رئيس التحرير
عصام كامل

ما سبب تسمية شهر “المُحَرَّم” بهذا الاسم؟ وما المراد بـ الأشهر الحرم؟

سبب تسمية شهر الله
سبب تسمية شهر الله المُحَرَّم، فيتو

الأشهر الحرم، هي شهور مباركة محددة في التقويم الهجري اختصها الله، ووردت بالقرآن الكريم وهذه الأشهر هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.

سبب تسمية شهر الله المُحَرَّم 

سمي شهر الله المُحَرَّم بهذا الأسم من باب التشريف له، والتأكيد على أنَّ الله - تعالى - هو الذي حرَمَّه فلا يستطيع أحد تحليله، وشهر الله المحَرَّم هو أفضل الأشهر الحُرُم، وقد جاء عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه-: (أنَّه سأَلَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: أيُّ الرِّقابِ أَزْكى، وأيُّ الليلِ خَيرٌ، وأيُّ الأشهُرِ أفضَلُ؟ فقال له: أَزْكى الرِّقابِ أَغْلاها ثَمنًا، وخَيرُ الليلِ جَوفُه، وأفضَلُ الأشهُرِ شَهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحرَّمَ)، وقال ابن رجب: إنّ المقصود من ذلك أفضل الأشهر بعد رمضان.

وقد سميت الأشهر الأربعة الحُرُم بهذا الاسم لأنَّه لا يجوز فيها الغزو والقتال، أمّا بالنسبة للاسم القديم لشهر المُحَرَّم فهو صفر الأوّل؛ لتميّزه عن صفر الثاني الذي عُرف به، وكان يُعرف صفر والمُحَرَّم معًا بالصفرين، أمّا عند قدماء العرب وبعض علماء اللغة فقد عُرِّف بلفظ الموجب، واسمه عند الجاهليين كان صفر الأوّل، أمّا اسم المُحَرَّم فقد أطلق عليه في الإسلام؛ لأنّه كان في البداية صفةً له لحرمته ثمَّ غلب عليه الاسم وأصبح علمًا له، وقد سُميّ بذلك أيضًا لأنّه الحروب كانت تُحَرَّم فيه، ولأنّ الله -تعالى- عندما لعن إبليس، وأنزله إلى الأرض؛ حرَّم عليه الجنّة، وكان ذلك في هذا الشهر.
 

حرمة شهر الله المحرم، فيتو

ما المراد بـ الأشهر الحرم ؟

 هي أربعة أشهر بحسب التقويم الهجري: ذو العقدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. ورد في السنة النبوية عن أَبي بكرَة رضي اللَّه عَنْه عن النبِي صَلَّى اللَّهُ علَيه وسلم: ” السنَة اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ.” رواه البخاري 2958

وسماه ﷺ رجب مضر، لأن بني ربيعة بن نزار كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجبا وكانت قبيلة مضر تحرم رجبا نفسه، لذا قال ﷺ فيه “ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”.

قال ابن كثير رحمه الله: ” وقوله تعالى: (منها أربعة حرم) فهذا مما كانت العرب أيضا في الجاهلية تُحَرِّمه، وهو الذي كان عليه جمهورهم، إلا طائفة منهم يقال لهم: “البسل”، كانوا يحرمون من السنة ثمانية أشهر، تعمقًا وتشديدًا.

وأما قوله: “ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان “، فإنما إضافة إلى مضر، ليبين صحة قولهم في رجب أنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان، لا كما كانت تظنه ربيعة من أن رجب المحرم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال، وهو رمضان اليوم؛ فبين، عليه الصلاة والسلام، أنه رجب مُضر لا رجب ربيعة.

 

حرمة شهر الله المحرم

 قال تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [التوبة:36].

فنهى سبحانه عن الظلم فيها، مع النهي عن الظلم في كل وقت، لأن الظلم فيها أشد منه في غيرها.

وعن أبي بكرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ خطب في حَجِّتِه، فقال: ” ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر بين جمادى وشعبان ” متفق عليه.

قال القرطبي: خص الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل الزمان، كما قال تعالى ( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَج ) [البقرة: الآية 197].

وعلى هذا أكثر أهل التأويل، أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم. 

ومن ذلك: النهي عن القتال فيها، على قول من يقول: إن القتال في الأشهر الحرم لم ينسخ تحريمه.

فضل شهر محرم، فيتو


 

فضل شهر محرم

مما يدل على فضله: ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل “. أي: أفضل شهر تتطوع به بعد شهر رمضان شهر الله المحرم ؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفة وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل.
 

وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين للمؤمنين، أظهر الله فيه الحق على الباطل ؛ حيث نجى فيه موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة، عند الله تعالى.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله ﷺ: ” ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ ” فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله ﷺ: ” فنحن أحق وأولى بموسى منكم ” فصامه رسول الله ﷺ وأمر بصيامه. متفق عليه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ” ما رأيت النبي ﷺ يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان ” متفق عليه.
 

وعن فضل الأشهرِ الحرم: فضلها الله على سائر شهور العام، وشرفهن على سائر الشهور. فخص الذنب فيهن بالتعظيم، كما خصهن بالتشريف، وذلك نظير قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} (البقرة:238 ).

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية