السبح والأحجار الكريمة والكوسترات، أشهر الحرف اليدوية في الجمالية.. تخصيص مدرسة لتعليم المهنة.. وهذه أبرز مراحل التصنيع (فيديو وصور)

يُعتبر شارع الجمالية من أقدم شوارع وأسواق بيع المنتجات اليدوية، ويتميز بالورش التي تُنتج هذه المنتجات التي تحمل عبق التاريخ، وتوجد به أيضا مدرسة الجمالية لتعليم الحرف اليدوية، التي اشتهر بها الشارع. 

وتقدم المدرسة منتجات يدوية عالية الجودة، وتعمل على تعليم الحرف من الأساس حتى إتقانها، وهذه الحرف لا تزال قائمة وتُميز مصر القديمة وشوارعها التي حافظت عليها من الاندثار في ظل التقدم التكنولوجي الحالي. 

صناعة السبح والكوسترات

من بين الحرف اليدوية المتواجدة في المنطقة، هناك حرفة صناعة السبح وصناعة الكوسترات، والتي تُعتبر جزءًا من التراث الحرفي القديم الذي يعكس الثقافة الإسلامية والعادات والتقاليد المصرية. 

حيث تتميز السبح المصرية بتنوع المواد المستخدمة فيها وجودة الصنع، ويُعتبر الخرز المصري من بين الأفضل في العالم، سواء كان مصنوعًا من الخشب أو الزجاج أو الأحجار الكريمة أو المعادن. 

أما بالنسبة لإنتاج وتصنيع الكوسترات، فهي تُستخدم لحماية الأسطح من الحرارة أو الماء أو الأوساخ، ويمكن أن تكون مصنوعة من الخشب أو المعادن، وتُستخدم بشكل شائع في المكاتب والمنازل لحماية الطاولات من الأكواب الساخنة أو الرطبة، كما تُنتج بأحجام وأشكال متنوعة.

التقت “فيتو” بـ “إبراهيم”، أحد صانعي السبح والكوسترات في حي الجمالية، والذي قال: إنه يعمل في مجال تصنيع السبح والكوسترات منذ فترة طويلة، حيث بدأ عمله في السبح ثم قرر إضافة حرفة جديدة وهي الكوسترات والعصي "العكاز".

وأضاف: في البداية كنت أعمل في ورشة والدي التي ورثها عن جدي، وتعلمنا جميعًا فيها، وبعد أن أتقنت الحرفة، قررت العمل بمفردي وقمت بتجديد الحرفة وإدخال حرف أخرى لتحسين الأوضاع.

وأشار إلى أنه اتجه إلى مدرسة الجمالية للحفاظ على الحرفة التي ورثها عن والده وجده، حيث توفر المدرسة العديد من المميزات مثل التصاميم و"الڤتارين" لعرض المنتجات، بالإضافة إلى تسويق منتجاتهم. 

ومن المميزات الأخرى التي تقدمها المدرسة تعليم الحرف اليدوية للمواطنين، وجاءت هذه الفكرة للحفاظ على الحرف اليدوية التي بدأت تختفي بسبب عدم معرفة الأجيال الجديدة بها وعدم قدرتهم على الصبر، حيث إن هذه الحرف تتطلب صبرًا وجهدًا كبيرين لإنتاج قطعة معينة.

وأوضح أنه قرر أن يمتهن صناعة الكوسترات بجانب السبح لأنه أصبح يتعامل مع "أجانب"، وهذه المنتجات تنال إعجابهم، خاصةً أنها تتميز بإمكانية الرسم والكتابة عليها، مما يجعلها تمثل هدايا مميزة وجذابة.

وعن مراحل تصنيع السبح، أوضح إبراهيم أن عملية التصنيع تمر بعدة مراحل تعتمد على نوع المواد المستخدمة، مثل الخشب، الزجاج، الأحجار الكريمة، أو المعادن.

وأشار إلى أن هناك العديد من مراحل التصنيع، حيث تبدأ بمرحلة التصميم، التي يتم فيها رسم التصميم المراد تنفيذه، ثم تأتي مرحلة اختيار المواد.

وأضاف إبراهيم أن هناك تنوعًا في المواد والخامات المستخدمة في تصنيع السبح، مثل الخشب، حيث يتم اختيار أنواع معينة مثل خشب الأبنوس أو خشب الجميز المعروف بصلابته وجماله.

كما يمكن استبدال الخشب بالزجاج، حيث يتم اختيار الزجاج الملون أو الشفاف لصناعة الخرزات، ويمكن تشكيل الزجاج باستخدام حرارة عالية، بالإضافة إلى ذلك يمكن الاعتماد على الأحجار الكريمة في صناعة السبح الفاخرة.

وتابع أنه بعد اختيار المواد الخام، تأتي مرحلة تحضير الخرز. وأوضح إبراهيم في حديثه مع فيتو أن هذه المرحلة تتضمن تشكيل المواد المختارة إلى خرزات صغيرة بالحجم المطلوب. 

على سبيل المثال، يتم قطع الخشب إلى قطع صغيرة ثم يتم صقله وتشكيله بشكل دائري أو بيضاوي، وقد تُنقش بعض السبح الخشبية لتكون مزخرفة.

مرحلة الخرز والنقش

ثم تأتي المرحلة الثالثة، وهي مرحلة الخرز والنقش.. في هذه المرحلة، يتم نقش أو تزيين الخرزات. بالنسبة للنقش، يتم إضافة زخارف إسلامية أو آيات قرآنية أو رموز دينية حسب الطلب. في السبح الفاخرة، قد يتم استخدام أدوات دقيقة للنقش. 

بعد ذلك، تأتي مرحلة التلوين، حيث أشار إبراهيم إلى أن بعض السبح الزجاجية تُلوَّن أو تُطلى بألوان متنوعة لإضفاء مظهر جميل ومتعدد.

وأضاف إبراهيم أن مرحلة التجميع والتركيب تُعتبر من أهم المراحل في صناعة السبح.. في مرحلة التخييط، يتم تجميع الخرز على خيط قوي أو خيط نايلون أو خيط حرير، وعادةً ما يُستخدم خيط قوي لتحمل الوزن وعدم الانكسار أثناء الاستخدام.

بعد ذلك، يتم إضافة الفواصل بين كل خرزة وأخرى لإضفاء شكل جمالي، كما تُثبت العقد أو الزخارف لضمان عدم انفصالها أثناء الاستخدام.

وأوضح أن المرحلة الأخيرة هي إضافة الزخارف النهائية والتلميع، حيث يتم تلميع السبح للحصول على سطح ناعم.

 وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من إنتاج السبح، تُعرض في المعارض التي تنظمها المدرسة أو في الفتارين داخل المدرسة نفسها.

فيما يتعلق بصناعة الكوسترات، قال إبراهيم لـ "فيتو" إن هناك عدة مراحل تمر بها الكوسترات أثناء تصنيعها، المرحلة الأولى هي اختيار المادة، حيث يتم تحديد نوع المادة التي ستستخدم في صنع الكوستر، والتي تعتمد على الاستخدام المتوقع (مثل الكوسترات الخشبية).

وأضاف أنه بعد اختيار المواد الخام، يتم تصميم الكوستر بما في ذلك الأبعاد والشكل والرسومات أو الطباعة أو حتى الرسم أو الكتابة على القطعة.

ثم تأتي مرحلة القطع، حيث يتم قطع المادة المختارة إلى الأبعاد المطلوبة باستخدام أدوات مثل المنشار أو المقصات أو حتى آلات القطع بالليزر.

وأخيرًا، هناك مرحلة التشكيل واللمسات النهائية: إذا كان الكوستر يحتاج إلى معالجة إضافية مثل النقش أو الطباعة، يتم ذلك في هذه المرحلة. كما يمكن إضافة طبقة واقية لحماية الكوستر من التلف أو البقع.

نصائح للعناية بالكوسترات:

التنظيف المنتظم: يجب تنظيف الكوسترات بانتظام باستخدام قطعة قماش نظيفة وجافة، أو بالماء الفاتر والصابون إذا كانت بحاجة إلى تنظيف عميق. تجنبي استخدام المواد الكيميائية القوية التي قد تؤثر على المواد المصنوعة منها.

التجفيف الجيد: بعد تنظيف الكوسترات، تأكدي من تجفيفها جيدًا باستخدام منشفة ناعمة لتفادي بقاء الرطوبة عليها، مما قد يؤدي إلى تلفها أو تشوه شكلها.

استخدام واقي: إذا كانت الكوسترات مصنوعة من مواد حساسة مثل الخشب أو الجلد، يمكنك استخدام واقي خاص لحمايتها من بقع السوائل أو الخدوش.

التخزين المناسب: عند عدم استخدام الكوسترات، خزنيها في مكان جاف وآمن بعيدًا عن الرطوبة وأشعة الشمس المباشرة للحفاظ على شكلها ولونها.

اختيار المواد المناسبة: اختاري الكوسترات المصنوعة من مواد مقاومة للماء أو التي يسهل تنظيفها لتقليل تراكم البقع والتلف.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.