رئيس التحرير
عصام كامل

لا تلوموا الغرب بل لوموا أنفسكم

منذ أن تأسست هيئة الأمم المتحدة في أكتوبر عام 1945 والتي تديرها الدول الكبرى الخمس - بريطانيا والولايات الأمريكية المتحدة وروسيا وفرنسا والصين - وهي الدول التي لها حق الفيتو على أي قرار يصدر من مجلس الأمن، ستظل تكيل بمكيالين وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل ربيبة أمريكا وبريطانيا والغرب وذراعيها في قلب الأمة العربية.. 

فدائما ما تستخدم أمريكا وبريطانيا وفرنسا حق الفيتو أمام أي قرار يدين إسرائيل ويعرضها للمحاكمة، وها نحن نشاهد يوميا المجازر الصهيونية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني بمباركة ومساندة كاملة من حكومات دول الغرب أصحاب الأطماع في ثروات العرب وخيراتها، والتي ماتت ضمائرهم وعميت بصائرهم عن رؤية الحق، والذين لا يعملون إلا لتحقيق مصالحهم وأطماعهم وفرض نفوذهم.

Advertisements

وهم ولاشك أعداء الإنسانية والحياة. فإليهم أوجه هذه الرسالة: "إلى أعداء الإنسانية والحياة وكارهي المسلمين والإسلام بل والكافرين بهما. إلى من يقدمون أنفسهم على أنهم العالم المتحضر الداعم للحرية وحقوق الإنسان. إليكم يا أصحاب القلوب الميتة والضمائر الخربة والأذن الصماء، أتساءل إلى متى لا تخشون الله تعالى ولا تتقوه في أنفسكم وفي خلقه. إلى متى تكتالون بمكليين؟ 

أين أنتم من كل تلك المجازر البشعة الشنعاء التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني منذ أن اغتصبوا أرضها سنة 1948، وحتى تلك المجازر التي ترتكب الآن في غزة والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة عشر ألفا معظمهم من الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ، بخلاف الجرحى فضلا عن تدمير المنازل والمستشفيات والقضاء على أسباب الحياة. 

نهاية مؤلمة

لقد خرج الأحرار من أبناء شعوبكم وجلدتكم في مظاهرات حاشدة يستنكرون ما يحدث وما تفعلون في أبنا شعب فلسطين، وينددون ويجرمون تلك الجرائم والمجازر ويطالبون بوقف هذا الإجرام والعدوان. ولكن دون جدوى.

يا أعداء الله أظننتم أنكم قادرون عليها؟ أظنتتم أن الله تعالى بغافل عما تعملون؟ حاشى وكلا. فالله قائم على ملكه وليس بغافل عما يعمل الظالمون، وإنما يؤخركم لأجل مسمى ولسوف يأخذكم أخذ عزيز مقتدر، فأبشروا يا سادة الإجرام ويا سافكوا دماء الأطفال ويا مهدروا كرامة الإنسان. ابشروا بحرب من الله ورسوله. 

وأذكركم بمصير الطغاة الذين كانوا من قبلكم. اذكركم بقوم عاد وثمود وفرعون وهامان والنمرود  وغيرهم وكيف كان مصيرهم، لقد أخذهم الله تعالى أخذ عزيز مقتدر، وإنتقم منهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر.. ولكنكم لا تعتبرون فقد أطغاكم ترساناتكم العسكرية وتوهمتم أنكم تهيمنون على الأرض. جوا وبرا وبحرا. 

والله أنا على يقين كامل بأنكم سوف تفيقوا من هذا الوهم على نهاية مؤلمة مريرة غير  مؤسفة. هذا وقبل ان يقع اللوم عليكم يقع علينا نحن العرب وأمة الإسلام لعدم أخذنا بمنهج الله تعالى ومخالفة تعاليمه عز وجل. 

فقد أمرنا أن نعد لهم ما استطعنا من قوة، ولم نفعل. وأمرنا سبحانه أن نعتصم بحبله تعالى المتين جميعا وألا نتفرق. فلم نعتصم وتفرقنا. وأمرنا سبحانه بنصرته تعالى ونصرة ودينه حتى يكتب لنا النصر فقال عز من قائل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ". ولم ننصر الله ودينه.

وقال عز وجل "وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ"، ولقد أكد سبحانه وتعالى على أن النصر بيده سبحانه لا بكثرة جند ولا عدة وعتاد وأدوات قتال، فقال تعالى وقوله الحق "وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ"، وقال سبحانه "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ". 

يا أمة العرب والإسلام نحن في عالم يحكمه قانون الغاب البقاء فيه للأقوى. فانفضوا الخنوع والضعف والخضوع، وأطرحوا الوهن وحب الدنيا من قلوبكم، وعليكم بتجديد إيمانكم والعودة إلى منهج ربكم عز وجل وهدي نبيكم الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حتى يكتب لكم النصر والغلبة.. هذه هي رسالتي فهل من مستمع؟!

الجريدة الرسمية