رئيس التحرير
عصام كامل

سياسيون يؤكدون: زيارة الوفود الأجنبية لمصر تدخل في الشأن الداخلي.. زكي: صفقة إنعاش للإخوان.. حسب الله: تكشف أن "المعزول" خادم الغرب..عز العرب: نتيجة فشل المخطط الاستعماري.. مكرم: صفقة قريبة مع الجماعة

الدكتور صلاح حسب
الدكتور صلاح حسب الله

مع استمرار محاولات أنصار جماعة الإخوان لكسب التعاطف الدولي معهم بإظهار أن ما حدث في مصر يوم 30 يونيو وما تبعه من عزل الرئيس محمد مرسي هو انقلاب عسكري وليس ثورة شعبية، لا تزال الوفود الأجنبية تستمر في المجيء إلى مصر لبحث الأوضاع مع الرموز الفاعلة في الحياة السياسية، ولحل ما اعتبروه الأزمة المصرية وذلك وسط انتقادات لهذه الوفود باعتبارها تدخلا في الشأن المصري.


وحول تحليل أهداف ودور هذه الوفود في الفترة الحالية قال الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر إن زيارات الوفود الخارجية إلى مصر في الفترة الأخيرة تكشف عن مدى خضوع الرئيس السابق محمد مرسي للدول الخارجية مثل قطر والولايات المتحدة وهي الدول التي تستميت على عودة المعزول.

وأشار إلى أن الاهتمام غير العادي من قبل هذه الدول بمصير مرسي يكشف أنه كان "خادما مطيعا ومنفذا جيدا للمصالح الغربية" كما يكشف على أن هذه الدول راهنت على غباء الجماعة في السابق في حين أنهم يحاولون تحقيق أي مكاسب مما جعل طلباتهم حاليا مبالغا فيها لدرجة أنهم رفضوا الصفقة المطروحة بشأن عودة الجماعة للمشاركة في الحياة السياسية وتجاوزوا طلب عودة مرسي إلى الحكم.

وأكد حسب الله أنه من غير المتوقع أن تحدث أي صفقة في الفترة القادمة برعاية هذه الوفود حتى وإن كانت في مسألة فض اعتصامات الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة خاصة أن تصريحات الرئاسة تؤكد أن الكلام انتهى في هذا الشأن ولن يفتح مرة أخرى.

ووصفها نبيل زكي، المتحدث الرسمي لحزب التجمع، بأنها "وقاحة وتدخل سافر في الشأن الداخلي المصري" مشيرا إلى أن زيارات الوفود تؤكد أن الغرب لا يعجبه استرداد الشعب المصري لحرية وقراره.

وأضاف أن المؤسف في الأمر هو أن بعض السياسيين سمحوا للأجانب بمناقشة الشأن الداخلي وإظهار الأمر وكانت هناك أزمة مصرية تحتاج إلى حلول على الرغم من أن أزمة المصريين مع الغرب هي أنهم قاموا بثورات ألقت الرعب في قلوب الساسة الذين معتبرا أن موقف حكومة الببلاوي من هذه الزيارات هو بمثابة "صفقة إنعاش للإخوان".

وتابع زكي مؤكدا أن هذه الوفود الأجنبية تهدف إلى إعادة مصر إلى التبعية الغربية حتى تتمكن الدول الأجنبية من السيطرة على مستقبل البلد ويساعدهم في ذلك بعض "الجهلة بالسياسة" مطالبا الفريق السيسي بألا يسمح لأي زائر أن يناقش الشأن الداخلي.

واعتبرها أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد أنها نتيجة طبيعية لفشل المخطط الاستعماري الصهيوني الذي استخدمت في تنفيذه جماعة الإخوان المسلمين وهو المخطط الذي كاد أن ينفذ لولا الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم مرسي.

وأضاف أن الدول الغربية في حالة هلع مما يحدث في مصر وهو ما يجعلها تهدف إلى تهديد مصر تارة بالمعونات وتارة بالدماء من أجل الحصول على أي مكاسب لحلفائها الإخوان مطالبا الفريق السيسي بفض "البؤر الإجرامية" في رابعة العدوية والنهضة حتى يتأكد الغرب أنه لا أمل في عودة الإخوان.

وعن إمكانية عقد صفقات مع الإخوان في الفترة القادمة قال عز العرب إنه لا يمكن تحت أي ظرف أن تعقد صفقات مع قيادات جماعة الإخوان حتى وإن كانت برعاية الوفود الأجنبية لأنه لا أمل في إقامة نقاش سلمي مع عصابة لإعادته إلى الحياة السياسية مرة أخرى.

كما قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق إن هذه الزيارات التي قام بها عدد من الوفود الخارجية إلى مصر في الفترة الأخيرة تعتبر تدخلا في الشأن المصري خاصة أن مطالبها تجاوزت الأمور المشروعة حتى أنها تحاول اختراق الإجماع الوطني الذي حدث في 30 يونيو.

وأضاف أن الوفود الأجنبية تجاهلت أن الشعب المصري أجمع على أن حكم مرسي قد انتهى ولا سبيل لعودته إلا أن بعض المطالب التي خرجت مؤخرا كانت تنادي بعودته إلى الحكم وكان ثورة لم تقم مما يعني أن هؤلاء الوسطاء يحاولون القفز على مطالب ومكتسبات المصريين.

وتابع النقيب السابق مؤكدا أنه من المتوقع أن تحدث صفقة قريبا مع جماعة الإخوان المسلمين خاصة أنه لا يمانع أحد من عقد صفقة تحترم إرادة الشعب وتضع في اعتبارها استحالة عودة مرسي إلى الحكم في الوقت الذي يمكن فيه للإخوان العودة للحياة السياسية بشرط المحاسبة على أفعالهم وفقا للقانون.

كما وصف أبو العز الحريري المرشح الرئاسي السابق هذه بأنها "محاولة غربية ملحة للإبقاء على التيار المتأسلم" مشيرا إلى أن هذه الوفود تشير إلى الارتباط بين النظام الأمريكي الصهيوني وهذا التيار.

وشدد على أن هدف هذه الوفود هو تحسين موقف الإخوان على الرغم من أنه ليس هناك مجال لأي شخص أضر بالأمن أو حرض على القتل بأن يشارك في العملية السياسية مرة أخرى وذلك وفقا للقانون مضيفا أن الشعب المصري يرفض تدخل الوفود الأجنبية في الشأن المصري لأنه أمر داخلي وليس دوليا.

وأكد الحريري أنه لا يمكن أن تحدث أي صفقة تمس بخارطة الطريق في الفترة القادمة أيا كانت بنود هذه الصفقة مشيرا إلى أن جماعة الإخوان فقدت كل رصيدها في الشارع حتى أصبح الفقراء يرفضون وجودهم بالإضافة إلى الليبراليين والمعارضين.

واختلف معهم في الرأي الكاتب الصحفي صلاح عيسى، الذي اعتبر أن زيارات الوفود الخارجية جزء من سياسة الإدارة المصرية والتي تهدف إلى اطلاع العالم على ما يجري على الساحة السياسية الآن وإتاحة الفرصة للغرب للتأكد أن الأوضاع تتفق مع إرادة الأغلبية الكاسحة من المصريين ولمحاولة وضع حلول لتجنب حدوث صدام في الفترة المقبلة.

وأضاف أن إتاحة الفرصة للوفود بأن تقوم بزيارات إلى من قامت النيابة العامة بتقييد حرياتهم هو أمر يقصد به أن هؤلاء يعاملون بشكل لائق كما جاء في القانون الدولي.

كما رفض عيسى وصف عمل هذه الوفود بأنه تدخل في الشأن المصري مشيرا إلى أن هذه الوفود دخلت مصر بموافقة السلطات ولم تأت عنوة كما أنه لا فرق بين مجيء وفود أجنبية إلى مصر وذهاب وفود مصرية إلى الخارج حيث إن الهدف واحد وهو شرح ما يحدث في مصر أمام العالم وبالتالي فالأمر ليس تدخلا في الشأن الداخلي.


وقال أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6 إبريل إن الحركة ترفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشئون المصرية أو أي إملاءات تتم على السلطة والحكومة الحالية أو على الشعب المصري.

وأضاف أن الحركة تؤيد دعوة الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح كفكرة مبدئية لإعلان رفض الشعب المصري تدخل أمريكا ودول الغرب في إدارة شئون مصر بعد 30 يونيو، مشيرا إلى أن الحركة ستدرس كيفية تنظيم هذا الأمر للخروج به بشكل جيد.

وقال عمرو علي، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية الوطنية إن التكتل كان قد بدأ بالدعوة لإعلان الشعب عن رفضه لأي تدخل أجبني في شئون مصر.

وتابع في تصريحات خاصة أن التكتل يرفض طريقة السلطة والحكومة المصرية في إدارة الأزمة الحالية والتي أدت لتدخل أمريكا ودول أوربا في قرارات مصر بالنسبة لفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول ومحاكمة قيادات الإخوان، متسائلا كيف نفكر في العفو عن رئيس اتهم بالتخابر لصالح دول خارجية؟!

وأضاف أن السياسيين الموجودين بالسلطة قيدوا الجيش المصري في التعامل مع مؤيدي المعزول بد حصوله على تفويض شعبي لإنهاء إرهابهم.

وأكد أنه إذا لم يتدخل الجيش والداخلية لفض الاعتصام خلال الفترة القليلة المقبلة فسيتم تنظيم مليونية تحت شعار "أين تفويضي" والتي سترفض كل أشكال دخول الدول الخارجية في شأن مصر في التعامل مع الأزمة الحالية.

واستنكر مصطفى الحجري، المتحدث الإعلامي لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، تصريحات جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي حول الوضع السياسي بمصر.

وقال إنه يرفض تدخل أمريكا والدول الغربية المتزايد في شئون مصر بعد 30 يونيو، مشيرا إلى أنه وصل إلى مرحلة فرض الوصاية عليها والتصدي لإرادة شعب كامل أسقط حكم الإخوان.

وأكد أن تصريحات الدول الخارجية بأن 30 يونيو انقلاب لن يعني المصريين في شيء ولن يؤثر على قراره، مشيرا إلى أن الحركة ستنظم عدة فعاليات في الفترة المقبلة لإعلان رفض الشعب المصري هذا التدخل.

وطالب الرئيس عدلي منصور بمنع المقابلات مع الوفود الخارجية للحد من تدخل هذه الدول.

وقال محمود عزت، عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين الثوريين إن الحركة تؤيد فكرة تنظيم مليونية لرفض التدخل الأجنبي في الشئون الإدارية المصرية وضرورة إعلان هذا الأمر أمام العالم من خلال مظاهرات حاشدة.

وأكد أن تكون هذه المليونية بعيدة تماما عن فض اعتصام مؤيدي مرسي بالقوة أو استخدام قوة الداخلية أو الجيش في العنف ضد الإخوان على اعتبار أنهم مواطنون مصريون في النهاية.

وأشار إلى أن الحركة لم تتخذ قرارا بالمشاركة في دعوات التظاهر لرفض التدخل الأجنبي لكنها مؤيدة للفكرة تماما.

الجريدة الرسمية