سلاح الذكاء الاصطناعى.. AI تحول إلى أداة إستراتيجية تعتمد عليها الأطراف المتحاربة.. وبوتين: الطريق إلى السيطرة على العالم.. نتنياهو خدع العالم بصورة «الطفل المحروق»
أصبح الآن الذكاء الاصطناعى أداة مهمة جدًا فى تغيير بعض مسارات الحروب والنزاعات بين الدول، فقد تؤدى مقاطع صور وفيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعى إلى تأجيج الصراعات والحروب فى العالم، حيث أصبح الذكاء الاصطناعى فى الحروب والصراعات أداة استراتيجية هامة، تعتمد عليها الأطراف المتحاربة لإظهار تفوقها على الجانب الآخر، لخلق حالة من التأثير النفسى تساعد فى حسم المعركة لصالحها.
فى عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد التلاعب بالصور أو الفيديوهات يتطلب مهارات معقدة. تقنيات مثل Deepfake والتوليد بالذكاء الاصطناعى جعل من السهل خلق مشاهد واقعية ومقنعة، لا تستند إلى أى حدث حقيقي؛ ويُستخدم هذا النوع من التضليل بشكل متزايد فى الحروب والنزاعات المسلحة كأداة نفسية واستراتيجية.
وطبيعة التضليل البصرى بالذكاء الاصطناعى من خلال الصور والفيديوهات المزيفة تعتمد على خوارزميات مثل الشبكات التوليدية التنافسية، ويمكنها تمثيل مجازر غير واقعية، أو وقوع انفجارات لم تحدث.
ظهر الاستخدام للذكاء الاصطناعى فى توليد مقاطع مضللة بشكل فعلى منذ عام 2017 تقريبًا، مع تطور تقنيات مثل Deepfake التزييف العميق، التى تعتمد على الشبكات العصبية، خاصة الشبكات التوليدية (GANs)، حيث تستخدم بعض الموقع (Stable Diffusion وDALL·E وidjourney) لإنشاء صور واقعية بالكامل، لكنها لا تستند إلى أمر واقع، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويتم استخدام صور وفيديوهات مُفبركة لإضعاف معنويات العدو أو تحفيز الرأى العام.، ومنها نشر فيديو مزيف لقائد سياسى يستسلم، أو لعمليات عسكرية ناجحة وهمية، ويتم نشر المعلومات الزائفة على أنها “حقائق”، مما يصعب التحقق منها، ويستخدم ذلك للتأثير على الرأى العام الداخلى أو الدولي.
هناك فيديوهات وصور مزيفة قد تُستخدم لابتزاز سياسيين أو شخصيات بارزة، أو لتأليب جماعات ضد أخرى عبر تصوير أحداث غير واقعية، وتشويه السمعة وتزييف الوقائع، حيث يتم ُفبركة مقاطع فيديو لجنود أو مدنيين يقومون بأعمال لا أخلاقية، وقد تُستخدم لتبرير الردود العنيفة.
ظهرت مقاطع الفيديو والصور المزيفة بشكل واضح مع الحرب الروسية الأوكرانية، منذ عام 2022، واستمرت حتى الآن، حيث استخدمت روسيا وأوكرانيا الذكاء الاصطناعى لنشر مواد دعائية (صور وفيديوهات زائفة)، كما ظهرت فى الشرق الأوسط تقارير عن استخدام فصائل مختلفة لمحتوى مزيف لدعم مواقفها أو الإساءة لأعدائها.
وتعد الحرب الروسية الأوكرانية واحدة من أكثر النزاعات التى استُخدم فيها الذكاء الاصطناعى والدعاية الرقمية بشكل مكثف، بما فى ذلك فبركة الصور والفيديوهات، فمع بداية الحرب الروسية- الأوكرانية ظهر فيديو للرئيس الأوكرانى زيلينسكى يدعو الجنود الأوكرانيين إلى إلقاء السلاح، وتم توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعى من خلال تزييف ملامح الوجه والصوت.
تم بث فيديو زيلينسكى المزيف عبر قناة مخترَقة لتلفزيون أوكرانى رسمي، ثم انتشر على وسائل التواصل، بهدف هز معنويات الجيش والشعب الأوكراني، لكن خلال ساعات تم كشف توليد المقطع عبر الذكاء الاصطناعي، لكنه أثار جدلًا وشكوكًا كبيرة.
كما ظهرت صور تظهر دمارا “مفتعلا” فى المدن الأوكرانية، وأحياء سكنية مدمرة بشكل هائل، حيث تم توليد صور عبر أدوات الذكاء اصطناعي، التلاعب الرقمى بصور حقيقية، لإظهار تعرض روسيا لهجمات أوكرانية، أو لتبرير عمليات القصف، واستخدمت هذه الصور فى وسائل الإعلام الرسمية لخلق رأى عام روسى داعم بقوة للحرب.
كما تم باستخدام صور قديمة أو من دول أخرى، حيث تم عرض صور من سوريا أو العراق على أنها من أوكرانيا، لإبراز فظائع لتظهر أن أوكرانيا ارتكبتها فى دونباس، وذلك للمشاركة فى عملية التضليل وخلق رأى عام مؤيد للحرب.
واستخدمت أوكرانيا الذكاء الاصطناعى لتوليد مقاطع فيديو وصور مزيفة، وليس أدل على ذلك من بث أوكرانيا لمقطع فيديو بعنوان “الشبح كييف”، والذى يظهر طيار أوكرانى يُسقط عدة طائرات روسية؛ ليتضح أن الفيديو مأخوذ من لعبة فيديو (Digital Combat Simulator) ومعالج بصريً، وأصبح الفيديو أيقونة للمقاومة الأوكرانية، بهدف رفع معنويات المدنيين والجيش الأوكراني، لكن بعد أشهر، اعترفت أوكرانيا بأن الفيديو “أسطورة” دعائية، لكنه كان فعالًا فى بداية الحرب.
وتم نشر صور جنود روس أسرى، تم توليدها بالذكاء الاصطناعي، مزيفة أو معاد تدويرها، وصور وفيديوهات لجثث أو أسرى روس، بعضها قديم أو من صراعات أخرى، لإظهار تفوق عسكرى أوكراني، وتشجيع المجتمع الدولى على دعم أوكرانيا فى الحرب، وتم كشف زيف الصور، ما أضعف مصداقية بعض الروايات.
وظهرت صور لهجمات على مستشفيات أو مدارس، مشوشة المصدر، وتضم صور مروعة لأطفال ونساء فى مبانٍ مدمرة، بعضها حقيقي، لكن بعضها تم التلاعب به بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكسب الدعم العالمى أما ما وصفته أوكرانيا بـ “جرائم الحرب” الروسية، الأمر الذى أدى لتعبئة دولية ضد روسيا، لكنها فتحت الباب للاتهامات بالدعاية.
شكلت الحرب الروسية الأوكرانية نموذجًا جديدًا لـ “حروب الذكاء الاصطناعى والمعلومات”، حيث كانت الصورة والفيديو المزيفة والمولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، لتكون حاسمة فى تشكيل الرأى العام، داخليًا وخارجيًا.
كما استخدم الاحتلال الإسرائيلى الذكاء الاصطناعى فى توليد عدد من الصور ومقاطع الفيديو المزيفة لخلق رأى عام دولى داعم لهم ولتبرير جرائمهم التى يرتكبونها ضد الفلسطينيين، وظهر ذلك فى شهر أكتوبر 2023، وبعد عملية طوفان الأقصى مباشرة، حيث عرض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صور لأطفال مقطوعى الرؤوس، فى أكتوبر 2023، خلال الأيام الأولى من الحرب بين إسرائيل وغزة، وأدعى مسئولون إسرائيليون، ونتنياهو أن حركة “حماس” قامت بـقطع رؤوس أطفال فى هجومها على كيبوتس كفار عزة.
وقال نتنياهو فى أحد اللقاءات الإعلامية: “إنه شاهد صورًا “مرعبة” لذلك”، وعرض بعضها فى اجتماعات مغلقة مع مسئولين أجانب، ثم نشر بعضها لاحقًا أو سُربت للإعلام، حسبما زعم.
لكن بالتدقيق ومن خلال التحقيقات الإعلامية والحقوقية كشفت عدم وجود توثيق واضح لصدق صور نتنياهو، ولم يتم نشر صور موثقة علنًا، ما يؤكد أن الصور مزيفة وتم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وذلك ما كشفته الـ BBC، ونيويورك تايمز ورويترز”، مشيرة إلى أن صور نتنياهو المزيفة أعيد استخدامها من نزاعات سابقة أو تم تعديلها رقميًا بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كانت للصور المزيفة التى عرضها نتنياهو تأثيرها الفوري، حيث خلقت تعاطفا دوليا فوريا مع مزاعم إسرائيل، وأيدت عدة دول غربية (الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا) للاحتلال الإسرائيل بشكل واضح، وبرغم أن الرئيس الأمريكى جو بايدن قال إنه “رأى صور قطع رؤوس أطفال بنفسه”، لكنه تراجع لاحقًا عن هذا التصريح، وقال إنه نُقل إليه شفهيًا.
لكن مؤيدى إسرائيل استخدموا هذه الصور لتبرير الرد العسكرى الواسع على غزة، أما مؤيدو فلسطين فاتهموا إسرائيل بـ”الكذب الدعائي”، وشبهوا هذا الاستخدام بما حدث فى حرب العراق (أسلحة الدمار الشامل الزائفة)، وتسببت الصور المزيفة والموالدة بالذكاء الاصطناعى فى فقدان الثقة بالإدعاءات الإسرائيلية، والتشكيك فى وسائل الإعلام الغربية، وتعزيز الاستقطاب حول القضية الفلسطينية.
وظهرت خلال حرب غزة 2023–2024 أمثلة عديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا من الجانب الإسرائيلي، فى توليد صور وفيديوهات بهدف التأثير على الرأى العام العالمي، ومنها صور أطفال قتلى “مزعومين” على يد حماس (مولدة بالذكاء الاصطناعي) فى مستوطنة غلاف غزة.
وبعض هذه الصور احتوت على تشوهات غير طبيعية، مثل أيدٍ بأصابع زائدة أو ظلال غير منطقية، وهى من علامات التوليد بالذكاء الاصطناعي، وحذر محللو الصور من Bellingcat و AI Forensics أن بعض الصور المتداولة تمت عبر أدوات مثل (Midjourney ، وDALL·E.)، لإثارة الرأى العام العالمى ضد حماس، وخلق انفعال عاطفى يؤيد “الرد العسكرى الإسرائيل”.
وبثت إسرائيل مقاطع فيديو مزعومة لرهائن داخل أنفاق غزة، تُظهر نساء وأطفال داخل “أنفاق حماس” فى ظروف مأساوية، بعضها تبين أنه مُركب رقميًا باستخدام Face reenactment أو Deepfake، أو تم توليفه من مقاطع تمثيلية تم تعديلها بصريًا، وظهرت تناقضات فى الظلال والإضاءة وعدم تطابق الحركة الطبيعية للوجه، وادعى الاحتلال أن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، لخلق تبرير لضرب الأنفاق.
ومن أبرز الصور المزيفة والمولدة بالذكاء الاصطناعي، والتى نشرها الاحتلال الإسرائيلى هى صورة “الطفل المحروق” بعد هجوم حماس، حاول الاحتلال نشر صورة مضللة لطفل محترق زعمت إسرائيل أنها حدثت جراء هجوم صاروخي.
وتم تداول صورة بشكل واسع، تزعم قيام الاحتلال الإسرائيلى بإقامة العديد من المخيمات لتسكين المستوطنين، الذين غادروا مستوطنات غلاف غزة بها، بعد عملية “طوفان الأقصى”، وبالتحقق من الصورة من خلال برامج تحليل الصور، تم التأكد أن الصورة مزيفة، وأنه تم توليدها بتقنية الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت برامج تحليل الصور أن الصورة غير حقيقية، وتم توليدها عبر أداة ذكاء اصطناعى ( حيث تم تشوه فى ملامح الوجه والجلد والعيون)، واستطاع الاحتلال من خلال الصورة خلق حملات على منصة “أكس” لداعم إسرائيل، وتحفيز الدعم الدولى وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية.
وبنفس الشكل ظهرت العديد من الفيديوهات والصور المولدة بالذكاء الاصطناعى فى الصراع الإسرائيلى الإيراني، وظهر ذلك من خلال أول موجة من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية (13 أبريل 2024)، خلال الرد الإيرانى على قصف مبنى دبلوماسى فى سوريا، انتشرت على منصة “أكس” ما لا يقل عن 34 صورة وفيديو “مزورة أو مولدة بالذكاء الاصطناعي”، تظهر هجمات وهمية على إسرائيل.
وحصلت هذه المقاطع على أكثر من 37 مليون مشاهدة فى 7 ساعات فقط، وتم تضخيمها عبر حسابات “محققى OSINT”، ويبدو أنها مدفوعة الأجر، ما زاد من الذعر وشكّل ضغطًا نفسيًا لمتتبعى الحدث
مع تطور الذكاء الاصطناعي، تزداد صعوبة التفريق بين الحقيقة والخيال، مما يجعل من الضرورى تطوير أدوات كشف التزييف (AI detection)، وهناك أمثلة حقيقية موثقة لاستخدام الذكاء الاصطناعى لفبركة الصور والفيديوهات فى سياقات حروب ونزاعات، مع توضيح أثرها فى زعزعة تصديق الجمهور وخلق ارتباك فى الرأى العام.
ففى ليبيا وسوريا تم بث مقاطع فيديو لانفجارات ضخمة أدعى ناشروها أنها بسبب الضربات الجوية، فيديوهات انفجارات ضخمة من ألعاب فيديو أو مولدة بالذكاء الاصطناعي، لتضليل المجتمع الدولى والمراقبين، وتحفيز ردود فعل غاضبة بناءً على أحداث لم تحدث، فالصور المؤثرة، حتى لو كانت مزيفة فإنها تحرك مشاعر الجماهير، وتُستخدم للدعاية.
أصبح الذكاء الاصطناعى “سلاحًا استراتيجيًا”، ليس فقط فى ساحات المعارك، بل فى عقول الناس، فالحرب المعلوماتية اليوم قد تكون أخطر من القذائف، فقد تم استخدام مقطع نشر صورة من حرائق تشيلي، زُعم أنها نتيجة الهجوم الإيرانى الحالى على إسرائيل، لزيادة الشعور بالقوة والتأثير الإيرانى أمام الجمهورين المحلى والدولي، وخلق تهويل نفسى عالمى من خلال توظيف مشاهد مزيفة لهجمات مدمرة، تشكل موجة من الذعر حتى قبل التأكد من الأخبار.
ولتهيئة أرضية نفسية للمواجهات المستقبلية، التى أثارت الانقسام العالمى بعناوين مثل “هل سيتحول الصراع إلى حرب عالمية ثالثة.
وكشف بحث بعنوان “ثلاثية قاتلة: شبكات التضليل، وحرب الذكاء الاصطناعي، والتزييف العميق” (GNET، 2023)، أن وسائل توليد المحتوى (نص، صور، فيديو) تستخدم لإنشاء شبكات إعلامية يصعب كشفها، تشمل صور الذكاء الاصطناعي لتوليد وجوه ملفقة، مما يسمح بإطلاق حملات تضليل منظمة عبر الشبكات الاجتماعية.
وأكدت الدراسة أن نسبة 76% من الصور والفيديوهات المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك وأكس) عام 2020، كانت مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة 47% عام 2018.
وفى دراسة بعنوان “”صعود الذكاء الاصطناعى والتزييف العميق” نشرتها جامعة نورث وسترن ٢٠٢٣، وثقت حالات حقيقية لظهور مقاطع زيلينسكى المزيفة من خلال الزيف العميق “Deepfake” يأمر الجنود بالاستسلام، مستخدمة شبكات GAN لتزييف الوجه والصوت.
وأوصت الدراسة بضرورة إخضاع الذكاء الاصطناعى لتشريعات جديدة تتعلق بهوية من يقوم بعملية توليد الصور والفيديوهات المضللة ونشرها ضمن وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل.
بينما كشفت دراسة بعنوان “”تسليح التزييف العميق” صادر عن المركز الدولى لمكافحة الإرهاب٢٠٢٣، أمر خطر بطلب البعض بتوليد مقاطع مضللة من خلال “التزييف العميق” كخدمة، حيث يبلغ سعر توليد أشرطة مزيفة نحو 16 ألف دولار فى السوق السوداء.
وحذرت الدراسة من “الانفصام المعلوماتى، وتشير إلى أنه بحلول عام 2026، سيكون 90% من المحتوى المرئي، مقاطع الفيديو أو الصور، مولدة بالذكاء الاصطناعى.
وأشارت الدراسة إلى أن الفيديوهات المزيفة، والتى يتم توليدها بالذكاء الاصطناعى تُستخدم كسلاح نفسي، وتؤدى إلى زيادة الاستقطاب السياسي، وتأجيج النزاع، مما يعزز احتمالية الانزلاق نحو صراع مسلح.
وأكدت الدراسات إلى أن الوسائط المزيفة بالذكاء الاصطناعى أصبحت أدوات فعالة فى الحملات العدائية، وزيادة التوترات العرقية والدينية خلال الأزمات، مما يجعلها محفّزًا مباشرًا للصراعات.
وأوضحت أن الذكاء الاصطناعى لا يُشعل الحروب مباشرة، لكنه يساهم فى التصعيد السريع للصراع، خاصة عندما يستخدم فى ترويج فيديوهات أو صور كاذبة تؤثر على الرأى العام والقادة السياسيين.
وحسب معظم الدراسات الحديثة، فالذكاء الاصطناعى عندما يُستخدم للتضليل يزيد من عوامل إشعال الحروب بطريقتين: التأثير النفسى الجماعي: من خلال إثارة الخوف والغضب والكراهية ضد “العدو”، والتلاعب السياسي: عبر استخدام محتوى زائف لتبرير قرارات عسكرية أو تقويض جهود السلام.
لكن الدراسات أيضًا تُفرق بين “الذكاء الاصطناعى كأداة” و”سوء الاستخدام البشرى لها”، مما يعنى أن الذكاء الاصطناعى ليس هو العامل الأساسى للحروب، بل أداة قوية بيد من يملك النية السياسية أو الإعلامية للتصعيد.
وفى دراسة نشرت فى مجلة السياسة الدولية بعنوان “صحافة الذكاء الاصطناعى.. ومواجهة الأخبار الزائفة” للباحث على فرجاني، أشارت إلى تصريح للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى قال: “إن من يسيطر على الذكاء الاصطناعى سوف يسيطر على العالم”.
وفى تقرير للجمعية البرلمانية لحلف الناتو، الصادر فى أكتوبر 2022، أشار إلى أن “للذكاء الاصطناعى آثارًا مدمرة على القدرات العسكرية، ومن المتوقع أن يزداد هذا الأثر بشكل كبير خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة”، وحذر عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج من أن الذكاء الاصطناعى “أسوء شىء يحصل للبشرية”.
وأشارت دراسة “صحافة الذكاء الاصطناعى.. ومواجهة الأخبار الزائفة” إلى أنه من المتوقع أن يصبح التزييف العميق والأخبار الزائفة أو المضللة أكثر انتشارًا فى المستقبل؛ حيث سيستمر الذكاء الاصطناعى فى التطور بما يؤدى إلى زيادة انتشار الأخبار الزائفة، ما يشكل تهديدًا كبيرًا على المجتمع، ففى السنوات المقبلة، ستصبح صحافة الذكاء الاصطناعى أكثر انتشارًا وتأثيرًا.
وأكدت الدراسة أن الدول الأوروبية عمدت إلى إصدار تشريعات لمواجهة الأخبار الكاذبة والمحتوى المتطرف، فأصدرت ألمانيا قانونًا يحمل اسم “قانون إنقاذ الشبكات” بموجبه يطالب مواقع التواصل الاجتماعى بإزالة الأخبار الزائفة، التى تحرض على الكراهية، وذلك خلال فترة زمنية لا تتجاوز 24 ساعة، وإلا تعرضت هذه المواقع لغرامات تصل إلى 50 مليون يورو.
وتقول سلمى حامد سليمان، فى بحثها “دور الذكاء الاصطناعى فى إعادة تشكيل الحروب الهجينة”، أن أحد الأنظمة تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعى لإنشاء محتوى دعائى مقنع وواقعى (deepfakes) يستهدف التأثير على الانتخابات فى دولة مستهدفة، وتقوم بنشر مقاطع فيديو مزيفة تظهر مرشحين سياسيين وهم يدلون بتصريحات مسيئة أو يقومون بأفعال غير أخلاقية وتستخدم الدولة المعادية أيضًا روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعى لتضخيم انتشار هذه المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعى مما يؤدى إلى تضليل الناخبين وتقويض الثقة فى العملية الديمقراطية.
تساءل الدكتور حسن علي، العميد السابق لكلية إعلام بنى سويف عما إذا كانت هناك قواعد أو أخلاقيات فى توظيف الصور فى الحرب؟”
وأشار الدكتور حسن على إلى أنه “فى حرب أوكرانيا وروسيا تم توظيف الصورة كسلاح شرس لإضعاف المعنويات من جانب الطرفين، بينما فى حرب إيران، تم التركيز على صور دمار إيران، وللأسف، تلقف جنرالات المقاهى العرب صورًا كثيرة مركبة للنيل من معنويات أى متعاطف مع طهران”.
وكشف الدكتور حسن على أن رواد التواصل الاجتماعى “فيس بوك” أسرعوا بنشر الصور المفبركة الخاصة بدمار طهران، بينما مشاهد الدمار فى الكيان حجبت عن المواطن الأوربي، والغريب أن الموساد تولى نشر صور معينة لكسب التعاطف”.
وقال الدكتور حسن على “هل رأيت صور المرأة العارية تجرى فى الشارع ؟ هل رأيت صور الفزع على وجوه الأطفال والنساء فى تل أبيب...؟ هذه صور الموساد أمر ببثها، هنا لم يتدخل الفيس بحجة (أن الصور تخالف سياسته..)، أما صور الدمار الحقيقى فى حيفا... حذفت بعد دقائق من بثها ثم جرى تعديلها والعبث بها”.
وكشف الدكتور حسن على دور الذكاء الاصطناعى فى العبث والتزوير،
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
