رئيس التحرير
عصام كامل

تعالوا نعيش في أرض الميعاد!

الكل يتكلم عن هدنة.. الكل يتكلم عن وقف إطلاق النار.. الكل ينظر إلى الإيقاف المؤقت لشلالات الدم الفلسطيني.. الكل يتكلم عن الرهائن الاسرائيليين والغربيين.. والبعض يتكلم عن أهمية إدخال المساعدات الإنسانية..

 
القليل فقط من يتكلمون بتسليم للواقع واستحياء واستجداء عن إقامة دولة فلسطينية على جزء من فلسطين وليس الكل، ولو حتى منزوعة السلاح ومنزوعة الدسم ومقطعة الأجزاء.. لا أحد يتكلم عن أصل القضية، لأنه ببساطة لا أحد يسمع وإذا سمع لا يفهم وإذا فهم ينظر للواقع ولا ينظر للحق ما دام لا يملك أصحابه القوة لاسترداده.. 

Advertisements

 

وما دام الأمر كذلك فسوف يتوقف إطلاق النار اليوم أو غدا ثم يعود الاشتعال مرة أخرى بعد سنوات، وسيتم تبادل الرهائن ولو بكل الأسرى والسجناء والمعتقلين الفلسطينيين وستعاود إسرائيل إعتقال الفلسطينيين من جديد لكي تكون لديها رهائن من البشر مثلما لديها ارتهان لأرض فلسطين وحتى تتكرر المقايضة من جديد.

 

وسوف تدخل المساعدات اليوم أو غدا وسيظل الحصار حتى المواجهة الجديدة بعد أن يزداد الغليان، وسيتم إعاده إعمار غزة بأموال العرب وبالقليل من المساعدات الدولية، حتى تجد إسرائيل ما تهدمه في المستقبل في مسلسل استنزاف الدم الفلسطينى والأموال العربية والانسانية..

 

وسنظل ندور في حلقة مفرغة، لانه لا يمكن تحقيق العدل مع اختلال موازين القوة اليوم. والحقيقة التي لا يجرؤ الكثير عن طرحها أن هناك بلدا مغتصبا بالكامل إسمه فلسطين، وأن هناك شعبا تحول بعضة إلى لاجئين مطاردين موصومين بالإرهابيين في كل مكان، وغير مسموح لهم بالعودة لبلدهم، والبعض الآخر يحمل جنسية المحتل كرها، والبعض الآخر يحمل روحه وروح أولاده على كفه ويحيا تحت قصف القنابل والطائرات والصواريخ!

وطن مزعوم

لا أحد يريد أن يقولها بصراحة، لا حق لناس استهجروا أو استقدموا لأرض ليست لهم من أجل أقامة وطن مزعوم إسمه إسرائيل على أنقاض وطن حقيقي إسمه فلسطين، من أجل أهداف صهيونية وسياسية استعمارية لا علاقة بها باليهودية كديانة.


لا أحد يريد أن يقول أننا في العصر الحديث وإن شعب الله المختار وهم مزعوم مثل كل الأساطير القديمة، لأن الرب ببساطة ليس له شعب وحيد، لأنه ببساطة لا آلهة سواه حتى تتوزع بينهم باقي الشعوب.

لا أحد يقول إن القوة التي يفرضها مغتصب لن تجد من يبررها أو يدافع عنها إلا قطاع الطرق! لا أحد يقول إنهم يفترضون أوهاما من عينة أننا كنا نعيش هنا من آلاف السنين، ولو لبضع سنين، ومن حقنا أن نعود لإقامة كياننا الذي لم يستمر منذ آلاف السنين.. مش مهم أن يكون ذلك على أنقاض وطن وأشلاء جثث لناس عاشوا في هذا المكان قبل وأثناء وبعد  هذا الزعم والوهم بآلاف السنين..

 
ومع ذلك إذا سلمنا بهذا الوهم.. تعالوا نستكمل المسلسل العبثي بدعوة كل يهود العالم البالغ عددهم نحو 15 مليون نسمة، وهم لا يمثلون أكثر من 0.2 % من سكان العالم إلى القدوم إلى هذا المكان.. والفارق كبير أن الدعوة تأتي من أصحاب الأرض هذه المرة وتختلف عن غيرها التي أتتت من مغتصب!


لكن إذا كان الأمر كذلك ومن باب الكرم العربي والعدالة والإنسانية! علينا أن ندعو أيضا كل المسيحيين في العالم البالغ عددهم 2.54 مليار نسمة أي حوالي 33 % من سكان العالم إلى المجيء والإقامة في البقعة التي ولد فيها المسيح وعاش!


وعلينا بالتبعية أن ندعو أكثر من 2 مليار مسلم أى حوالى 25 % من سكان العالم الى المجئ إلى هنا حيث أسرى بالرسول الكريم إلى هنا، وحيث أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وليبقى معتنقو الديانة الهندوسية والبوذيهوهم نحو مليارومئات الالاف  شخص فى الهند وبعض المدن الاسيوية، 
ولنترك أرض العالم كله لنحو 1.2 مليار إنسان بلا دين.

 

ولأن فلسطين هي أرض الميعاد  المقدسة للجميع فلن يخرج عن حدودها فرد واحد من مسلمي ومسيحي ويهود العالم، يعنى سيسكنها نحو 5 مليارات  من البشر.. ولأن فلسطين أرض الميعاد لنا جميعا، علينا المكوث فيها إلى قيام الساعة، وإذا رحلنا بالموت الطبيعي، أولادنا وأحفادنا مكاننا!


وإذا كان اليهود قد عانوا من محرقة هتلر المزعومة، دعوني أطبطب على أكتافكم، وأذكركم أنكم  لستم وحدكم، فقد تعرض المسيحيون للاضطهاد الحقيقي على مر العصور وتاريخهم يشهد، وأيضا المسلمون أضطهدوا ومازالوا، فلنتبادل التعازي على حوادث التاريخ، لكن الحمد لله أننا تجمعنا جميعا هنا في أرض الميعاد بعد طول شتات، هنا حيث جنة الله على أرضه!


 بالذمة شوفتم كوميديا هزلية أكثر من ذلك! أيها الفلسطينيون أعرفوا الحقيقة المرة لن توافق أمريكا وإسرائيل على إقامة دولة لكم ولو منزوعة الدسم، هم يريدون المنطقة كلها وثرواتها وبحارها وموانيها وليست فلسطين فقط.

 


لا تضيعوا وقتكم أيها الفلسطينيون.. لن يحرر بلدكم سوى دمائكم ولا تركنوا لا أحد أو تنتظروا من لا يأتي أبدا، على الأقل من جيلنا.. وللجميع أقول والشعوب لا تموت أبدا مهما طال عمر الطغاه والأوطان لابد أن تحرر مهما طال الأحتلال!!
yousrielsaid @ yahoo. com

الجريدة الرسمية