رئيس التحرير
عصام كامل

زعيم جمهورية الفن!

تتفق أو تختلف مع الفنان الكبير عادل إمام  لكنك لا تستطيع أن تنكر أنه أمير الكوميديا أو زعيم جمهورية الفن.. الذي أمتع الملايين بأعماله الفنية الكثيرة والمتنوعة بين السينما والدراما التي تبنى بعضها قضايا اجتماعية مثل محاربة الإرهاب والتعصب الذي عانت مصر من تبعاته كثيرًا.. وصنع لنفسه شهرة ونجومية لا يسبقه إليها فنان في زمانه.. 

 

صحيح أن البعض يأخذ على عادل إمام مسرحية مدرسة المشاغبين التى تركت تأثيرًا سلبيًا على النشء والشباب الذين يتطلعون لتقليد من يحبون من رموز الفن والكرة.. المسرحية  جسدت امتهان المعلم وكرست لأجيال عديدة التجرؤ على المدرس وإضاعة هيبته التى هى أساس العملية التربوية برمتها.. 

 

وحين ضاعت هذه الهيبة وذلك الوقار اهتزت العملية التعليمية والقيم التربوية، وصرنا نرى جرائم الاعتداء والتطاول والعنف بحق المعلم شيئًا عاديًا يألفه المجتمع ولا يتوجع ضميره لارتكابها في حق من يفترض أنه القدوة الذي قال فيه أمير الشعراء: قم للمعلم وفّه التبجيلا..  كاد المعلم أن يكون رسولا.

 اعتزال عادل إمام 


وأيًا ما تكن مآخذ البعض على الفنان الكبير عادل إمام الذي أعلن نجله اعتزاله للفن، تبقى له قيمته وعطاؤه الفني المتميز الذي أمتع الجمهور وصنع أمجادًا حققت الريادة الفنية لمصر عربيًا، بحسبان الفن أحد مقومات القوى الناعمة لأى بلد.


عادل إمام تربع على عرش الضحكة منذ بدأ مسيرته الفنية عام 1962 بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الزراعة، وقدم نحو 126 فيلما سينمائيًا و16 مسلسلا و11 مسرحية ومسلسل إذاعي مع المطرب الراحل عبدالحيم حافظ بعنوان أرجوك لا تفهمنى بسرعة.

 
أما سبب شهرته وتميزه على أقرانه فيرجع إلى أن مساهماته في صناعة السينما والمسرح من خلال معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية في الوطن العربي والتدقيق في اختياراته لأدواره الفنية التي جعلته واحدًا من أكثر الشخصيات العامة العربية تأثيرًا في الثمانينيات والتسعينيات.

 


من حق الفنان الكبير أن يتفرغ أخيرًا لحياته العائلية بعد أن قدم أقصى ما عنده للجمهور.. تحية لعطاء فني قدمه الزعيم على مدى 60 عامًا حافلة بالنجاح والتميز كانت سببا في اختياره سفيرا للنوايا الحسنة في المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والتي عاقبتها أمريكا، دون تحقق بحرمانها، من التمويل الإضافي وتبعتها دول أخرى بزعم مشاركة 12 من أفرادها العاملين في فلسطين المحتلة في هجوم طوفان الأقصى.. 

تماهيًا مع الموقف الإسرائيلي المتطرف ودونما النظر لمعاناة أهل غزة التي فاقت كل تصور.. وتبقى لتمنيات الطيبة بالصحة والسعادة والحياة الهانئة لزعيم جمهورية الفن عادل إمام.

Advertisements

الجريدة الرسمية