رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل الانتخابات الرئاسية وأحلام المواطن!

بعد الحضور الكبير في الانتخابات الرئاسية، والمشاركة  التي وصفتها الهيئة الوطنية للانتخابات بأنها غير مسبوقة من الناخبين، وهو ما جاء خلافًا لتوقعات البعض، وهو ما يعطى رسائل مهمة ربما أهمها الوعي الذي حرك المواطنين للخروج والإدلاء بأصواتهم بغض النظر عن المرشح الرئاسي الذي قاموا بالتصويت لصالحه من بين المرشحين الأربعة.


الزخم الذي رصدته الشاشات أمام اللجان يعكس التصويت للاستقرار والأمن، وهو تصويت لصالح الوطن ضد المجهول الذي يرفضه المصريون بوضوح بعد الذي عانوه في سنوات ما بعد 2011.

Advertisements


البعض أرجع الإقبال على الصناديق لأسباب عديدة، لعل أهمها التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، مما أظهر ضرورة المشاركة في الانتخابات لضمان دعم القرار والموقف الوطني تجاه هذه الأحداث، فضلًا عن قيام الهيئة الوطنية للانتخابات بتسهيل تصويت الناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، كما ظهرت مشاركة واضحة من الفئات المختلفة في المجتمع وخصوصًا السيدات ليس في القاهرة وعواصم المحافظات فقط بل في القرى والأرياف.

تطلعات المواطنين


مثل هذا الحضور الكبير للتصويت في الانتخابات يضع مسئوليات ضخمة على عاتق المرشح الفائز في هذه الانتخابات؛ فالناخبون يتطلعون لحياة أفضل، يحدوهم أمل كبير أن تتراجع موجات الغلاء وتنتهى أزمات ارتفاع أسعار السلع وخصوصًا الاستراتيجية مثل السكر والزيت والأرز..

 

كما يتطلعون لعودة الجنيه لسابق عهده ويستعيد عافيته أمام الدولار الذي تسبب في عدم استقرار الأسواق وتقلبات الأسعار.. كما يتطلع المواطنون لسرعة إنجاز منظومة التأمين الصحي الشامل الذي بدأ تطبيقه بنجاح في بضع محافظات وينتظرون تعميمه في بقية المحافظات حتى يسهل عليهم العلاج، في ظل ارتفاع أسعار الكشف والدواء والأشعات والتحاليل بصورة تفوق قدرات كثير من المواطنين من محدودى الدخل والفقراء.


ويتطلع المواطن أن تختفي ظواهر كثيرة تسبب لهم المعاناة، مثل احتكار الجشعين من التجار للسلع والمتاجرة بأقوات الغلابة، وأن تستقر الأسواق بفضل الرقابة القوية وتفعيل القانون وطرح السلع بوفرة وبجودة عالية وأسعار مناسبة بآليات منتظمة تصل لكل بيت في مصر.


يتطلع المواطنون مع الرئيس المنتخب أن يختفى لفظ  الواسطة والمحسوبية من حياتنا، حتى يتحقق تكافؤ الفرص، ويجد كل مستحق فرصته في الحياة والترقي.


يتطلع الناس لاستعادة التعليم لمجانيته الحقيقية باختفاء الدروس الخصوصية من حياتنا، وحل مشكلة الثانوية العامة ذلك البعبع الذي يستنزف جيوب الأسر ونفسية الطلاب، ويعرقل أي تطور حقيقي للتعليم كما في كل الدنيا.. وأن نضع التعليم الفني في مكانه المستحق لمواكبة سوق العمل واحتياجاتها الحقيقية.


الناس تريد أن تطمئن على مستقبلها ومستقبل أولادها، أن تطمئن على مياه النيل أن تتدفق غير منقوصة، أن يتعاظم الإنتاج الزراعي والصناعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الصادرات، ووفرة العملات الأجنبية لتلبية الاحتياجات الضرورية من الواردات خصوصًا الدواء ومستلزمات الإنتاج.. الشعب قال كلمته وينتظر جنى الثمار.

الجريدة الرسمية