التوك توك خطر يهدد الأمن القومي
لم يعد الحديث عن التوك توك مقتصرًا على كونها وسيلة نقل غير آمنة، تُستخدم في ارتكاب الجرائم، أو تهدد الذوق العام، أو تُفسد سلوكيات الأطفال والمراهقين؛ فالأخطر من ذلك كله هو أثرها العميق والمدمر على سوق العمل الحرفي والفني في مصر، وتحديدًا مهن المعمار التي كانت يومًا عماد الاقتصاد المصري، وأساس النهضة العمرانية والاجتماعية.
التوك توك سبب نقص المهن الحرفية
اليوم، باتت أغلب المهن الحرفية تعاني نقصًا حادًا في الكوادر: النقاش، النجار، السباك، الكهربائي، البناء، وحتى الفران والقهوجي والحلواني، بات العثور عليهم أمرًا أشبه بالمستحيل. والسبب؟ التوك توك.
فبمجرد أن شعر الحرفيون بأن دخلهم اليومي لا يتناسب مع مشقة عملهم، خاصة بعد توقف البناء لسنوات بسبب قوانين مجحفة أوقفت الرزق، كانت مركبة التوك توك هي المَخرج الوحيد، بدخل يتراوح ما بين 500 إلى 5000 جنيه يوميًا، حسب المنطقة والطلب، لم يكن أمامهم سوى التخلي عن مهاراتهم التي قضوا سنوات في تعلمها لصالح مهنة لا تتطلب مؤهلات، ولا ضرائب، ولا تراخيص، بل وأحيانًا لا تتطلب حتى بلوغ السن القانوني.
أطفال وصبية في عمر الزهور يقودون التوك توك في شوارعنا، يحصلون على دخل يومي قد يصل إلى 500 جنيه أو أكثر، مما يفتح الباب أمام عادات خطرة مثل تعاطي المخدرات، والتهور في القيادة، وغياب الانضباط التربوي، لأنهم ببساطة باتوا يمتلكون المال السهل دون وعي أو مسؤولية.
التوك توك أكثر جاذبية من المهن الحرفية
المفارقة المؤلمة أن هذه المهنة غير المقننة أصبحت أكثر جاذبية من المهن التي تبني الوطن. فمن المنطقي أن يرفض الشاب تعلم مهنة مجهدة وضعيفة الدخل، مقابل قيادة توك توك بعائد أكبر، وبدون مسؤوليات.
وتتحمل الحكومة الجزء الأكبر من هذه الأزمة، بداية من القوانين التي سمحت بدخول هذه المركبة إلى مصر ثم القوانين التي أوقفت عجلة البناء، مرورًا بعدم وجود خطة شاملة لتقنين أوضاع التوكتوك، سواء عبر الترخيص، أو تحديد خطوط السير، أو فرض ضرائب ورسوم توازي ما يحققه من دخل، وانتهاءً بعدم تقديم حوافز حقيقية لتشجيع الشباب على العودة للمهن اليدوية.
المسألة اليوم لم تعد ترفًا تنظيميًا، بل خطرًا يهدد الأمن القومي، فمن لا يدرك أن الصنايعي الماهر ثروة قومية، لا يقل قيمة عن المهندس أو الطبيب، فهو لا يرى الصورة كاملة، ومن لا يشعر بعمق الكارثة سوى من يحتاج صنايعيًا فلا يجده، أو من يرى آثار التوك توك على أخلاق أبنائنا وسلوكهم، فإنه يصف واقعًا بدأ يتسلل إلينا منذ سنوات بصمت قاتل.
إن التهاون في التعامل مع هذا الملف، هو تهاون في الحفاظ على طاقات شبابنا، وعلى اقتصادنا غير الرسمي، وعلى البنية الأخلاقية لمجتمعنا.. فهل تتحرك الدولة قبل أن نفقد ما تبقى من حِرفٍ تُبنى بها الأوطان؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
