رئيس التحرير
عصام كامل

قراءات في الهجرة النبوية

18 حجم الخط

بمناسبة الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية المباركة نٌلقي الضوء على بعض الصور والمعاني المُستنبطة منها، وبداية نٌعرف المعنى الإصطلاحي للهجرة، وهو الخروج من أرض إلى أرض أخرى، ومعنى الهجرة في الإسلام هو الخروج من أرض الكفر إلى أرض الإسلام، والهجرة هي إحدى وسائل الوقاية من اضطهاد الكفر للإيمان في بداية دعوته.. 

 

فلم تكن الهجرة النبوية خاصة بسيد الخلق عليه الصلاة والسلام؛ فهي سُنة الأنبياء عليهم السلام، فقد هاجر سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان الأصل في هجرته هو الهجرة إلى الله وليست إلى مكان، ويتجلى ذلك من خلال ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم على لسان الخليل عليه الصلاة والسلام، حيث قال تعالى:{وَقال إني مُهَاجِرٌ إلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}.. 

 

هذا وقد هاجر أيضا سيدنا موسى عليه السلام من بين أهله إلى مدين، بعد اضطهاد آل فرعون له، وخشية قتله، وهذا ما حدث حين تآمر المشركون على الرسول صلي الله عليه وسلم، وتناقشوا في دار الندوة، واتفقوا على قتله، وفي هذا يحكي القرآن الكريم:{وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ويَمْكُرُونَ ويَمْكُرُ اللَّهُ واللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ}. 

 

هذا وللهجرة أسباب عديدة منها الهجرة من أرض إلى أخرى خشية على النفس، ومن ذلك هجرة سيدنا موسى عليه السلام، وهو ما أشار إليها الحق عز وجل بقوله: {وجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا المَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إنَّ المَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}.


وهذه الهجرة التي يفر بها المسلم بدينه خوفا عليه، والتي من أجلها يترك ماله ووطنه معنى متجدد على مر العصور، ويمكن الاستئناس في ذلك بقوله عز وجل: {قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ}.


ولعل هذا المعنى من معاني الهجرة النبوية هو الذي أراده النبي صلي الله عليه وسلم بقوله: “والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”، ولو في ذلك هجرة المكان. هذا ومن معاني الهجرة أيضا. الهجرة من أرض المعصية إلى أرض التوبة وفي هذا المعني قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: 

“لقد كان فيمن قبلكم رجلا قتل تسعة وتسعين نفسـًا، واستفتى أعبد أهل الأرض، فجهل، وأضله بإفتائه ألا توبة له، فقتله، وأكمل به المائة.. ثم استفتى أعلم أهل الأرض، فدله على الهجرة سبيلًا للتوبة، والحفاظ على الدين فهاجر، ثم مات في الطريق؛ فكان ما كان من خصام الملائكة حوله، وأخذ ملائكة الرحمة له؛ ليكون من عباد الله المرحومين، بعد أن سلك طريق الهجرة”. 

هذا وحين تكون الهجرة لله فرارًا بالدين، تتصاغر أمامها شهوات النفس كلها، من المال والجاه والأرض وغير ذلك، وهذا ما حدث مع صهيب الرومي رضي الله عنه، فقد أراد الهجرة للنبي صلي الله عليه وسلم فاعترضه أهل مكة، وقد كان صهيب عبدًا، فكاتب سيده، وأصبح حرًّا، ثم أصبح تاجرًا، فساومه أهل مكة على غناه وتجارته، فترك لهم دنياه، لينال رضا الله تعالى، ولما علم النبي بذلك فرح به قائلا: “ربح البيع أبا يحيى. ربح البيع يا صهيب”. هذا وللحديث بقية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية