رئيس التحرير
عصام كامل

باحث بمركز الأهرام للدراسات يكشف أسباب استمرار المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع

البرهان وحميدتي،فيتو
البرهان وحميدتي،فيتو

 قال كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية، بمركز الأهرام للدراسات، تعليقا على الأزمة التي يشهدها السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، إن الأزمة في السودان حلقة جديدة من حلقات التوتر وغياب التوافق بين طرفي الصراع، الجيش وقوات الدعم السريع 

وتابع: جاء ذلك بعد تأجيل لقاء البرهان – حميدتي الذي كان مقررًا له 28 ديسمبر في جيبوتي، ناهيك عن تصعيد وتيرة القتال بصورة غير مسبوقة في ولاية الجزيرة وسط البلاد في الأيام الأخيرة، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ حيث تصاعدت حدة الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في 14 ديسمبر 2023، وانتهت بسيطرة الدعم السريع على مدينة “ود” بولاية الجزيرة وسط السودان، وتعد المدينة ثاني مدن السودان مساحة بعد الخرطوم، وتشتهر بأنها عاصمة زراعية مهمة جدًّا، وتضم أكبر مشروع زراعي بالري الانسيابي في العالم. 

Advertisements

وأشار إلى وجود العديد من العوامل التي تدفع إلى تنامي حالة التوتر، والخلاف بين طرفي الأزمة في السودان خلال المرحلة المقبلة والمتمثلة في عدة نقاط وهي..

 

وجود أجنحة داخل الجيش السوداني تدفع لمواصلة الحرب

قال الباحث في الشؤون الإقليمية إنه على الرغم من إعلان البرهان موافقة مشروطة عشية قمة الإيجاد في ديسمبر 2023 للقاء حميدتي، لكن عدد من جنرالات الجيش السوداني يُعارض هذه الخطوة، ويصر على مواصلة الحرب ضد قوات حميدتي، وكشفت عدة مؤشرات عن هذا الانقسام، منها دعوة الجيش السوداني في سبتمبر الماضي المجتمع الدولي لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية، إضافة إلى اتهام الخارجية السودانية في مطلع نوفمبر 2023 قوات الدعم السريع بالتورط في تصفية أسرى تابعين للجيش السوداني في أثناء المعارك غربي البلاد.

 

هيمنة الانتماءات القبلية

 وتابع: ما زالت الانتماءات القبلية هي التي تحكم توجهات القوى السياسية السودانية تجاه طرفي الصراع، وهو ما أسهم في تآكل الانتماءات الوطنية التي تعلي من مفهوم وقيمة الدولة المركزية في السودان، الأمر الذي يكرس تسخين الصراع الحالي، وتفكيك وإضعاف الجبهة الداخلية، وهو ما حول السودان إلى بلد ممزق، وهنا، يمكن فهم محاولة كل من طرفي الصراع تعزيز نفوذه في الولايات المختلفة عبر تحشيد القبائل، فبينما يحظى الدعم السريع بتأييد واسع بين قبائل جنوب إقليم دارفور، الذي يمثل حاضنة اجتماعية واقتصادية مهمة لحميدتي، فإن قوات الجيش تعمل على تنسيق المواقف مع حركة جيش تحرير السودان بقيادة أركو مناوي في ذات الإقليم. وبينما تحظى قوات الدعم السريع بدعم قبائل “بيلتي الشناتلة” و”الفلاتة” في كردفان، يحظى الجيش بدعم قبيلة “الرشايدة” شرق البلاد. كما انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الدعوات في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوداني في ولايات النيل الأبيض ونهر النيل وإقليم شرق السودان عبر مجموعات تسمي نفسها “المقاومة الشعبية المسلحة”، تطالب بحمل السلاح والاصطفاف إلى جانب الجيش السوداني، وتقديم الدعم له.

 

تصاعد الاتهامات والاتهامات المضادة

 وأضاف: لا يزال الشحن هو العنوان الأبرز بين طرفي الصراع في السودان بعد مرور نحو ثمانية أشهر على الأزمة، خاصة في ظل تمسك كل طرف بخطاب التصعيد، فضلًا عن تبادل الاتهامات والاتهامات المضادة، وكان آخرها اتهام الجيش السوداني لقوات الدعم السريع بالتورط في قتل المدنيين في مدينة “ود” بولاية الجزيرة عشية الاشتباكات التي تجددت في منتصف ديسمبر الماضي.

 ومن جهته اتهم حميدتي، قائد الجيش بتدبير النزاعات القبلية خلال الفترة الماضية في ولاية البحر الأحمر وأقاليم النيل الأزرق ودارفور وكردفان، وذلك من أجل البقاء في السلطة. كما هاجم حميدتي، الحركة الإسلامية وقادة النظام السابق متهمًا إياهم بالنفاق وبأنهم من أشعل الحرب، كما تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 24 ديسمبر الماضي، الاتهامات باستهداف مصفاة الخرطوم للبترول في منطقة الجيلي شمالي العاصمة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

 

حدود نتائج الوساطة الدولية

 واستكمل: دخلت بعض القوى الإقليمية والدولية على خط الأزمة السودانية في إطار محاولتها تهدئة الأوضاع، وتسكين أوجاع الأزمة بين طرفي الصراع، غير أن محاولات التوسط، وإن نجم عنها تهدئة لبعض الفترات، لم تسفر عن استقرار فعلي وحل جذري للخلاف بين الجيش والدعم السريع، وظهر ذلك في تعثر الجولة الثانية من مفاوضات جدة في مطلع ديسمبر 2023، والتي استمرت أكثر من شهر بهدف حلحلة الملف الإنساني وتنفيذ خطوات بناء الثقة وإنهاء المظاهر العسكرية في العاصمة. كما أن محاولات مبعوثي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والمؤسسات الحكومية الدولية الأخرى للضغط على طرفي الصراع لوقف عسكرة الأزمة، لم تُحرِز تقدمًا حتى الوقت الراهن في هذا الملف. كما تجدر الإشارة إلى تعليق الوساطة المكونة من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في 4 ديسمبر 2023.  وقبلها كان البرهان قد طالب منظمة الأمم المتحدة في نهاية نوفمبر 2023 بضرورة “إنهاء فوري” لمهمة بعثتها السياسية في البلاد، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس”، بعد اتهامها بالانحياز.

 

هذا وتعثرت المحادثات الرامية إلى جمع الفرقاء السودانيين تحت رعاية “الإيجاد”، وهو ما دفع عددًا معتبرًا من القوى الإقليمية والدولية في 14 ديسمبر 2023، إلى تحميل طرفي الصراع المسؤولية عن تدهور الأوضاع في البلاد.

 

مواصلة التحشيد العسكري

واستطرد: رصدت تقارير تحركات عسكرية مكثفة لقوات الدعم السريع منذ نوفمبر الماضي في إقليم دارفور، وولاية الجزيرة، إضافة إلى تحشيد قواته في محيط الخرطوم، وتمكنت من تحقيق انتصارات ميدانية لافتة، أجبرت بعض ولايات الجيش السوداني في مدينة “ود” بولاية الجزيرة على الانسحاب.

في المقابل، تم رصد تحركات لمعدات وقوات الجيش السوداني في ولايات سنار والنيل الأبيض والقضارف لمنع تقدم قوات الدعم السريع إلى بورتسودان المقر الجديد للحكومة والجيش. كما نشبت اشتباكات عنيفة في 25 ديسمبر 2023 بين قوات الدعم السريع وعناصر الجيش السوداني وسط قصف مدفعي عنيف وانفجارات في سنار. فيما شهدت ولاية الجزيرة أعمال نهب وسلب مع تقدم قوات الدعم السريع نحو جنوب السودان. كما رصدت العديد من التقارير احتدام حدة المواجهات بين طرفي الصراع في محيط العاصمة في منتصف ديسمبر الماضي من خلال استخدام كثيف للأسلحة الثقيلة.

 

تمسك كل من  طرفي الصراع بشروطه

وأضاف أن تبلور ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه حميدتي رئيس قوات الدعم السريع في ديسمبر 2023 عشية سيطرته قواته على مدينة “ود” بولاية الجزيرة؛ حيث دعا ما أسماهم شرفاء القوات المسلحة والشرطة للانحياز إلى رغبة الشعب السوداني في تأسيس دولة المواطنة واستعادة مسار التحول الديمقراطي. كما أن قيادة الدعم السريع تشترط للقاء البرهان أن يحضر في أية مفاوضات بصفته قائدًا للجيش لا رئيسًا لمجلس السيادة أو ممثلًا للشعب السوداني.

في المقابل، لا يزال الجيش السوداني يصر على تفكيك الدعم السريع ودمج وحداته في هياكل المؤسسات الأمنية الرسمية، كما اشترط البرهان خلال حضوره قمة الإيجاد في جيبوتي في 19 ديسمبر 2023 أن يكون الجيش الوطني محتكرًا للسلاح. وراء ما سبق اشترط البرهان وجود “جيش وطني واحد” يحتكر استخدام القوة، مشددًا على أن هذه مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها. وتابع “لا بد من إعمال مبدأ المحاسبة وعدم إفلات المتمردين من العقاب على الفظائع غير المسبوقة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية