طفولة تحت القصف.. تتويج صمود أطفال غزة بجائزة «وورلد برس فوتو».. أرقام مفزعة لضحايا الاحتلال الإسرائيلي من «أحباب الله»
بين أطلال الأبنية المدمرة وأعمدة الدخان المتصاعد من أرجاء قطاع غزة، يقف الأطفال صامدين بصرامةٍ لا تناسب أجسادهم الصغيرة. فمنذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، تغيرت ملامح طفولتهم إلى الأبد: ألعابٌ عابرة، وضحكاتٌ نادرة، وأحلامٌ عالقة بين أنقاض البيوت ومخيمات اللاجئين، في هذا الصراع الذي طال كل زاوية من حياتهم، باتت البراءة هي الضحية الأولى في صفوف هؤلاء الصغار، الذين أصبحوا رقمًا في إحصائيات الحرب قبل أن يكونوا أسماءً تنادي بهم أمهاتهم في الطابور للحصول على سلة غذائية أو رمالٍ لتعبئة الحاجز حول الخيمة.

يونيسيف: 16 ألف طفلٍ فقدوا حياتهم في غزة
وأظهرت بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 16 ألف طفلٍ فقدوا حياتهم منذ بداية الحرب، بمعدل 27 طفلًا يوميًّا، في واحدة من أعنف الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، فيما أصبح 39 ألف طفلٍ يتيمًا بعدما أُزهقت أرواح آبائهم وأمهاتهم تحت القصف اليومي.


وإلى جانب هؤلاء، هناك مليون طفلٍ يرزحون تحت وطأة الحصار والنقص الحاد في الغذاء والدواء، معرضون لخطرٍ جمٍ يفوق قدرتهم على التحمل، من سوء تغذية إلى أمراضٍ يمكن أن تؤدي بهم إلى عاهاتٍ مستديمة.
حياة هؤلاء الأطفال لا تحتمل التوقف عند أرقامٍ باردة؛ فكل رقمٍ يحمله طفلٌ يختبئ خلف آثار الانفجار على وجهه، أو ينام على سريرٍ صُنع من كرتونٍ في ملجأ مؤقت. قصصٌ لا تنتهي عن أمهاتٍ فقدن القدرة على إخفاء دموعهن أمام خوف الصغار من صوت الطائرات، وأفواهٍ لا تدري كيف تبتلع كلمة “الأمان” بعدما تلاشت في أروقة المستشفيات المكتظة. كثيرون منهم صاروا يعانون من اضطراباتٍ نفسية، لا يجدون في جعبتهم سوى حلمٍ وحيدٍ: أن يعودوا لمدرستهم، أن يطير طائرة ورقية في سماءٍ لم تسمع صوت انفجار.


وسط هذا السواد الإنساني، برزت لحظةٌ ضوءٍ مصوّرة: فازت المصورة الفلسطينية سمر أبو العوف بجائزة “وورلد برس فوتو” 2025 عن صورة الطفل الفلسطيني محمود عجور، الذي بُترت ذراعاه إثر انفجارٍ مدوٍ في العام الماضي، ونُقل لتلقي العلاج في الدوحة. هذه الصورة، التي اختارتها لجنة المسابقة من بين 59320 صورة التقطتها عدسات 3778 مصورًا من حول العالم، لم تُجسّد الألم فحسب، بل روت قصة صمودٍ لا يموت، وهواجس مستقبلٍ يحلم بالمخيط الحسي المزوّد بأطرافٍ اصطناعية توهّجت رغبةً في العيش كأي طفلٍ آخر.

الطفل محمود لـ سمر: كيف سأتمكن من معانقتك؟
ومن بين الكلمات التي روتها سمر عن حوارها مع والدة محمود، أتت عبارة الطفل الأولى بعدما أدرك أن ذراعيه لم تعودا معه: “كيف سأتمكن من معانقتك؟”.
إنها المعانقة التي صارت اليوم حلمًا يصبو إليه طفلٌ يكتب حروفه على شاشة هاتفه بقدميه، ويحارب لعنة الحرب بابتسامةٍ تكابر الألم. هذه الصورة الصامتة تذكرنا بأن الطفولة ليست فقط أرقام إحصائية، بل قلوبٌ تنبض بالأمل في أحلك الظروف، وأرواحٌ تستحق فرصةً جديدةً للعب والطموح.
مع مرور 194 يومًا منذ بداية العام 2025، وما يقارب 560 يومًا منذ سقوط أول قذيفة على القطاع، يبقى السؤال مطروحًا: كيف سنردّ لملايين الأطفال حقّ طفولتهم المسلوبة؟ في ظل جائزة عالميةٍ تضيء على مأساة طفلٍ واحدٍ، نأمل أن تستيقظ الضمائرَ وتُطفئ أضواء الحرب، فتترك المجال لضحكاتٍ تختصر سنوات الألم وتبشر بوطنٍ يتسع للأحلام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
