رئيس التحرير
عصام كامل

إخلاء مستمر وقصف لا يتوقف، رسائل من تحت الحصار عن الحياة مع إيقاف التنفيذ في غزة

آثار القصف العشوائي
آثار القصف العشوائي لغزة بطائرات جيش الاحتلال، فيتو

 "كيف بطمنكم وإحنا أبعد ما يكون عن شهور الاطمئنان ؟! "، كان هذا الاستفهام الممزوج بالتعجب هو رد ديما التي تقيم وأسرتها في قطاع غزة على سؤال اعتيادي من أحد الأصدقاء " طمنونا عليكم ؟".

 

 

 إخلاء ونزوح مستمر في غزة

 تبدو الأمور في غزة أكثر تصاعدا من ما تنقله شاشات الأخبار والمراسلين، وهو ما يظهر في رسائل ديما التي نزحت 3 مرات داخل قطاع غزة قبل أن يتعرض منزل عمتها الذي تقيم فيه الآن وأسرتها للقصف صباح يوم الإثنين بعد أن تنقلت بين 3 منازل أخرى خلال أقل من 10 أيام منذ بدء جيش الاحتلال عمليات القصف العشوائي في غزة حيث يعيش قرابة 2.3 مليون فلسطيني نصفهم من الأطفال، يحسبون حسابات الموت كل لحظة في ظل قصف لا يتوقف آناء الليل وأطراف النهار.

Advertisements

 

 

آثار قصف الاحتلال لمنزل عمة ديما في جنوب قطاع غزة

 

 

قصف عنيف لمناطق شمال غزة

نزحت ديما - تواصلنا معها عبر أحد الأصدقاء المشتركين في مصر – في المرة الأولى قبل قصف عنيف لمنطقتها  الواقعة بين حي الرمال وميناء غزة والتي تقول إنها  يقطنها الكثير من الأجانب وتضم عددا من مقار المنظمات الدولية العاملة في غزة، لتبدأ رحلة شتات داخلي انتهت بتضرر المنزل التي تقطن فيه مع عائلتها بعد قصفه صباح أمس، لكن خبر قصف منزل عمة ديما لن تجده في نشرات الأخبار لسببين الأول هو غزارة القصف العشوائي وتضرر مئات المنازل، والثاني هو إخلاء كافة الصحفيين والمصورين التابعين للوكالات الدولية والمحلية من القطاع مع منع المتبقي منهم من التغطية.

 

قصف يوقظ الأموات

 أصبح النوم سلعة نادرة في غزة،  فبين انتظار القصف كمحاولة لنجاة محتملة من تحت الأنقاض، وأصوات وابل القذائف المتساقطة طوال اليوم التي توشك أن توقظ الأموات، يطير النوم من العيون كما قالت ديما التي لم يغمض لها جفن طوال 4 أيام متصلة قضتها بين النزوح أحيانا وانتظار متابعة القصف من شرفة منزل عمتها التي تعلو الأريكة التي كانت تفضل الجلوس عليها بشكل دائم لتتمكن من التقاط شبكة الهاتف المحمول المنقطعة أغلب اليوم، لكن الأن أصبحت الأريكة والشرفة جزء من الماضي بعد أن دمرتها قذائف طائرات الاحتلال صباح الإثنين، قبل أن يتم قذف سوقا شعبيا جوار المنزل، تتوقع أن يكون عدد الضحايا فيه أكثر من مائة شخص، وذلك رغم اعتبار الاحتلال تلك المناطق "آمنة" ويدعون سكان القطاع إلى النزوح إليها.

لا نعرف مصيرنا الأن هل النزوح أو التهجير أو أنتظار الجنة مع من سبقونا إليها، هذا هو التفكير المسيطر الأن على أهل غزة كما تفصح عنه ديما في حديثها معنا، عندما يتبادر إلى الأذهان أن الأمور لم تنتهي بعد رغم قسوتها، لكن الأكثر قسوة سيحدث قريباً مع تنفيذ جيش الاحتلال لهجوم بري شامل على القطاع.

نفاذ الغذاء والمياه

 يعاني سكان غزة من نفاذ الغذاء والمياه وعدم وجود مصادر للكهرباء، في ظل رفض جيش الاحتلال دخول المساعدات الإغاثية المصرية وغيرها من معبر رفح الحدودي، وسط نزوح قرابة مليون فلسطيني من مناطق شمال القطاع إلى الجنوب.

تشير ديما إلى أن الوضع الأن يتلخص في اختفاء وتعطل كافة المقومات العادية للحياة في القطاع، فالمياه صعب الحصول عليها والناس بدأوا في شرب المياه الملوثة هم وعائلاتهم، إلى جانب أن الحصول على الخبز أو أي سلع غذائية آخرى أصبح مستحيلا، والمستشفيات يتم اخلائها دون النظر للحالات الحرجة التي تتلقى العلاج فيها، وخدمات الطوارئ خرجت من الخدمة تماما خاصة مع استهداف الاحتلال للمسعفين ورجال الأطفال، أما الكهرباء فغير متاحة في أغلب المناطق، ونضطر لجمع هواتف المقيمين في المنزل وإرسالها إلى مناطق مجاورة لشحنها يوميا، وكل ذلك يزداد تفاقما مع استمرار القصف في مناطق الجنوب الأكثر أمنا نسبيا عن مناطق الشمال التي نزح منها الناس حيث كنا نسمع أصوات القصف في الشمال قبل النزوح الأول، كل 3 دقائق وبدون مبالغة ومازال هذا الوضع مستمرا إلى الآن.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية