول، لإفراغ حمولتها وسط مشهد اشبه بساحة المعركة في يوم شديد النزال، لتلمح عيناك العشرات من الشياليين القادمين سعيا لافراغ حمولات المانجو ورص الصناديقها جنبا إلى جانب لتشكل مشهدًا بديعًا من الألوان، التي تدل على صنعة الخالق بين الأصفر والأحمر والأخضر.

وبمجرد اكتمال ساحة الوكالة بالصناديق المكدسة، ووسط دقات الطبل البلدى، وعلى ذات فجأة يطلق المنادي صوتًا عاليًا يعلن أمام الوكالات قائلا “صلى على النبي هنبدأ المزاد “، وهنا وفي تلك اللحظة يلتف العشرات من تجار الفاكهة وأصحاب المتاجر حول المنادي ليخرج عليهم صاحب الوكالة في بهاء جلبابه الصعيدى شديد البياض في مشهد وقورى رافعًا نبوته الصعيدي كالعرّابين وسط مجالس البدو في الصحراء ليعطى إشارة المزايدة قائلا: مين يقرب الأول؟.. 25 وهنا تنطلق الأسعار... ويبدأ سباق إلقاء الأرقام طبقا للأنواع المختلفة حتى تنتهي الجولة بدقة النبوت تطرق  الأرض.

للإعلان عن انتهاء المزايدة لتزف صناديق “العروس الصفراء” لمحال صاحب النصيب حيث يحمل صناديقه على متن سيارات النقل بعد أن يدفع النقود لصاحب الوكالة.

ووسط الزحام والأشخاص المتناثرة هنا وهناك كالفراش المبثوث، بين تجار وشيالين أطفال، وعجائز وشباب جائوا سعيا لنيل بعض المكاسب والاستفادة من موسم “ العروسة الصيفية” ومع ارتفاع معدلات الرطوبة الشديدة التي تعرف بها الإسماعيلية في خضم الصيف، يشتد الطلب على المرطبات والعصائر داخل السوق فتجد من أحضر عصارة قصب صغيرة الحجم ليرطب على قلوب القاصي والداني داخل السوق، وآخر يصنع العصائر الملونة كالعنّاب والبرتقال والخروب، فلا يتوقف الطلب عن المرطبات ولا عن المياه.

لتلمح عينك مشهدا اخر وهو مشهد الغفراء والحراس فترى بالقرب من كل وكالة بضعة أشخاص يجلسون بعيدا مرتدين الجلباب الصعيدى الذى يدل على الوقار والهيبة وحولهم عدد من الرجال يراقبون الموقف عن كسب، يدققون النظر في كل العابرين وسط تلك الجمهورية النابضة بالحياة على مدار الساعة، يتتبعون بنظراتهم الأشخاص الأغراب يراقبون السيارات في الإفراغ وفي التحميل ولا يسمحون بأي خلاف حيث يتدخلون بطريقتهم الخاصة إذا لزم الأمر، وتستمر تلك الأجواء حتى منتصف شهر سبتمبر حتى تغلق المزاد في حينه

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.