رئيس التحرير
عصام كامل

دهاء معاوية السياسي، كيف صنع أول دولة مستقرة في الشام ؟

معاوية، فيتو
معاوية، فيتو
18 حجم الخط

بين صراعات القوى، والحروب الأهلية، والتدخلات الخارجية، تبدو سوريا اليوم ساحة معقدة، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية، ويتغير ميزان القوى كل يوم. لكن وسط هذا المشهد الفوضوي، يخبرنا التاريخ أن هذه المنطقة لم تكن يومًا مستقرة تمامًا، بل كانت دومًا مسرحًا للصراع، وشهدت عبر العصور حكامًا استطاعوا تطويعها وإدارتها بذكاء.

أحد أبرز هؤلاء كان معاوية بن أبي سفيان الذي تسلّم حكم الشام في زمن الاضطرابات، لكنه استطاع خلال سنوات قليلة أن يجعلها المركز السياسي والعسكري للدولة الأموية. كيف فعل ذلك وما الدروس التي يمكن استخلاصها من إدارته لمنطقة لم تكن أقل تعقيدًا مما هي عليه اليوم؟

 الشام نقطة الانطلاق وبوابة الاستقرار

عندما تولى معاوية ولاية الشام، لم تكن مجرد ولاية عادية، بل كانت ساحة صراع بين قوى مختلفة، تمامًا كما هو الحال اليوم. كانت هناك بقايا نفوذ بيزنطي، ومجتمعات قبلية عربية غير موحدة، ونخب دينية مسيحية ويهودية، إلى جانب المسلمين الجدد الذين ما زالوا يشكلون هويتهم السياسية.

لكن بدلًا من الدخول في صراعات داخلية، تعامل معاوية بحكمة وثبت سلطته عبر كسب ولاء القبائل العربية، وأعطاها أدوارًا قيادية في حكم المنطقة وحافظ على وجود النخب المسيحية البيزنطية في الإدارة، مما ساعد في إبقاء النظام الإداري قويًا ومتطورًا وأعاد بناء الجيش وجعله قوة ضاربة، مما جعل الشام منطقة منيعة يصعب اختراقها.

فن الحكم، كيف جعل معاوية أهل الشام جزءًا من مشروعه ؟ 

إذا كانت سوريا اليوم منقسمة بين أطراف متناحرة، فإن معاوية أدرك مبكرًا أن القوة وحدها لا تكفي لحكم الشام، بل يحتاج إلى تحويل أهلها من مجرد رعايا إلى أنصار لمشروعه السياسي.

الاستقرار مقابل الولاء

بينما كانت بقية الولايات الإسلامية تشهد اضطرابات، ركّز معاوية على جعل الشام واحة من الأمن، فبنى جهازًا استخباراتيًا قويًا، ونظم جيشه لحماية المدن، مما جعل أهل الشام يفضلون حكمه على البدائل الفوضوية الأخرى.

الدبلوماسية وليس العنف

لم يكن معاوية متعجلًا في تصفية خصومه، بل كان يلجأ أولًا إلى المفاوضات والاحتواء. فعندما كان يواجه معارضة، كان يعرض على خصومه المال أو المناصب، بدلًا من الدخول في مواجهات مكلفة.

الإعلام السياسي

كان من أوائل الحكام الذين فهموا أهمية السيطرة على الرواية السياسية، حيث استخدم الخطابة، والشعراء، والخطباء لتشكيل صورة إعلامية تُظهره كحاكم قوي وعادل، مما ساعده في ترسيخ سلطته.

تحويل الشام إلى عاصمة القرار الإسلامي

قبل معاوية كانت السلطة في المدينة المنورة أو الكوفة، لكن معاوية أدرك أن الشام هي الموقع الأنسب لحكم العالم الإسلامي، نظرًا لموقعها الجغرافي القريب من أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولأنها كانت أكثر استقرارًا اقتصاديًا، فأعاد توجيه مركز السلطة نحو دمشق، ومنها انطلقت الدولة الأموية التي استمرت قرابة قرن من الزمان.

وكما نرى اليوم في سوريا، فإن إدارة المناطق المضطربة تحتاج إلى حكمة ومرونة سياسية، لا إلى القتال المستمر فقط فمعاوية، رغم كونه قائدًا عسكريًا، لم يعتمد على السيف وحده، بل استخدم الدهاء، والتحالفات، والإدارة الذكية، مما جعله ينجح في فرض استقرار طويل الأمد على الشام. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية