هكذا وجدت نفسي بين رموز مبارك في عهد الإخوان!
لم أتصور يومًا أن أجد اسمي بين كبار رجالات الدولة في شكاوى كيدية أمام القضاء، وتحديدًا نيابة الأموال العامة نهاية ديسمبر 2012، تحت قيادة النائب العام الإخواني طلعت إبراهيم عبدالله، ذلك أنها أصدرت قرارًا بمنع عدد من رموز الحكم في زمن مبارك من التصرف في أموالهم، وعلى رأسهم الرئيس الأسبق حسنى مبارك وزوجته سوزان صالح مصطفى ثابت، ونجلاهما جمال وعلاء وزوجتاهما..
بالأضافة للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وصفوت الشريف وفتحي سرور ومفيد شهاب ويوسف بطرس غالي وحبيب العادلي، وغيرهم من كبار القوم وقتها، وعدد من القيادات الصحفية ومنهم الدكتورعبد المنعم سعيد ومرسي عطالله، وصلاح الغمري والعبد لله كان آخر إسم في القائمة..
ولا تتعجب فالتهمة كانت أنني حصلت على هدايا من الأهرام بقيمة 34 ألف جنيه على مدي 5 سنوات، (وبالفعل سددت ذلك المبلغ كاملًا.. وبهذا فإن الأهرام تُعدُّ مدينة لي به)، رغم أنني توليت رئاسة مجلس إدارة الجمهورية عامين فقط، وقدمت استقالتي طواعية بعد اندلاع أحداث يناير2011، وأصررت عليها رغم إبلاغي بضرورة الاستمرار في عملي، وأن من ستتم إقالتهم هم فقط: أسامة سرايا ومحمد علي إبراهيم وممتاز القط وعبدالله كمال لأسباب سياسية.
كم كانت تلك الأيام مؤلمة، فقد عشت خلالها تجربة مريرة واستهدافًا وتعنتًا من الإخوان الذين أرادوا الكيد والتنكيل بنظام مبارك وكل من عمل معه، ورغم أنني بادرت قبلها بتقديم استقالتي من رئاسة مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير (دار الجمهورية للصحافة)، لقناعتي أن الله لم يجعل قلبين للمرء في جوفه، وأن لا يمكن أن نعبر عن قناعات متناقضة في آن واحد..
فكيف نكون جزءًا من الدولة في عهد مبارك ثم ننقلب إلى النقيض لنعبر قناعات وتوجهات نظام آخر هو نظام الإخوان، الذي أصر بعد قبول استقالتي على مطاردتي مع قيادات صحفية أخرى ضمت نحو 600 قيادة وقتها، بسيل من البلاغات الكيدية لجهاز الكسب غير المشروع رغبةً منهم في تصفية الحسابات مع كل القيادات الصحفية التي عملت في عهد مبارك!
مثل هذه الأحداث وما صحبها من خصومات كيدية افتعلها الإخوان تعيدنا لثورة 30 يونيو التي تحل ذكراها الثانية عشرة بعد ساعات، والتي أعطت لهذا الشهر قيمة وطنية غير تلك التي اعتدنا عليها منذ عقود، فقد شهد ذلك اليوم من عام 2013 ثورة شعب وإرادة وطن انحازت إليها القوات المسلحة والشرطة، حتى استأصلت آفة كبيرة كانت ستلتهم الأخضر واليابس لو تمكنت أكثر من مفاصل الدولة..
تلك الثورة أطاحت بجماعة الإخوان بعد عام واحد بائس في حكم مصر؛ لم تكتف الجماعة خلاله بسياسة التكويش على كل المناصب، بل عمدت إلى إقصاء كل فصيل لا ينتمي لفكرها وأيديولوجيتها، والأدهى والأمرّ أنها لا تعترف بالأوطان ولا بحدودها وترابها؛ إذ تراها حفنة عفنة من تراب، وترى من يخالفها الرأي والفكر خصمًا أو عدوًا حتى ولو كان من بني جلدتها.
ولم يكن الإقصاء والتكويش هما آفة لإخوان الوحيدة بل ظهرت رغبة الجماعة في تصفية الحساب مع كل مختلف معهم حتى ولو كان من التيار ذاته.. وقد ذقت أنا شخصيًّا، مثل كثيرين غيري، مرارة التعنت والتنكيل والاتهامات الباطلة بغير دليل..
حتى أنني وجدت نفسى مضطرًا للمثول أمام جهاز الكسب غير المشروع تارة، ونيابة الأموال العامة والمحكمة تارة أخرى لا لشيء إلا لأني كنت رئيسًا لمجلس دار التحرير للطبع والنشر (الجمهورية) في أخريات حكم مبارك.. وكانت هذه الصفة وحدها تكفي في نظر الإخوان لاستهدافي ببلاغات تأكدت كيديتها ببراءتي من كل ادعاء بحكم المحكمة.
والسؤال: ماذا كسب الإخوان من جرجرة القيادات الصحفية للمحاكم.. وإذا لم يكن ذلك بدافع الانتقام وتصفية الحسابات فماذا كان الدافع والغاية من اتهام الأبرياء ومحاولة تلويث السمعة لكل من ارتبط بعصر مبارك؟! تُرى أين كنا سنرى مصر لو دام حكم الإخوان أعوامًا أخرى؟ وهل كنا سنحاكم في قضايا أخرى بعد أن ثبت زيف الادعاءات التي حوكم البعض بسببها في تلك الأيام؟!
حفظ الله مصر من كل سوء!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
