قصر بشتاك.. الأثر يتحول إلى نجم سينمائي.. تصوير فيلمي المطارد وبين القصرين بين جدرانه.. والعمارة الإسلامية نجحت في إيصال رسالة الأعمال الفنية للمشاهد

في قلب شارع المعز، حيث يلتقي التاريخ بالحياة اليومية، يعلو قصر بشتاك شامخًا كأنه يراقب القرون تتبدل، والناس تتغير، والكاميرات تدور. ليس مجرد مبنى أثري من العصر المملوكي، بل مساحة حيّة تنبض بالحكايات… و"لوكيشن" مفضل لصناع الدراما والسينما، على مدار عقود.

قصر بشتاك من التاريخ إلى الشاشة

قصر الأمير سيف الدين بشتك، أحد أبرز القصور الإسلامية في شارع المعز، بناه بشتاك الناصري في القرن الرابع عشر، ليكون تحفة معمارية تتداخل فيها الزخارف الدقيقة مع الفضاءات المفتوحة والنوافذ المطلة على التاريخ. لكن القصر لم يكتفِ بأن يكون مزارًا أثريًا؛ بل أصبح نجمًا صامتًا يظهر على الشاشة من وقت لآخر، شاهدًا على تطور الصورة، وتغير الأجيال.

يوسف… ذاكرة حية لجيل جديد

يوسف محمد، شاب في الثامنة عشرة من عمره، يسكن على بُعد خطوات من القصر. يتحدث بحماسة عن التجارب التي عاشها حين شاهد بعينيه تصوير أعمال درامية شهيرة: "حضرت تصوير مسلسل الحشاشين، والمداح، وجودر… كنت بشوف الديكور بيتبني قدامي، والممثلين بيتحركوا جوّه القصر. كنت ببقى متحمّس جدًا، كأن المكان بيرجع يعيش من جديد".

يبتسم وهو يسترجع المرات التي قضى فيها وقتًا يراقب الكواليس، ويضيف: "أمي وجيراننا كانوا دايمًا بيحكولي إن أفلام لعادل إمام اتصورت هنا، وإن القصر ده له تاريخ فني مش قليل. أنا اكتشفت مثلًا إن فيلم بين القصرين متصوّر هنا، وحسّيت إني جوه الفيلم لما شُفت المكان في الكادر".

علي الصعيدي.. 40 سنة من المعايشة

بعيدًا عن حماس الشباب، يحكي علي الصعيدي، رجل خمسيني عاش أكثر من ٤٠ سنة بجوار القصر، عن ذكرياته الممزوجة بالدهشة والحنين: "كنت عندي ١٨ سنة لما صوروا كليب فاكرك يا ناسيـني لمحمد فؤاد هنا. كنا متجمّعين نشوف فؤاد وهو بيغني في الفناء، وكنت مبسوط جدًا. بعدها بفترة، حضرت تصوير مسلسل الفتوة، وشوفت مشاهد اتعملت لمحمد رمضان، وأخرى لأمير كرارة، وكمان مسلسل النمر".

يحكي علي عن العلاقة الخاصة التي يجمعها هو وأهل الحي بالقصر، وكأنهم أوصياء على ذاكرته، وحماة لجماله: “القصر ده شاهد على حاجات كتير… مش بس تاريخ، لكن كمان فن ودراما وحكايات. إحنا اتربينا على صورته، وشوفناه بيلبس كل مرة شكل جديد حسب كل عمل بيتصور فيه”.

المكان الذي لا يشيخ

الجيران يتحدثون عن مشاهد من أفلام قديمة، مثل المطارد لعادل إمام، وغيرها من الأعمال التي استغلت جمال العمارة الإسلامية وروح المكان، يقول يوسف: "لما شوفت فيلم بين القصرين، حسّيت إن المكان مش غريب. حتى الإضاءة في الفيلم شبه اللي بشوفها كل يوم في القصر، وده خلاني أقدّر أكتر قيمة المكان اللي أنا ساكن جنبه".

ربما لا يعرف كثيرون أن قصر بشتاك شارك في أعمال فنية أكثر مما يُذكر في المصادر. فهو من الأماكن القليلة التي تمنح للصورة عمقًا، وللمشهد هيبة، وللأداء روحًا. كل زاوية فيه تصلح أن تكون كادرًا، وكل جدار يحمل ملمحًا بصريًا يصعب تكراره".

قصر بشتك ليس فقط شاهدًا على التاريخ، بل شريك فيه. وبفضل شهادات مثل يوسف وعلي، يبقى الأثر حيًّا في الذاكرة، متجددًا مع كل لقطة، ومع كل جيل يمر، ويجد في جدرانه معنى مختلفًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.