رئيس التحرير
عصام كامل

ما بين اللبس أو التأويل.. قضيتنا فلسطين (4)

هدنة طوفان

مصر في دعم القضية الفلسطينية، يوصف بالدور الرئيسى والأساسى في الوصول إلى اتفاق لتنفيذ هدنة إنسانية فى قطاع غزة، وتبادل لعدد من المحتجزين والرهائن والأسرى لدى الطرفين، وقبول إسرائيل هذه الهدنة يرجع إلى زيادة حجم الضغوط التى تطالب جيش الاحتلال بوقف إطلاق النار..

 

إلى جانب الضغوط والاحتجاجات العالمية والشعبية لمعظم دول العالم وكذلك التى يمارسها أهالي الأسرى الإسرائيليين المخطوفين برفقة عناصر المقاومة منذ عملية طوفان الأقصي، في السابع من أكتوبر الماضى، آملًا أن تكون هذه الهدنة مقدمة لخفض تدريجى للتصعيد، ووقف هذه الكارثة.

Advertisements


ورغم الضجة العالمية التي رافقت التوصل إلى اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل فإن هناك شكوكا حول إمكانية أن تتحول تلك الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، في وقت مايزال فيه إصرار كبير من قادة جيش الاحتلال على ضرورة مواصلة الأعمال العسكرية في غزة، واستعدادهم لمواصلتها بقوة أكبر بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانتهاء أيام الهدنة الأربعة.. 

 

لأن القادات الصهيونية يخشون أن تمثل تلك الهدنة نوعا من الإنتصار لحماس والهزيمة للجيش الإسرائيلي بينما كانوا هم يصرون على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون مقابل أو بعملية عسكرية وهذا لم يحدث..

 

واعتقد أن القيادة السياسية المصرية والراعي والداعم للقضية الفلسطينية سوف تتحرك في الوقت الحالي انطلاقًا مما حققته من خطوات لوقف إطلاق النار والانتقال إلى مرحلة تالية، حيث تعمل على خطة عمل تدريجية وسريعة والانتقال من العام إلى التخصيص عبر ثلاث مسارات.. الأول تجاه السلطة الفلسطينية، وثانٍ تجاه حماس، وثالث تجاه تل أبيب.

 

تزايد الوعي بالقضية الفلسطينية

 لذا لابد من التحذير إن لم تكن القاهرة مقرًا وموقعًا لكل ما سيجري من مفاوضات بين هذه المسارات خاصة بعد نجاح جولة الوفود المصرية الخارجية المتنوعة من أجل دعم القضية الفلسطينية، والتعامل مع مخطط العمل مع إسرائيل من زاوية واضحة ومباشرة، وسيكون هناك تخوف من دخول أطراف جدد على الخط وتتعامل بشكل يمثل عدم توازن في إيجاد حلول عادلة وبعض البلدان التي ليس لديها خبرات التعامل في ظل هذا العدوان الإسرائيلي الذي يحتاج إلى جهد وخبرات متراكمة.


خاصة أن الخطوة المقبلة ليست الشروع في تثبيت الهدنة، وإنما أيضًا العمل مع كافة الأطراف في ظل مناخ سياسي إقليمي مختلف هذه المرة، وتصميم على إنجاح المشهد، ولابد أن يكون سريعا لأن التخوف الأهم تغيير المعادلة السياسية الإسرائيلية مع صعود حكومة جديدة، مما قد يعرقل بعض الأمور ويقف أمام إنجازات سريعة يمكن أن تتم.


خاصة أن القضية الفلسطينية في الأساس تعتمد على قسمين الارض والبشر، وإذا تم تفريغ مكون من هذه المعادلة الخاصة، سقطت القضية بكاملها وجرى تصفيتها،وهذا ما تم رفضه صراحة من القيادة المصرية السياسية والشعبية وهذا خط أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري.


ومن هنا وجب الإشارة أن الفترة القادمة من الأحداث الجارية في غزة ومع تزايد الوعي الشعبي العربي والعالمي معا بالقضية الفلسطينية أن يتم استثمار ذلك بعيد عن الأمور السياسية وذلك من خلال المؤسسات التعليمية المختلفة.. 

 

بتوعية طلابها وخاصة مرحلة التعليم المبكر بالأحداث الجارية في فلسطين ضمن موضوعات بحثية توضح الانتهاكات التي قامت بها حكومة إسرائيل المحتلة التي اهتز لها العالم بأسره وحول تاريخ القضية الفلسطينية، لاسيما بين الأجيال الجديدة..

 

وذلك إيمانًا بأن تعليم الأطفال منذ سن مبكر مبدأ أن الحق لا يضيع مهما طال الزمن وأنه لابد وأن يرى النور ولو بعد حين، وهذا يُشكّل جزء أساسيا من وعيهم الخاص بالعالم من حولهم، بل هذا يُساهم في تنشئة جيل قادر على التفريق بين الحق والباطل، يُدرك حقوقه وواجباته، يقف لنصرة الحق ويتعاطف مع الآخر بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص.. 

 

 

لأن القضية الفلسطينية يجب توريثها إلى الأجيال القادمة، وأن القدس يمثل رمزية في قلوبنا غير قابلة للاحتلال، فهذا الوعي الموجه للأطفال كزراعة بذرة صغيرة تنمو تدريجيًا ويرويها فضولهم لمعرفة المزيد عن قضية فلسطين، مما يعزز علوم الأطفال ومعارفهم وأدبهم وثقافتهم وتربيتهم.                 للحديث بقية.

الجريدة الرسمية