رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: عندما لا يكون إعلاميا ويعطي دروسا للإعلاميين!

أيمن يونس، فيتو
أيمن يونس، فيتو

الإعلام الرياضي جزء أصيل من المنظومة الرياضية..  هكذا تعلمنا ودرسنا دور الإعلام الإيجابي في النقد والدعم وأمور كثيرة وهكذا كان طوال حقبة كبيرة مع الزمن، ولكن مثله مثل أشياء كثيرة جاء عليها الزمن وأكل وشرب، حتى أصبحنا نراه إعلام إلهاء.. لا يقدم رسالة بقدر ما يحاول إشعال فتنة التعصب الرياضي.. ومع كل هذا يبقى بصيص من الأمل والنور وهو ما ألمسه في المرات القليلة التي أكون فيها مستمعا إلى الراديو خاصة برنامج الفيلسوف أيمن يونس.

Advertisements


الفيلسوف
 

أيمن يونس مثلي يسبح ضد التيار، ويحاول تقديم مضمون مختلف عما يقدمه الآخرون من الإعلاميين الذين أصبح جل اهتمامهم أن أصبع أحد اللاعبين قد أصيب وأن الكرة أوفسايد أو جون أو ضربة جزاء وأمور كثيرة هدفها إلهاء الجماهير التي انصرفت عن متابعة النشاط الرياضي والسبب الرئيسي من وجهة نظري هو الإعلام الرياضي الذي لا يقدم قضايا حقيقية هدفها الصالح العام.


أسعدني الحظ اليوم بالاستماع إلى الفيلسوف أيمن يونس وهو يقدم برنامجا إذاعيا على إحدى المحطات وهو يحذر من توغل أندية الشركات على حساب الأندية الجماهيرية التي تحولت إلى مجرد ذكرى ومعها أصبحت المدرجات خاوية على عروشها.
 

توغلت أندية الشركات وأصبحت هي المتحكم في شئون كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى دون أن تكون هناك لوائح تمنع ذلك وتتصدى له بكل قوة لا سيما وأن الجماهير هي عصب اللعبة ولكن أصبحت كل الأندية المصرية بما فيها أندية الشركات تئن من قلة الموارد، والفائز الوحيد هم اللاعبون الذين يحصلون على الملايين، رغم الخسائر الفادحة التي تتعرض لها تلك الأندية.
 

وصلنا إلى مرحلة أن الجميع لم يعد يرى أمامه سواء اتحاد جاء في غفلة من الزمن دون أجندة فنية هدفها تطوير الكرة المصرية بدليل أنه حتى تاريخه وبعد عامين لا توجد لجنة فنية ولا مدير فني للاتحاد وإعلام لا يرى هذا ولا يركز عليه وإنما أصبح رواده أو نجومه مثل اللاعبين يحصلون على الأموال فقط.
 

وعندما يخرج واحد مثل الكابتن أيمن يونس ويتحدث في مثل تلك الأمور يصبح كمن يغرد خارج السرب أو أنه يؤذن في مالطة.. حقيقة وصلنا إلى مرحلة خطيرة في الرياضة ولن نستيقظ إلا على كارثة رياضية بعيدا عن التفاؤل والتشاؤم.
 

أعتقد أن الكابتن أيمن يونس ليس إعلاميا ولكنه يقدم يوميا دروسا للإعلاميين الكبار كما يدعون لأن أصبح هدفهم مثل اللاعبين الفلوس ثم الفلوس ولا شيء غيرها.
 

عندما تنظر إلى حال الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة ستتأكد من أمور كثيرة.. أهذا هو الدوري الذي كان أقوى دوري في الشرق الأوسط؟!
أهؤلاء حكامنا الذين سطروا التاريخ في يوم من الأيام؟!!
أهذا هو مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي يليق بالكرة المصرية؟!
 

أسئلة كثيرة تجعلنا كمن أصبح يبكي على الأطلال..  وإعلام رياضي خاصة الفضائيات تدعم هذا التأخر وتساعد على انهيار مؤشر الرياضة..  وعلى الله قصد السبيل.

الجريدة الرسمية