رئيس التحرير
عصام كامل

أضرحة أولياء الله الصالحين في الفيوم، حكايات الغلابة مع مراقد الأمل

ضريح، فيتو
ضريح، فيتو
18 حجم الخط

في محافظة الفيوم، وسط الطبيعة الخلابة والقرى القديمة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ، تنتشر أضرحة أولياء الله الصالحين كمنارات روحية ومراكز شعبية لحكايات لا تزال حية في وجدان الناس، حتى وإن غابت عنها الموالد وتعطلت طقوسها منذ أحداث 2011. 

لم تكن هذه الأضرحة مجرد قبور لأشخاص صالحين، بل أصبحت محطات أمل الفقراء والمرضى والمهمومين، حيث نسجت خيالات الغلابة على مر السنين أساطير حول الكرامات والمعجزات، من شفاء الأمراض إلى زواج العوانس وعودة الغائبين، في محاولة يائسة أحيانًا، ومفعمة بالإيمان أحيانًا أخرى، للتمسك بطوق نجاة وسط أمواج الحاجة والفقر والمرض.

 الشيخة مريم.. موحدة المسلمين والأقباط وحارسة بحر يوسف

على ضفاف بحر يوسف، ترقد الشيخة مريم، التي يقال عنها إنها كانت صاحبة كرامات عظيمة، باركت الأراضي فأنبتت، ولمست العاقر فولدت. 

جمالها وورعها جعلها رمزًا للخير والخصوبة، ولهذا اختارت بعد موتها أن تُدفن بجوار البحر، رمز العطاء لدى أبناء الفيوم.

ورغم أن البعض يرون فيها قديسة مسلمة، فإن آخرين من أقباط الفيوم يؤمنون بأنها من قديسات الأقباط الأوائل، ويقصدون ضريحها للتبرك، في مشهد فريد من نوعه يجمع المسلمين والأقباط حول مقام واحد، يقدمون فيه اللحوم والأرز باللبن تقربًا لصاحبة الكرامات.

المتصوفة الشيخة مريم، كما يؤكد أتباع الطرق الصوفية، كانت تستقبل المريدين من كل أنحاء مصر، وكان يُقام لها مولد سنوي، قبل أن يتوقف بفعل تغيرات سياسية واجتماعية.

الشيخ علي الروبي.. شفاء المرضى وموالد النصف من شعبان

في قلب الفيوم، يقع ضريح الشيخ علي الروبي الذي أنشأه السلطان برقوق عام 875 هـ، وكان المولد السنوي له في ليلة النصف من شعبان يجذب آلاف الزوار، طلبًا للشفاء والفرج.

عُرف بقدرته على شفاء الأمراض العضوية، وفق روايات المريدين، الذين لا يزال بعضهم يزور المقام على أمل استعادة أيام العطاء الروحي.

أبو خلف.. بركة للإنجاب وعطاء للعاقرات

جنوب مدينة الفيوم، يوجد مقام الشيخ أبو خلف، الذي ارتبط اسمه ببركة الإنجاب. 

تقول الحكايات إن سيدات عاقرات حملن بعد زيارته، وأطلقن على أطفالهن اسم "أبو خلف"، تيمنًا بالشيخ الذي "أعاد إليهن نعمة الأمومة"، بحسب المعتقد الشعبي. 

وكان مولده يُقام في شم النسيم، ليضفي على المناسبة طابعًا من الفرح الشعبي والديني المختلط.

الشيخ عطا.. بئر الشفاء المندثرة

في قرية هوارة عدلان، يرتبط اسم الشيخ عطا ببئر يُقال إن مياهه كانت تشفي الأمراض الجلدية. 

كانت البئر جزءًا من المقام، لكنها اليوم غائرة، ومياهها راكدة، يُنزل إليها المرضى بحبل طويل ليغتسلوا على أمل الشفاء.

 لا أحد يعرف متى جاء الشيخ عطا أو متى توفي، بل إن المقام نفسه أصبح جزءًا من مسجد، ولم يتبق من ذكراه سوى البئر.

الشيخ محمد "حبس الوحش".. قاهر الذئاب وناصر المهمومين

عند مدخل أبشواي، يقف ضريح الشيخ محمد حبس الوحش شاهدًا على واحدة من أغرب الحكايات الشعبية في الفيوم. 

تقول الأسطورة إن أحد الرعاة احتمى بمقام الشيخ ليلًا مع غنمه، فظهر ذئب، لكنه لم يهاجم القطيع، بل جلس وديعًا بين الأغنام، ما جعل الراعي يصيح: "الشيخ حبس الوحش!" ومنذ ذلك اليوم اكتسب الشيخ اسمه.

يؤمن مريدوه بأنه يزوج العوانس، ويرد الغائبين، ويصالح الأزواج، ويشفي المرضى. 

قصصه امتدت عبر الأجيال، رغم توقف المولد وهدم بعض معالم الضريح بسبب التغيرات التي شهدتها البلاد بعد 2011.



 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية