رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا والغرب يحاصران روسيا اقتصاديا وبوتين يكشر عن أنيابه.. حرب أوكرانيا تسلك منحنى جديد بعد عامين من الفشل في حسم الصراع عسكريا

بوتين وبايدن، فيتو
بوتين وبايدن، فيتو

 يبدو أن صراع روسيا والدول الغربية يتجه إلى أخذ منحى جديد تزامنا مع اقتراب حلول الذكرى الثانية للحرب الأوكرانية، إذ توعدت موسكو الولايات المتحدة والدول الغربية بمصادرة أصول تقدر بـ 288 مليار دولار، حال المساس بأصولها المجمدة لدى تلك الدول أو استخدامها في إعادة اعمار أوكرانيا، وذلك بحسب ما نشرته وكالة رويترز، نقلًا عن وسائل إعلام روسية.

 

حظر المعاملات مع البنك المركزى الروسى ووزارة المالية الروسية

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربين قد حظروا المعاملات مع البنك المركزى الروسى ووزارة المالية الروسية فى اعقاب الحرب الأوكرانية، ما أدى لحظر حوالى 300 مليار دولار من الأصول السيادية فى الغرب.

 

Advertisements

 

وقد عمل المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون فى الأشهر الأخيرة على إطلاق الجهود التي تهدف لمصادرة الأصول الروسية المجمدة في بلجيكا وغيرها من المدن الأوروبية من اجل المساعدة في إعادة اعمار أوكرانيا التي أصبحت أجزاء منها في حالة خراب

 

مصادرة الأصول الروسية المجمدة

وقالت مصادر لرويترز انهم يأملون أن يتفق زعماء مجموعة السبع على إصدار بيان نوايا أقوى عندما يجتمعون في أواخر فبراير في الذكرى السنوية الثانية لـ غزو موسكو لأوكرانيا.

 

واتهمت روسيا واشنطن بمحاولة إقناع الدول في أوروبا، حيث توجد معظم الأصول الروسية، بالتوقيع على إجراءات مماثلة، وقال الكرملين إن موسكو لديها قائمة بـ الأصول الأمريكية والأوروبية وغيرها من الأصول التي ستتم مصادرتها إذا مضت الدول الغربية قدما.

 

اقرأ ايضا: 90 ألف جندي و50 حاملة طائرات.. أوروبا تتأهب لسقوط أوكرانيا وتستعد لسيناريو يوم القيامة.. وروسيا تحشد 200 ألف مقاتل

 

كم يبلغ حجم الأصول الروسية المجمدة في الغرب؟

قدرت وزارة المالية الروسية حجم الأصول المجمدة من قبل الغرب بما يتراوح بين 300 مليار و350 مليار دولار، وهو ما يقارب نصف احتياطيات روسيا من الذهب والنقد الأجنبي، وبدرجة أساسية يجري الحديث عن الذهب النقدي وسندات الدين والعملات.

 

ورغم أنه من الناحية القانونية لا تزال هذه الأموال مملوكة لروسيا فإنه لا يمكنها التصرف فيها بسبب العقوبات.

 

وفي هذا الصدد، انخفضت استثمارات الأجانب عموما في الشركات الروسية حتى قبل الحرب في أوكرانيا بأكثر من 20 مرة، فوفقا لنتائج العام 2021 بلغ حجم استثمارات الأجانب في الشركات الروسية 1.4 مليار دولار على المدى الطويل، وهو ما يكاد يتطابق مع مستوى منتصف التسعينيات.

 

ما تقديرات الاتحاد الأوروبي لحجم الأصول الروسية المصادرة؟

المفوض الأوروبي للعدالة ديدييه رايندرز أوضح في أكتوبر 2022 أن بروكسل جمدت أصولا روسية بقيمة 17.4 مليار يورو، تشمل حسابات بنكية وعقارات ويخوتا وسلعا فاخرة أخرى لـ1350 من المواطنين والشركات الروسية التي وقعت تحت العقوبات الأوروبية، وهو ما يزيد بأكثر من 7 مليارات يورو عن حجم الأموال المصادرة في مايو من العام نفسه.

 

من أكثر الجهات الروسية المتضررة من تجميد الأصول؟

يقف البنك المركزي الروسي على رأس هذه الجهات، والذي بلغت حصته من "التجميد" 23 مليار يورو، ووفقا لبيانات مطلع العام الحالي نقلا عن وثيقة داخلية للاتحاد الأوروبي فقد جمدت دول الاتحاد أصولا روسية بما مجموعه 68 مليار يورو.

 

اقرأ ايضا: حرب روسيا وأوكرانيا تعود للواجهة من جديد.. موسكو تشن أكبر هجماتها الجوية منذ بدء الصراع.. وكييف تعلن حالة التأهب في عموم البلاد (صور)

وحسب الوثيقة ذاتها، فقد تم تجميد 50 مليار يورو في بلجيكا، و5.5 مليارات يورو أخرى في لوكسمبورج، وذلك إلى جانب إيطاليا وألمانيا وأيرلندا والنمسا وفرنسا، وتمثل هذه البلدان نحو 90% من جميع الأصول الروسية المجمدة من قبل الاتحاد الأوروبي.

 

ما حجم الاستثمارات الأمريكية في السوق الروسية؟

كشف تقييم مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) للاستثمارات الأجنبية المباشرة في اقتصادات العالم على أساس البلد المستثمر النهائي أن الاستثمارات الأميركية في الاقتصاد الروسي هي في الواقع أكبر بكثير مما تشير إليه إحصائيات البنك المركزي الروسي بنحو 13 مرة.

 

ولا يبدو ذلك غريبا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العديد من الاستثمارات الأجنبية في روسيا تكون من خلال دول لا تعتبر المصدر المباشر لهذه الاستثمارات، فعلى سبيل المثال يمكن لشركة أمريكية شراء حصة في رأس مال شركة روسية من خلال فرعها الهولندي أو الأيرلندي، مما يمنع الوصول إلى أرقام ثابتة ونهائية حول الحجم الفعلي لهذه الاستثمارات.

ونتيجة لذلك، يتم التقليل بشكل منهجي من بيانات الاستثمار من دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وما إلى ذلك، فيما في المقابل تتم المبالغة في تقدير التدفقات من بلدان مثل هولندا أو لوكسمبورج أو/ والدول والمناطق التي توفر ظروفا مواتية وامتيازات لممارسة الأنشطة التجارية والمالية.

 

ووفقا للبيانات الأممية التي تم الاستشهاد بها مع الدراسة السنوية حول الاستثمار الأجنبي في العالم، تشكل الولايات المتحدة أكبر مستثمر في الاقتصاد الروسي، وبلغت -حسب أحدث البيانات- 8.9% من إجمالي الاستثمارات المتراكمة أو 39.1 مليار دولار من أصل 441.1 مليارا.

 

كم يبلغ حجم أصول الدول "غير الصديقة" في روسيا؟

بعد تجميد الأصول الروسية في الخارج حذر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي من أن موسكو يمكن أن تتخذ ردا مماثلا عبر تأميم أصول الشركات الأجنبية والأفراد ذوي "الولاية القضائية غير الودية".

 

وفي نوفمبر الماضي عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن الحاجة إلى إنشاء آلية لتعويضات أوكرانيا كرر ميدفيديف أن موسكو ستبدأ بعد ذلك في الاستيلاء على ممتلكات الشركات الأجنبية.

 

ووفقا لتقديرات مختلفة، توجد في روسيا ممتلكات وحسابات وأصول أخرى لشركات من دول غير صديقة بقيمة تريليونات الدولارات.

 

ويقول البنك المركزي الروسي إن الحجم الإجمالي للاستثمار الأجنبي في الاقتصاد الروسي بلغ اعتبارا من الأول من أكتوبر 2021 نحو 1.18 تريليون دولار.

 

وأكثر من نصف هذه الأموال (679 مليار دولار) هي أسهم في الأعمال التجارية، و392 مليار دولار أخرى هي جميع أنواع الديون: السندات والقروض والسلف التجارية، أما الباقي فهو عبارة عن نقد وودائع وحقوق سحب خاصة لصندوق النقد الدولي واستثمارات أخرى.

 

ومنذ أن اتخذت السلطات الروسية -ردا على العقوبات- تدابير وقائية لمنع سحب رؤوس الأموال للدول المذكورة إلى الخارج أصبحت هذه الأموال محجوزة بالفعل داخل البلاد، ولا تشمل هذه الإحصاءات ما تسمى "الجهات الوسيطة"، والتي في الواقع هي نقاط عبور للاستثمارات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية