رئيس التحرير
عصام كامل

ما بين اللبس أو التأويل.. قضيتنا فلسطين (5)

سيناريو عكسي للمقاومة 

طريقة تعامل الولايات المتحدة مع حرب غزة أفقدتها ما تبقى لها من مصداقية وحيادية بين قسم من الجماهير العربية، فالمتابع لما ينشر في الإعلام العربي وعبر منصات التواصل الاجتماعي يدرك فعلًا كم بلغت خسارة الولايات المتحدة في قوتها الناعمة في المنطقة التي استثمرت فيها على مدار قرن من الزمن تريليونات الدولارات وكثير من الدماء والجهود التي على ما يبدو مهددة بالضياع كليًا بسب الصراع في غزة.


واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، حق النقض الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن، يطالب بوقف إطلاق نار إنساني في غزة بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت، وهذا يمثل رخصة جديدة للاحتلال للإبادة الممنهجة للشعب الفلسطيني. 

Advertisements


لقد أسقطت الحرب علي غزة الأقنعة واحدا تلو الآخر ؟! عندما استدار الجميع من المنظمات الدولية الإنسانية والتنموية حتي تلك المختصة فى حقوق الإنسان والطفولة وكل تفاصيل الشجر والحيوانات والبشر.


وكشفت محرقة غزة أقنعة أيضا كثيرة وعرت زيف دعاوى التغطية الاعلامية وبعض الإعلاميين تحت رعاية كفيلهم على العجز والتواطؤ، ووصوله إلى مستوى المشاركة في المجهود العسكري والسياسي دعما للدولة الصهيونية في تنفيذ جريمتها.

 

إن فلسطين يا سادة ليست وجهة نظر ولا مساحة متاحة للاختلاف الذى لا يفسد للود قضية.. لأن الود يسقط أمام أشلاء الأطفال التى تلملمها الأمهات أو المسعفون فى أكياس البلاستيك أو بقايا ألعابهم أو حيواناتهم التي رحلت ولم تسلم من الإبادة الجماعية، ولكن الحقيقة التي لا خلاف عليها أنها حرب -الدولة المحتلة الصهيونية- على كل الشعب الفلسطينى بل وكل المنطقة لو استطاعوا..


هذا ما وضح من نوايا وأهداف المحتل الصهيوني هدفه الرئيسي منذ البداية كان التطهير العرقي لغزة، ومحاولة دفع الناس إلى مصر، وهذه جريمة حرب، وإذا تمكنوا من القيام بذلك، فإن هدفهم التالي سيكون محاولة التطهير العرقي في الضفة الغربية.. 

 

وإجبار الناس على الرحيل ولو فشلوا في التطهير العرقي لجميع سكان غزة، فإنا الخطة البديلة للمجرم نتنياهو هي ضم مدينة غزة وشمال غزة بالكامل إلى إسرائيل والمطالبة بها كمنطقة أمنية "وفرض سيطرة عسكرية على غزة بدون شعب، لأنه يعلم جيدًا أنه لا يمكنه السيطرة على غزة بوجود شعبها".

 

لذا اتوقع  إمكانية حدوث سيناريو عكسي للمقاومة، وهي الحالة التي تصوب فيها قوات السلطة الفلسطينية بنادقها نحو الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، في إطار تعاون محتمل مع حماس وهذا هو السيناريو الأقرب تحالف القوى الفلسطينية ضد التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني المتهاوي الذي يهدد الشعب الفلسطيني بالفناء.

 


ورغم ذلك فإن القوة العسكرية الإسرائيلية الهائلة، والتي تعززها الإمدادات الأمريكية، لم تتمكن بعد من تدمير قدرة المقاومة على القتال، لأن عقيدة المقاومة القومية متجذرة في أذهان العديد من الفلسطينيين، والأسلحة في العادة لا تقتل الأفكار بل تعززها.

الجريدة الرسمية