رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: 200 ساعة إعلام رياضي.. والمحصلة حواديت أمنا الغولة!

زغلول صيام،فيتو
زغلول صيام،فيتو

قنوات متخصصة تبث الـ24 ساعة رياضة وإذاعات أيضا متخصصة تبث على مدار اليوم برامج رياضية وأخرى قنوات عامة تخصص جزءا كبيرا من إرسالها لبرامج رياضية وتقريبا تزيد عن 200 ساعة في اليوم للرياضة فقط والمدهش أن المحصلة النهائية لكل ساعات البث هذه حواديت وحكايات أمنا الغولة !! ولو تكرم علينا هؤلاء من يطلون علينا بطلعتهم البهية يحكون لنا عن الشاطر حسن وأخواته!


نعم هذا هو ملخص إعلامنا الرياضي الذي رأى أن رواية تلك الحكاوى أهم من شراء حقوق مباريات وبطولات كبرى تسلي المشاهد ويستفيد منها الرياضيون أنفسهم ولكن لا حقوق ولا غيره وبناء عليه سبقنا الآخرون بالعمل الاحترافي ووجود تنوع في البرامج وشراء حقوق البطولات الكبرى، ولن أقارن بين قنواتنا الرياضية و«بن سبورت» مثلا أو القناة السعودية وفي النهاية مازلنا نردد نحن أبناء الـ7000 سنة حضارة.

Advertisements


واعترف أننا شطار في تنوع المحتوى الرياضي الذي تقدمه تلك البرامج والقنوات ما بين فقرات كوميدية وأخرى تراجيدية وثالثة موسيقية إلى آخر كل أنواع الفنون.. فهناك من يضحك الجمهور بإفيهات معقولة وهناك من يظنون أن دمهم خفيف وهم في الأصل عندهم ثقل دم.. وهناك من يندب ويذرف الدمع وآخر لا يملك من أدواته إلا حكايات أمنا الغولة أو الشاطر حسن لمحاولة تسلية الجمهور!!


أعترف أننا جيل محظوظ جدا بخبراء متميزين في الإعلام الرياضي حيث كنت وأنا طفل أتابع مونديال كرة القدم بتعليق لطيف والشربيني والجويني وزيوار وأتابع بطولات الجائزة الكبرى في التنس وعرفت بوريس بيكر وشتيفي جراف وتعليق مميز من عادل شريف وأتابع مونديال السلة وبطولات العالم في ألعاب القوى بتعليق المتمكن رياض شرارة.
كنت أتمتع بوجبات رياضية دسمة من كل فنون الرياضة ساهمت في تكوين شخصية جيل كامل أيقن أن الرياضة وسيلة تقدم الشعوب وأنها خلقت للتقارب وليس من أجل الفتنة والعصبية التي باتت تسيطر على الجميع كبيرا وصغيرا.


استديوهات بالساعات وكومة محللين يحاولون تحليل الفلوس التي يحصلون عليها في مقابل شوية كلاما أصلا لم يسمع بهم أحد ومقدمون يحصلون على الملايين عشان يقول من وجهة نظري وخبري مش هتلاقيه إلا عندنا وشوية (حبشتكنات) لإرضاء الزبون اللي هو إحنا!!
ومعاهم شوية حكام عشان يحللوا وينقدوا زملاءهم وفيش مانع من فترة التراجيديا عندما يكون المطلوب هو حرق هذا الشخص أو تزويقه لهدف ما..
لا قضية.. لا مضمون.. لا معايير.. لا قبول..  وفي مناخ مثل هذا أصبح هؤلاء أمثال الذي يغني من أجل أن يسمع نفسه.. لا أن يطرب الآخرين..
أصبحت موضوعات تافهة يتسابق عليها الإعلام الرياضي من خلال أخبار خايبة في الأساس وحكايات بدائية من نوعية وبقولك خبر من نوعية تناول الفريق الأزرق الغذاء وتوجه الفريق الأخضر إلى الملعب.. الفريق يرتدي الزي البني.. حكم اللقاء يؤدي تدريبات الإحماء.
هذا هو ملخص إعلامنا الرياضي ومن الطبيعي في مناخ مثل هذا لا بد أن يتراجع المنتج الرياضي وتقل الإعلانات وتتحول إلى أمور أخرى من نوعية اللي معناه قرش محيره يجيب برنامج يطيره.


أتحدث وأنا يعتصرني الألم من واقع مرير يسيطر عليه تضارب المصالح من كل جانب دون أمل قريب في الشفاء من تلك الأمراض التي تفشت ولم يعد يجدي معها العلاج.
آه لو خصصنا ربع ما هو مخصص للإعلام الرياضي في الصحة أو التعليم أو أي منحى من مناحي الحياة لتبدل حالنا إلى الأفضل.


نعم الصورة قاتمة بل تكاد تكون أكثر من قاتمة ولكن يحدوني الأمل أنه سيأتي فجر جديد ينصلح فيه الإعلام الرياضي قبل الرياضة ذاتها... يا رب.
 

الجريدة الرسمية