تكلفة 25 يناير!
بالطبع كان لانتفاضة 25 يناير تكلفة اقتصادية.. فلكل حدث سياسى عادى تكلفته الاقتصادية، فما بالك بحدث سياسي غير عادى.. ولكن ليس عموم الناس الذين خرجوا متظاهرين في الشوارع هم المسئولون عن هذه التكلفة الاقتصادية التى تحملتها البلاد، وإنما يتحملها من دفعوهم للخروج إلى الشوارع.
وابتداء أنا ممن على يقين أن الانتفاضة الشعبية في 25 يناير إقترن بها تحضير وإعداد خارجى في إطار تنفيذ سياسة تغيير الأنظمة السياسية في منطقتنا من الخارج، وهى السياسة التى تبنتها أمريكا وشرعت في تنفيذها في سنوات سابقة على 2011، وقد كتبت عن ذلك مرارا وقمت بكشفه بالمعلومات في عدد من كتبى.
كما أننى على يقين أيضا أن الإخوان استولوا على انتفاضة يناير بواسطة كوادرهم وعناصرهم ونجحوا في توجيهها لما يخدم تحقيق هدفهم، وهو الإستيلاء على الحكم الذى اتخذوا قرارا عام 2009 بالتخلص من نظام مبارك وأن يحلوا مكانه، وبذلك اتفقوا مع الأمريكان في الهدف، ولذلك حصلوا على الدعم الأمريكى لوصولهم إلى السلطة، وقد كشفت ذلك أيضا بالمعلومات الدقيقة في عدد من كتبى.
ومع ذلك فإن من خرجوا في بداية الانتفاضة يوم الخامس والعشرين من يناير كانوا معظمهم لا ينتمون للإخوان الذين اكتفت جماعتهم بمشاركة بأعداد رمزية فقط، وأجلوا مشاركتهم الكثيفة إلى يوم الثامن والعشرين من يناير، ولا أيضا ممن كانت تحركهم حركات وجماعات تنفذ الأجندة الامريكية في منطقتنا.
وهؤلاء خرجوا للشوارع بعد أن أقلقهم المستقبل السياسى في البلاد، في ظل تقدم الرئيس مبارك في العمر ووجود محاولات لتوريث الحكم لابنه من بعض مجموعات المصالح.. لذلك يتحمل من جعلوا المستقبل السياسي للبلاد غامضا تكلفة ما حدث في يناير وما تلاه من أحداث حتى ما بعد انتفاضة يونيو 2013.