رئيس التحرير
عصام كامل

كلهم في انتظار كلمة مصر!

18 حجم الخط

حين تكون الأحداث متدافعة بقوة الجنون، وحين يكون الوطن مجالها وساحاتها، يصعب في الحقيقة الإمساك بأول خيوط الموجة، للتعرف على وجهتها، وبخاصة إذا كان الشعب كله قد وقف سدا منيعا يكبح جماحها..

 
يعيش المصريون منذ أربعة أيام في حالة طوارئ، وتحولت البيوت، والمنصات والصفحات إلى مجالس درس وتحليل، وأحيانا مدت خرائط حرب، وسرت في مصر روح أقرب إلى أيام المجد في حرب اكتوبر 1973.. روح وطنية عارمة، وشبت نار جحيمية في الجسد المصري ترفض وتلعن وتستعيد الأفرول العسكرى.


قال ترامب المتقلب إنه واثق أن مصر ستقبل بنسبة 99% التنازل عن قطعة أرض في سيناء يقيم عليها أهل غزة بعد طردهم، ولا يعودون إليها، وأن الأردن سيفعل كذلك، ورغم رفض مصر ورغم الإحراج القاتل الذي شاهدناه على وجه العاهل الأردني، الذي استباحه ترامب بجليطة منقطعة النظير.. إلا أن الشعب المصرى بمجرد سماعه الترهات والهراء الذي أفرزته مسام رجل فقد عقله سارع لإعلان حربه الشعبية على هذه التخريفات الأمريكية، وتحولت كل الصفحات الإلكترونية إلى مظاهرات تأييد للدولة وللجيش وللرئيس السيسي.


لأول مرة منذ حرب أكتوبر، يشعر المصريون أن البلاد ذاهبة إلى حرب، وأن المؤامرة باتت مكشوفة، وأن ما لم تحققه مؤامرة الفوضى في الخامس والعشرين من يناير 2011، جاء ترامب ليحققه للصهيوني مجرم الحرب النازي نتنياهو الذي يمقته الشعب المصرى كما يمقت العمى..


العالم كله يسخر من خطة ترامب بإخلاء مليونين وأربعمائة ألف فلسطيني من أرضهم في غزة، ليأخذ أرضا في غير دولته، أرضا مصرية وأرضًا أردنية وأرضًا سعودية ربما، لأنه قال ودولا أخرى، ليمنحها لدولة نازية مجرمة. 

يمنح من جيب غيره لمن لايستحق.. الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان سخر من أفكار هذا الرجل الجامح وقال إن أفكاره ليست خارج الصندوق فحسب بل خارج نطاق العقل، أي وصفها بالجنون.. 


أوروبا كلها ترفض إخراج الناس من أرضهم، وتسخر مما يفعله ترامب الذي يريد ضم كندا والاستيلاء علي جرينلاند التابعة للدنمارك، ويمارس البلطجة بموجب ما أسماه السلطة الأمريكية. سلاح جديد في علم السياسة اخترعه تاجر العقارات اسمه بموجب سلطة الولايات المتحدة، وهي ليست سلطة اخلاقية، بل سلطة القوة، وبعبارة أخرى يتعامل ترامب بوصفه أسد الغابة، القوي يفترس الضعيف.


كان مضحكا للعالم كله حين سأله صحفي في المؤتمر الذي كاد يصيب فيه ملك الأردن بجلطة، بسبب استفزازاته، سأله الصحفي بأي سلطة سوف تستولي علي غزة، فقال بثقة الأب الروحي للمافيا بسلطة الولايات المتحدة، يقصد بالنار والتخريب والتآمر وهدم الدول.

حين كتبنا هنا أنه عصر الإستعمار الأمريكي لم يكن شططا، بل قراءة في فكر رجل مهووس بالقوة وفيه استعلاء عنصرى كريه، ويرى بقية العالم عبيدا خوفا من بطشه..

 
سوف يجتمع العرب، في القاهرة بعد أسبوعين تقريبا، وربما تعقد بالرياض في العشرين من هذا الشهر، قمة حماسية تضم مصر والسعودية والأردن والإمارات وقطر، وللعجب فإن هذه الدول حليفة للولايات المتحدة التي يبدو أن رئيسها يبدد مصالحها معهم لأنه خدام حقيقي للصهيونية والنازية الإسرائيلية.


لقد رفع المصريون هاماتهم عالية إذ تقف مصر شامخة، ترفض المخطط المشبوه، ويرفض شعبها سفر الرئيس للقاء رجل يقول له سآخذ قطعة من أرضك.. لا أحد يضمن كيف سيكون رد الرئيس السيسي وهو جندي من جنود القوات المسلحة المصرية العظيمة؟ 

يبقى أن العالم كله يترقب ماذا ستقول مصر وماذا ستفعل مصر، ويبقي أن العرب كلهم وقت الخطر يلتفون الآن حول عمود الخيمة الثابت.. مصر الأم التي لا تبيع ولا تفرط ولا تتآمر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية