رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهارده، السلطان عبد الحميد الثاني يرفض جامعة يهودية في القدس وبداية المواجهة الكبرى

السلطان عبد الحميد
السلطان عبد الحميد الثاني، فيتو
18 حجم الخط

في مثل هذا اليوم من عام 1902، سجل التاريخ نقطة فارقة في الصراع على فلسطين، حينما رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني اقتراحًا من تيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية، بإنشاء جامعة يهودية في مدينة القدس. 

ولم يكن هذا الرفض مجرد رفض لمقترح، بل كان إعلانًا عن مواجهة فكرية وسياسية وحضارية على الأرض التي كانت تعرف حينها بمسرح الأحداث الكبرى في الشرق الأوسط.

 

أسباب رفض الملك عبد الحميد إنشاء جامعة يهودية بالقدس 

في تلك الحقبة، كانت الإمبراطورية العثمانية تعيش في خضم تحولاتها الكبرى. السلطان عبد الحميد الثاني، الذي تولى الحكم في 1876، كان يدرك تمامًا حجم الأطماع الصهيونية في فلسطين. وكان قد تبنى سياسة مقاومة لهذه الأطماع، وهو ما جعل منه عدوًا لدودًا بالنسبة للتيارات الصهيونية في أوروبا ورفضه القاطع لمشروع هرتزل في 1902 كان جزءًا من رؤية استراتيجية أوسع لدحض محاولات التقسيم التي كانت تستهدف الأراضي العثمانية في الشرق الأوسط.

مقترح هرتزل كان يهدف إلى إنشاء جامعة يهودية في القدس تكون بمثابة نقطة انطلاق للتواجد اليهودي المؤسسي في فلسطين ولكن عبد الحميد الثاني، الذي كان حريصًا على الحفاظ على سيادة الأراضي العثمانية في المنطقة، رأى في هذا المقترح بداية خطيرة لتأسيس موطئ قدم يهودي في قلب القدس، الذي يعتبر رمزيًا وعقائديًا ذا أهمية بالغة للمسلمين.

 

الصراع الفكري والسياسي:

لم يكن رفض السلطان عبد الحميد الثاني مجرد تصرف عاطفي، بل كان ينبع من سياسة عثمانية قائمة على الحذر من أي تحرك يمكن أن يؤدي إلى تمكين الحركة الصهيونية من تجذير نفسها في القدس وهذا الموقف لم يكن مجرد صراع على الأرض، بل كان أيضًا صراعًا فكريًا وثقافيًا، حيث كان عبد الحميد يرى في الصهيونية تهديدًا ثقافيًا وحضاريًا للعالم العربي والإسلامي.

وفي ذات الوقت، كان هرتزل ومن خلفه الحركة الصهيونية يسعى إلى بناء مؤسسات تعليمية ودينية في الأراضي الفلسطينية بهدف تعزيز الهوية اليهودية، التي كانت تسعى جاهدة إلى إحياء فكرة وطن قومي لليهود لكن رفض السلطان عبد الحميد لم يكن مجرد موقف سياسي بل كان تعبيرًا عن إصرار على حماية هوية القدس ومكانتها في التاريخ الإسلامي، وبالتالي فقد مثل تصديه للمشروع الصهيوني على أنه جزء من حرب ثقافية أوسع.

القرار ذو العواقب الكبرى:

الرفض العثماني لم يتوقف عند هذا الحد، بل تبعته سنوات من محاولات العثمانيين في الدفاع عن سيادتهم على الأراضي المقدسة وفيما كانت الصهيونية تبحث عن فرص لتمكين نفسها في فلسطين، كان السلطان عبد الحميد الثاني يراقب بعناية وحذر توجيه القوانين والمراسيم التي تقيد الوجود اليهودي في الأراضي العثمانية، سواء من خلال منع شراء الأراضي أو عبر فرض قيود على الهجرة.

لكن على الرغم من مواقف عبد الحميد الصلبة، فإن الأيام أثبتت أن الصراع لم يكن ليقف عند هذا الحد، إذ بعد انهيار الدولة العثمانية، واحتلال فلسطين من قبل القوات البريطانية في عام 1917، بدأت المساعي الصهيونية تجد طريقها نحو النجاح، مما مهد الأرضية للنكبة الفلسطينية في عام 1948.

الذكرى والدروس المستفادة:

يظل رفض السلطان عبد الحميد الثاني مقترح هرتزل نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي وفي التاريخ الفلسطيني بشكل خاص. ومن خلال هذا الرفض، أرسى عبد الحميد معادلة تاريخية لا تزال محورية في فهم كيفية تطور الصراع في المنطقة.

اليوم، ومع مرور أكثر من مئة وعشرين عامًا على تلك اللحظة، تبقى الأرض الفلسطينية ومقدساتها في قلب الصراع العربي الإسرائيلي. وفي الوقت الذي يمر فيه الشرق الأوسط بتحديات سياسية كبيرة، يبقى التاريخ شاهدًا على أولى بوادر المواجهة ضد المشروع الصهيوني، التي بدأت بموقف تاريخي من السلطان عبد الحميد الثاني في 1902.

تظل هذه اللحظة، بقدر ما كانت نقطة فارقة في السياق التاريخي، أحد أبرز الدروس السياسية التي تلقي الضوء على أهمية التمسك بالحقوق والهوية الوطنية في مواجهة المشاريع الاستعمارية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية