رئيس التحرير
عصام كامل

حسام حسن وارتباك القرارات!

لست مع تولي مدرب أجنبي لمنتخبنا لكرة القدم الآن ونحن نعانى أزمة في النقد الأجنبي جعلت الحكومة توقف إنفاقها الاستثمارى الذى يحتاج إلى نقد أجنبي، وجعلت البنك المركزى يقبل تمويل المستوردين وارداتهم من السوق السوداء مقابل تنازلهم عن عشرين في المائة من قيمة التمويل بالنقد الأجنبي للبنوك.. لكننى لا أقبل الطريقة التى اتخذ بها اتحاد الكرة تعيين الكابتن حسام حسن مديرا فنيا بمنتخبنا الوطني.

 

فهي طريقة للأسف تكشف أزمة اتخاذ القرارات في بلدنا في مجالات عديدة، ففور الخروج من مسابقة بطولة أفريقيا لكرة القدم سارع اتحاد الكرة لاتخاذ قرار بإقالة المدير الفنى للمنتخب فيتوريا وفي ذات الوقت عين مدربا للمنتخب ليعمل مع المدير الفنى الأجنبي الذى عقد العزم على التعاقد معه لقيادة المنتخب. 

Advertisements

 

وبعدها بيومين فقط أعلن اتحاد الكرة تعيين مدرب وطنى للمنتخب، وقيل إن ذلك تم بترحيب من وزير الشباب والرياضة الذى كان مرحبا أيضا، كما قيل، بتولى مدرب أجنبي قيادة المنتخب، بل كان متحمسا لمدرب معين وبديل له تحديدا.

 
هنا نفهم إما أن اتحاد الكرة ليس سيد قراره، وإما أن الارتباك أصابه وتحكم في قراراته المتضاربة على هذا النحو، وكلا الأمرين أسوأ من الآخر بالطبع!
 

فالاتحاد الذى سارع بالتفاوض مع مدرب أجنبي كان يعرف أن ذلك سوف يكلفه كمية لا بأس بها من النقد الأجنبي، ومع ذلك مضى، كما قيل في التفاوض مع مدرب أجنبي معين. بل لعله توصل معه لإتفاق أولى لتولى تدريب منتخبنا ولذلك عين له مساعدا مصريا.. ولكنه بعد ساعات فقط تراجع وعين مدربا مصريا للمنتخب!

 
وهنا من حقنا أن نتساءل ألا يمكن أن نفاجأ بالاتحاد يتخذ قرارا آخر مستقبلا وقبل أن تنتهى فترة ولايته يقضى بإعفاء المدرب الوطنى مع أى تعثر له كما حدث بالفعل من قبل، أو مع إنفراج الأزمة الدولارية؟!

 
إن الارتباك في إتخاذ القرارات المفاجئة وغير المدروسة لا تفضى عادة إلى تحقيق نجاح، وإن حدث سيكون هو الاستثناء الذى يؤكد صحة الاستنتاج كما يقال!.. ولعل هذه هى إحدى مشكلاتنا التى نعانى منها.. نحن نتخذ قرارات متسرعة لا تستوفى حقها من البحث والدراسة قبل اتخاذها. 

 

لذلك نواجه دوما بتداعيات وآثار جانبية لها لم نتوقعها أو نتحسب لها ونعد علاجا لها.. وبدلا من مواجهة المشكلة التى اتخذنا القرارات لمواجهتها يضاف لنا مشاكل أخرى جانبية تحتاج لعلاج بدورها! 
 

إن إتخاذ القرار في الوقت المناسب وعدم التأخر في اتخاذه مهم جدا لكن التسرع في إتخاذه والتراجع عنه بعد ساعات هو الارتباك بعينه، والارتباك لا يبلغ الغايات المرجوة بالطبع.

الجريدة الرسمية