في ذكرى وفاته الـ 43.. أبرز المحطات في حياة الشيخ حمدي الزامل.. شهد له مصطفى إسماعيل وأعجبت بتلاوته أم كلثوم.. وهذه قصته مع الإذاعة المصرية

 صوته يشبه الكروان في دعائه عندما يغرد وصوته العذب يحمل ملامح بيئته ذات الطبيعة الأحلى، كان قارئا متقنا خاشعا شجيا، هو واحد من ذلك الرهط الفريد الذي ترك علامة في دولة التلاوة المصرية، إنه القارئ الشيخ حمدي الزامل الذي تحل ذكرى وفاته الـ 43 اليوم.

نشأ في أسرة قرآنية 

 ولد الشيخ حمدي الزامل في 22 ديسمبر 1929م في قرية محلة دمنة التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، لأبوين من عائلة تحفظ القرآن الكريم، وحفظ بها القرآن الكريم مع أخيه الشيخ عبد الستار والذي رافقه طويلا، وهو الذي أخبر شيخ معهد الزقازيق الديني أن أخاه صاحب صوت جميل وكان يفتتح اليوم الدراسي بتلاوة القرآن الكريم بصوته المُميز.

انتقل بعد ذلك إلى معهد الدراسة الديني خلف الجامع الأزهر، واستقر بجوار عقيلة بني هاشم السيدة زينب، وهناك الشيخ الكبار الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ومحمد سلامة وآخرين، ولكنه كان شديد الإعجاب بالشيخ مصطفى إسماعيل فانتسب إلى مدرسته وتفرد بأداء لا تقليد فيه.

الشيخ مصطفى إسماعيل يستمع لتلاوته

 وفي نهاية الخمسينيات ساق القدر الشيخ مصطفى إسماعيل ليستمع إليه فكان متجها في طريقه إلى مدينة المنزلة وكان الشيخ حمدي يقرأ في مأتم بقرية «شها» وكان السرادق مقاما على الطريق الرئيسي، فلمّا سمع الشيخ مصطفي صوته أمر السائق أن يتوقف ليستمع لتلاوته فأعجب بأدائه وسأل عنه أحد المارّة فقال إنه قارئ شاب اسمه حمدي الزامل، فقال له أبلغه أن الشيخ مصطفى سمعك وسيكون لك مستقبل باهر.

وبعد فترة كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مدينة المنصورة لعقد مؤتمر جماهيري في ساحة مبنى المحافظة، وكان المفترض أن يفتتح الحفل الشيخ مصطفى إسماعيل ولسبب مّا اعتذر الشيخ مصطفي عن الحفل، فقرأ الشيخ الزامل وافتتح المؤتمر وأعجب بصوته الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأثنى علي صوته وأدائه في التلاوة، ومنذ ذلك الحين ذاع صيته في جميع محافظات الجمهورية وتوطدت العلاقة بين الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ الزامل وكان يثني عليه في كل مكان، حتى إنه فِي مجلة الكواكب قال لأحد الصحفيين: «المستقبل للمجيدين أمثال حمدي الزامل».

علاقته بأم كلثوم

وتسمعه كوكب الشرق في بيتها بطماي الزهايرة، وكانت هناك علاقات أسرية تربط بينها وبين أبيه، فضلا عن علاقة الشيخ الشخصية بأخيها خالد وبعض أهلها فطلبت منه أن يقرأ أمامها فأدهشها أداؤه، وأهدته سلسلة من الذهب نصحته بالالتحاق بالإذاعة ليستمع له الملايين.

وفى مارس عام 1975، شارك الشيخ حمدي الزامل في إحياء ذكرى الأربعين لكوكب الشرق أم كلثوم، بعد أن قدمه الشيخ مصطفى إسماعيل للتلاوة، وتصادف وجود موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب، فأثنى على الشيخ حمدي الزامل، وجلس إلى جواره وسأله عن المكان الذى تعلم فيه الموسيقى، وكانت المفاجأة لعبد الوهاب أن الزامل لم يتلقَ أي "كورسات" في الموسيقى وأنها موهبة منحها له الله سبحانه وتعالى، وقال له: "أنت خامة ممتازة يا شيخ حمدي ولابد من دخولك الإذاعة".

التحاقه بالإذاعة

 في عام 1976م تقدم الشيخ حمدي الزامل لاختبارات الإذاعة المصرية واجتاز الاختبار من أول مرة عن استحقاق وتوفيق ليلتحق بالإذاعة والتلفزيون في نفس الوقت ويخرج صوته عبر الأثير لأول في نفس العام، وظل يقرأ قرآن الفجر مرة كل عشرين يوم لمدة ست سنوات على الهواء مباشرة، ولكفاءته قرأ قرآن الجمعة بالتليفزيون المصري، وكذلك أذيعت تسجيلاته مع بداية ونهاية بث التليفزيون، وقرأ جميع الحفلات والمناسبات على الهواء بالإذاعة.

كان قارئا للسورة بمسجد الزعيم جمال عبد الناصر وأحبه السادات ووجد فيه ما يذكره بالشيخ مصطفى إسماعيل فقرأ أمامه كثيرا.

مسيرة خاطفة تركت إرثا كبيرا

ومن العجيب أنه لم يسافر خارج مصر، ورغم مسيرته الإذاعية الخاطفة التي لم تتجاوز ٦ سنوات فقط، ولا بضاعة له سوى صوته وأدائه وحفظه وإتقانه وسَمته الطيب غير أن صوته عبر الإذاعات المختلفة وشاشات التلفزيون أصبح سفيرا بالقرآن وجسرا للقلوب.

في مثل هذا اليوم الثاني عشر من مايو عام 1982 فارقت روحه الجسد عن عمر يناهز 51 عاما تاركا إرثا كبيرا من التسجيلات والتلاوات القرآنية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.