رئيس التحرير
عصام كامل

عادل إمام.. أيقونة الفن والشعب

18 حجم الخط

ظهور عادل إمام الأخير في صورة عائلية، وهو يشارك في حفل زفاف حفيده، لم يكن مجرد حدث عابر على صفحات السوشيال ميديا، بل تحوّل إلى موجة حنين وترحيب، اجتاحت قلوب المصريين والعرب، وكأن الزعيم عاد ليؤكد أنه لا يزال يسكن ذاكرة الناس ووجدانهم، مهما غاب عن الأضواء.

عادل إمام ليس مجرد فنان، بل هو حالة شعبية خالصة، صاغت وجدان أجيال كاملة، وعبّرت عن أحلامهم وهمومهم وضحكاتهم ووجعهم. منذ بداياته على مسرح الجامعة، ثم انطلاقته في مسرحية أنا وهو وهي، مرورًا بمسرحياته الأيقونية مثل: مدرسة المشاغبين والواد سيد الشغال وشاهد ما شفش حاجة.. 

وحتى أفلامه التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الجمعية مثل الإرهاب والكباب، والمشبوه، وحتى لا يطير الدخان، والأفوكاتو، وعمارة يعقوبيان، ظل عادل إمام هو البطل الشعبي الذي يرى الناس أنفسهم فيه، ويجدون في ضحكته عزاءً وفي كلماته مرآة لحياتهم.

الحنين الذي اجتاح الناس مع ظهوره الأخير ليس غريبًا؛ فعادل إمام لم يكن يومًا طرفًا في صراع أو معركة شخصية مع أحد. لم نره يومًا يدخل في مهاترات أو يرفع شعار “أنا فوق الجميع”، بل ظل دومًا واحد مننا، ابن الطبقة الوسطى، ابن الشارع المصري، الذي يعرف كيف يحوّل الهم إلى ضحكة، وكيف يضع إصبعه على الجرح دون أن يؤلم، وكيف ينتصر للمهمشين والبسطاء في كل أدواره.

في إحنا بتوع الأتوبيس كان صوت المقهورين، وفي كراكون في الشارع كان لسان حال الباحثين عن مأوى، وفي طيور الظلام صار ضمير الوطن الحائر بين فساد السلطة وتطرف الدين، وفي بخيت وعديلة كان ابن الحارة الشعبية الذي يحلم بالستر والعيش الكريم. حتى في كوميديا مرجان أحمد مرجان، ظل قريبًا من الناس، يضحك معهم لا عليهم، ويمنحهم لحظة أمل في زمن صعب.

ربما سر عادل إمام الحقيقي أنه لم يكتفِ بأن يكون نجم شباك، بل كان نجم قلوب، لم يضع نفسه في خانة واحدة، بل ظل متجددًا، ذكيًّا، يختار أدواره بعين المثقف وذكاء الفنان، فيخاطب الجميع، من المثقف حتى البسيط، من الشاب حتى العجوز. لم يكن الزعيم لقبًا فنيًا فقط، بل كان حالة وجدانية، تماهى فيها مع جمهوره حتى صار جزءًا من حياتهم اليومية.

اليوم، حين يظهر عادل إمام، يعود إلينا زمن شاهد ما شفش حاجة، ودفء الواد سيد الشغال، وجرأة الإرهابي، ووجع حتى لا يطير الدخان. يعود إلينا زمن الفن الجميل، زمن البطل الشعبي الذي لم يخن الناس، ولم يخن نفسه.

عادل إمام هو فنان الشعب بحق، لأنه ظل دومًا واحد مننا؛ لذلك حين يطل، تهتف القلوب قبل الشفاه: “أهلًا بالزعيم.. وحشتنا يا عادل”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية