9 سنوات على رحيل شاويش القراء.. ما سر تأثر القارئ راغب مصطفى غلوش بالشيخ مصطفى إسماعيل؟.. وهذه أبرز المحطات في رحلته من الغربية إلى العالمية (فيديو وصور)

في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، فقدت مصر أحد أعذب الأصوات القرآنية وأكثرها روحانية وتأثيرًا، الشيخ راغب مصطفى غلوش، الذي ترك بصمة لا تُمحى في عالم التلاوة، بصوته الشجي وأدائه الفريد، استطاع أن يجمع بين المدرسة التقليدية في التلاوة والإحساس العميق بمعاني القرآن، ما جعله واحدًا من أعلام التلاوة في القرن العشرين.
رحل الشيخ غلوش، لكنه ترك إرثًا خالدًا من التسجيلات التي ما زالت تملأ القلوب بالخشوع، وتُدرَّس كنموذج للإتقان والجمال الصوتي، فمن قرية برما بمحافظة الغربية انطلق صوته إلى أرجاء العالم الإسلامي، حيث اعتُبر سفيرًا للقرآن الكريم في المحافل الدولية، تميز بأسلوبه الفريد، إذ جمع بين قوة الأداء، وحُسن التنغيم، والقدرة الفائقة على الانتقال بين المقامات الصوتية بسلاسة، ما أضفى على تلاوته سحرًا خاصًا.
في هذا التحقيق، نسلط الضوء على أبرز محطات حياته، ونستعرض مميزاته الفنية، ونتتبع رحلته من قريته الصغيرة إلى منصات التلاوة العالمية، لنتعرف كيف استطاع أن يحفر اسمه بين كبار قرّاء العصر الذهبي.

نشأة الشيخ راغب مصطفى غلوش
وُلد الشيخ راغب مصطفى غلوش في 5 يوليو 1938م بقرية برما مركز طنطا معقل القراء والعلماء، رغب والده أن يكون ابنه موظفًا، إلا أنه أخذ بنصيحة أحد الأقارب أن يسلم ابنه لأحد المحفظين، فأرسله بعد انتهاء اليوم الدراسي، وتمكن من حفظه كاملا قبل أن يتخطى العاشرة من عمره، ثم جودة بالأحكام على يد الشيخ عبد الغنى الشرقاوى، وذاع صيته بين القرى المجاورة حتى وصل طنطا وهو في الرابعة عشر من عمره، وانهالت الدعوات للقراءة، فالتحق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي بطنطا.
شاويش في الإذاعة
أدى الشيخ الخدمة العسكرية في عمر العشرين في عام 1958م بمعسكر الأمن المركزي بالدراسة، ولقرب المعسكر من مسجد الإمام الحسين فكان دائم التردد عليه لأداء بعض الصلوات وإمامة الناس، وفي يوم اعتذر الشيخ طه الفشنى فقدمه شيخ المسجد الحسيني حلمى عرفة ليقرأ محله ليحوز على تهليل وتكبير المصلين الذين كان من بينهم زكريا محى الدين الذي أصدر قرارًا بإلحاقه بمعهد القراءات.
وقال الشيخ غلوش عن تلك الفترة:"في مسجد الحسين تعرفت على كبار المسئولين الذين كانوا من أكثر المشجعين لي، حتى قابلت بين رواد المسجد محمد أمين حماد مدير الإذاعة المصرية آنذاك فطلب منه الحاضرون أن يعطيني كارتًا حتى أتمكن من دخول الإذاعة وتقديم طلب الالتحاق كقارئ معتمد لها، وبالفعل ذهبت للإذاعة وتحدد لي يوم لإجراء الاختبار واجتزت الاختبار، وجاء قرار اعتمادي كقارئ بالإذاعة أثناء إنهائي إجراءات الخروج من الخدمة العسكرية فكنت أول شاويش يدخل الإذاعة، وفرحت كثيرًا لأنني دخلت بين زمرة مشاهير القراء بالإذاعة".
وأضاف:" في إحدى المرات كنت في مسجد سيدنا الحسين دعوت الله من كل قلبي أن يتأخر الشيخ طه الفشني وكأن أبواب السماء كلها كانت مفتحة فاستجاب الله لي وتأخر الشيخ طه الفشني واقترب موعد الأذان فقال لي الشيخ حلمي جهز نفسك واستعد، وقال لملاحظ المسجد خذ راغب علشان يؤذن فأخذني وأوقفني بجوار الشيخ محمد الغزالي حتى انتهى من إلقاء الدرس بحلول موعد أذان العصر.
كان وقتها الشيخ مصطفى إسماعيل يضيف عبارة في آخر الأذان ويقول: "الصلاة والسلام عليك يا نبي الرحمة يا ناشر الهدى يا سيدي يا رسول الله" فكنت أؤذن كما لو أن الشيخ مصطفى هو الذي يؤذن، كل ذلك وأنا مرتدي الزي العسكري الذي لفت أنظار الناس إليّ، وكان هذا في رمضان والصوت في الصيام يكون رخيما وناعماَ وجميلًا عذبًا، وقرأت العشر وبدأت بسورة الحاقة فانقلب جو المسجد إلى ما يشبه سرادقًا في ميدان واندمجت في التلاوة بتشجيع الناس لي والله يفتح عليك ويبارك فيك تاني الآية دي وقرأت آيات أكثر من مرة بناء على طلب الموجودين بالمسجد ووصل وقت التلاوة إلى أكثر من نصف ساعة.
وعدت إلى المعسكر وفرحتي لا توصف وزادت ثقتي بنفسي مما جعل القائد يسلمني مسجد المعسكر كمسؤول عنه طوال مدة خدمتي.. وللحق كان القائد يسمح لي بالخروج في أي وقت فكنت أتردد كثيرًا على مسجد الإمام الحسين واشتهرت به وفرحت بذلك تمامًا لأنني أقرأ بمسجد يقرأ السورة به المرحوم الشيخ محمود خليل الحصري ويؤذن به المرحوم الشيخ طه الفشني ويلقي الدرس به والخطبة المرحوم العالم الجليل الشيخ محمد الغزالي إنه لشرف عظيم يتمناه كل من هو في سني وكل من هو حافظ للقرآن".

وتابع الشيخ راغب مصطفى غلوش:"كان من بين رواد المسجد الحسيني محمد أمين حماد مدير الإذاعة المصرية آنذاك فقال له الحاضرون يا أستاذ اعط راغب كارت حتى يتمكن من دخول الإذاعة لتقديم طلب الالتحاق كقارئ بالإذاعة وفعلًا أعطانى الكارت وقال تقابلني غدًا بمكتبي بمبنى الإذاعة بالشريفين، ذهبت إلى مسجد الإمام الحسين فوجدت الشيخ حلمي عرفة وبصحبته اللواء صلاح الألفي واللواء محمد الشمّاع ووافق الثلاثة على الذهاب معي لمقابلة مدير الإذاعة الذي أحسن استقبالي بصحبتهم وكتبت الطلب وبه عنواني بالبلد وجاءني خطاب به موعد الاختبار كقارىء بالإذاعة المصرية وذلك قبل خروجي من الخدمة بشهر.
وحسب الموعد ذهبت إلى الإذاعة ليتم اختباري أمام اللجنة ووجدت هناك حوالي 160 قارئًا فقالوا لي: أنت ضمن الحرس؟ لأنني كنت مرتديًا الزي العسكري – فقلت أنا زميل لكم وعندى امتحان مثلكم فتعجبوا وقال بعضهم ندعوا الله لك، وبعد الاختبار بعشرين يومًا جاءني خطاب من الإذاعة بما حدث أثناء اختباري كقارئ بالإذاعة فأخذت الخطاب، واطلعت على النتيجة فوجت أنني ضمن السبعة الناجحين من 160 قارئًا ولنا تصفية للاختبار في الصوت".

وأضاف الشيخ راغب مصطفى غلوش:"حصلت على شهادة إنهاء الخدمة وذهبت إلى بلدتى فوجدت ما لم أتوقع قابلني أهل القرية مقابلة غريبة عليَّ، الفرحة والسعادة تعمرهم ويقولون لي ألف مبروك يا راغب واحتضنوني وكادوا يحملونني على أعناقهم كل هذا وأنا غير مصدق لما يحدث فقلت لهم: هو انتم عمركم ما شفتم عسكري خرج من الخدمة إلا أنا إيه الحكاية ؟ فقالوا هو أنت ما سمعتش الخبر السعيد؟ فقلت لهم: وما هو الخبر السعيد ؟ قالوا: صورتك واسمك في كل الجرايد بالخط العريض "شاويش ومقرئ"، وكأنه كان مكافأة إنهاء خدمتي الوطنية عام 1962م، لأكون أصغر قارئ بالإذاعة في عصرها الذهبي وذلك عام 1962م.
رحلاته إلى الخارج
تلقى الشيخ العديد من الدعوات من الدول العربية والإسلامية لإحياء المناسبات الدينية على مدار حياته فسافر إلى الكويت والإمارات والسعودية وأحيا ليالي شهر رمضان لمدة 30 عاما متواصلة.

وعن إحدى المرات التى جمعت الشيخ راغب مصطفى غلوش بالشيخ مصطفى اسماعيل يقول غلوش:"وفقت لأن أجعل من وجود الشيخ مصطفى إسماعيل بمنطقتنا دافعًا ومثلًا أعلى فحاولت تقليده واتجهت إلى مدينة طنطا باحثًا عن عالم قراءات فوجهني أحد المعارف إلى رجل بالمعهد الأحمدي اسمه المرحوم الشيخ: إبراهيم الطبليهي الذي علمني التجويد والأحكام السليمة وقرأت عليه قراءة ورش وأهلني لأن أكون قارئا للقرآن كل يوم بالمسجد الأحمدي، وخاصة بين أذان العصر والإقامة فالتف الكثيرون من حولي وبفضل الله دخلت قلوب الكثير من الناس، ودعيت للسهر بمعظم قرى محافظة الغربية وعرفت بالمحافظات المجاورة مما جعلني أثق بنفسي تمام الثقة بالجهد والعرق والصبر والحرص الشديد على القرآن وتلاوته بتقوي وإلتزام".
وفاة الشيخ راغب مصطفى غلوش
توفى الشيخ راغب مصطفى غلوش فى مثل هذا اليوم 4 فبراير 2016 بعد مرض نقل إثره إلى أحد المستشفيات عن عمر يناهز 77 عامًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا