60% من نوابه خارج البرلمان المقبل.. ماذا يحدث داخل مستقبل وطن؟.. تشكيلة جديدة تقود معركة البقاء.. تغيير نواب العلاقات العامة.. والاستعانة بـ«نائب الشارع»
في كواليس السياسة المصرية، يحتل حزب مستقبل وطن مركز الثقل، ليس فقط بوصفه الحزب الأكبر تمثيلًا في مجلس النواب، ولكن لأنه أيضًا يقف أمام لحظة مراجعة قد تعيد تشكيل واحدة من أهم مؤسسات الدولة ـ البرلمان ـ لا سيما أن كل المؤشرات تكشف أن المجلس القادم لن يكون مجرد انتخابات دورية، بل محطة مفصلية قد تشهد إعادة رسم الخريطة الحزبية، وربما ما هو أعمق ـ فلسفة التمثيل النيابي ذاتها.
لماذا يعاد تشكيل مستقبل وطن من الداخل؟
وفقًا لمصادر متقاطعة، ما بين 60 إلى 70% من نواب حزب مستقبل وطن لن يكونوا ضمن تركيبة البرلمان المقبل، وهذه النسبة وحدها كفيلة بإثارة الأسئلة: ما الذي تغير في حسابات الدولة والحزب معًا ؟
الإجابة تتعلق برغبة متصاعدة في تحديث الواجهة التشريعية للدولة، وتجاوز ما وصف خلال العقد الماضي بـ«الجمود النيابي»، من خلال الدفع بممثلين جدد، يمتلكون لغة المرحلة، وشرعية تتجاوز مجرد الانتماء الحزبي.
مستقبل وطن، من تجمع شبابي لـ حزب الأغلبية
نشأ حزب مستقبل وطن عقب نجاح ثورة 30 يونيو عام 2013، في لحظة كانت البلاد تبحث فيها عن ظهير سياسي متماسك. بدأ الحزب باعتباره «تجمع شبابي» يحظى بدعم واضح من الدولة، ثم تطور تدريجيًا ليصبح القوة التشريعية الأولى في البرلمان، وخاصة بعد انتخابات 2020 التي حصد فيها الأغلبية.
لكن تلك السيطرة لم تترجم، حسب مراقبين، إلى أداء نيابي فعّال، لذا كثرت الانتقادات بسبب غياب المداخلات التشريعية المؤثرة، وضعف التفاعل مع القواعد الشعبية، ونزعة الفردية في الأداء، والتماهي التام مع الحكومة دون رقابة حقيقية، مما وضع الحزب في مرمى الانتقادات الشديدة طوال السنوات الماضية.
ولأن الزمن لا ينتظر، كان لابد من إجراء تغييرات واسعة، استجابة لمجموعة من الإشكاليات التي فرضت نفسها على الواقع السياسي، أبرزها توصيات الحوار الوطني، التي أكدت ضرورة تنويع التمثيل وتعزيز استقلالية الكتل البرلمانية، وتزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب نوابًا يتقنون مخاطبة الناس ويملكون أدوات الحل، لا التبرير بجانب رغبة الدولة في إظهار انفتاح سياسي محسوب، يضمن «تعددية مدروسة» بدلًا من السيطرة الكاملة.
من هو النائب المنتظر؟ معايير جديدة تعيد صياغة الدور
مع تبدل أدوات التأثير السياسي والإعلامي، النائب اليوم لم يعد مجرد حامل حقيبة خدمات، بل فاعل داخل فضاءات رقمية وجماهيرية مفتوحة، لا سيما أن المرحلة المقبلة لا تحتمل المجاملة في الاختيار، لذا فإن مواصفات النائب داخل حزب مستقبل وطن تخضع الآن لإعادة تعريف، يتضمن الكفاءة التخصصية، فالنائب يجب أن يكون خبيرًا في مجال حيوي مثل التعليم، الاقتصاد، أو الصحة، لا مجرد وجه اجتماعي أو رجل علاقات عامة، مما يمكنه من قدرة تشريعية حقيقية، لا مجرد تمثيل شرفي.
ويجب أن يكون للنائب أيضا حضور رقمي نشط. في عصر الإعلام البديل، أصبح الخطاب الرقمي أداةً للتأثير والتواصل، لذا فالنائب المقبل يجب أن يكون فاعلًا على السوشيال ميديا، يملك سرديته ويحسن توجيهها للرأي العام.
ومن الضروري أن يتمتع النائب أيضا بالاستقلالية والفكر المسؤول، ولا يراد للنائب بالطبع أن يكون متمردًا، ولكن يجب أن يمتلك القدرة على المبادرة والمساءلة من داخل السياق العام، وأن يبني جسور ثقة مع الشارع من خلال المواقف، لا الهدايا والمجاملات.
تجارب عالمية قبل مستقبل وطن في تجديد دماء الأحزاب والبرلمان
التحول في بنية البرلمانات ليس حكرًا على مصر، بل هو جزء من أساليب تجدد دماء الحالة السياسية، وحدث ذلك في دول كثيرة، على شاكلة الهند عام 2014، عندما قرر حزب بهاراتيا جاناتا تجديد صفوفه عبر الدفع بقيادات ميدانية وشبابية، ليكسب تعاطف القواعد الشعبية، ليتحول البرلمان إلى طاقة دفع جبارة ساهمت في بناء مشروعات التنمية الكبرى.
وفي فرنسا عام 2017 قاد إيمانويل ماكرون ثورة هادئة ضد الطبقة السياسية التقليدية، ونجح في ضخ وجوه جديدة غير حزبية داخل البرلمان، مما خلق تركيبة أكثر تناغما مع مطالب الشارع الفرنسي.
كيف سيبدو البرلمان الجديد في مصر ؟
إذا مضى سيناريو تغيير الوجوه داخل مستقبل وطن كما تشير المعطيات، فمن المرجح أن يكون البرلمان المقبل أكثر تنوعًا، بأغلبية أوسع تمثيلًا، وقد تشهد الأحزاب الوسطية في المعارضة مثل العدل والمصري الديمقراطي حضورًا أوضح، ومن المتوقع أيضًا صعود عدد أكبر من المستقلين، خاصة أصحاب الخلفيات الإعلامية أو الرقمية، وقد تتشكل تحالفات ما بعد انتخابية تحت القبة تتيح توزيع الأدوار بدلًا من الهيمنة المطلقة.
ويبقى التحدي الأهم، في انعكاسات التغير الحادث الآن على جوهر العلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية، وألا يتوقف قطار التغيير عند الشكل لا المضمون.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
