رئيس التحرير
عصام كامل

إنشاء تحالف عسكري جديد مواز للإيكواس، هل تدخل دول غرب أفريقيا في مواجهات مستقبلية

تحالف عسكري جديد،
تحالف عسكري جديد، فيتو

 شهدت منطقة غرب أفريقيا أحداث متسارعة خاصة خلال العام الجاري، منذ حدوث انقلاب النيجر وعزل الرئيس المنتخب محمد بازوم وإدارة المجلس العسكري، ثم أعقبها انقلاب الجابون، ومن قبلها انقلاب مالي وبوركينا فاسو.


منطقة غرب أفريقيا مشتعلة بالصراعات 

وتعتبر دول غرب أفريقيا هي مناطق نفوذ بالنسبة لفرنسا التي كانت تستعمر تلك الدول في وقت سابق، وتنشر قوات لها في عدد من القواعد العسكرية التي أنشاتها بعد إنهاء الاحتلال، وانهت هذه الانقلابات النفوذ الفرنسي في دولهم.

Advertisements


واعتبرت فرنسا أزمة النيجر تحديا كبيرا لها لأنه يهدد وجودها في كامل منطقة غرب أفريقيا، وضغطت على موجوعة الإيكواس، من أجل الاستعداد لتفيذ تدخل عسكري في نيامي لتحرير الرئيس محمد بازوم وتسليمه السلطة.

 

اقرأ ايضا:

يضم جيوش 3 دول، تحالف دفاعي جديد بأفريقيا


وفي وقت سابق كشف المجلس العسكري في النيجر، عن وجود تحركات عسكرية فرنسية في الدول المحيطة بنيامي، وأيضا إرسال إمدادات عسكرية لقواتها المتواجدة هناك.


التحالفات العسكرية الجديدة في غرب أفريقيا 

وعلى إثر تلك التحركات أعلن الجيش في النيجر النفير العام للاستعداد لأي تدخل فرنسي محتمل أو تدخل من قوات الإيكواس التي اتفق قادتها على إرسال قوات لنيامي دون تحديد موعده.

تحالف عسكري جديد، فيتو 


وعلى الجانب الآخر أعلنت مالي وبوركينا فاسو عن تضامنهما مع النيجر، مؤكدين أنهم سيدافعون عن نيامي وأرسلوا قوات ومعدات عسكرية إليها.
ولم تكتف الدول الثلاث بذلك بل وقعوا على اتفاقية ثلاثية لإنشاء تحالف جديد تحت مسمى تحالف دول الساحل، للدفاع المشترك بينهما.
وأعلنت 3 دول يحكمها عسكريون بعد انقلابات، وهي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، توقيع ميثاق لتأسيس "تحالف دول الساحل"، ليكون بمثابة هيكل للدفاع الجماعي وتبادل المساعدة بين أطرافه.


الخروج من الحماية الفرنسية والاعتماد على النفس

الإعلان عن التحالف جاء عبر  رئيس مالي الانتقالي أسيمي جويتا، يوم  السبت، الذي وقع مع نظيريه البوركينابي إبراهيم تراوري، والنيجري عبد الرحمن تشياني، ميثاق التأسيس.

مجموعة الإيكواس، فستو 


وقال جويتا، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "وقعت اليوم مع رئيسي بوركينا فاسو والنيجر ميثاق (ليبتاكو-غورما) لتأسيس تحالف دول الساحل، بهدف تأسيس هيكل للدفاع الجماعي والمساعدة المتبادلة لمصلحة شعوبنا".

وقال وزير الدفاع المالي عبد الله ديوب في المؤتمر الصحفي، السبت، إن "هذا التحالف سيكون مزيجا من الجهود العسكرية والاقتصادية بين الدول الثلاث"، مضيفا: "أولويتنا هي مكافحة الإرهاب في البلدان الثلاثة".

 

ويلزم الميثاق الذي تم توقيعه الموقعين بـ"مساعدة بعضهم البعض، بما في ذلك عسكريا، في حال وقوع هجوم على أي منهم".ونص الميثاق على أن "أي اعتداء على سيادة ووحدة أراضي طرف متعاقد أو أكثر يعتبر عدوانا على الأطراف الأخرى وينشأ عنه واجب تقديم المساعدة.. بما في ذلك استخدام القوة المسلحة لاستعادة الأمن وضمانه".


تدخل الإيكواس في النيجر 

وكانت مالي وبوركينا فاسو حذرتا، في وقت سابق، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) من مغبة أي تدخل عسكري محتمل في النيجر، وشددتا على أن أي إجراء عسكري ضد النيجر سيكون بمثابة "إعلان حرب على البلدين".

وفي هذا السياق قالت الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إعلان التحالف الجديد بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر، هو إضعاف لمجموعة الإيكواس.

 

تحالف الدول الثلاث الجديد

وأضافت أماني الطويل أن مجموعة الإيكواس لم تعد المجموعة الممثلة لغرب أفريقيا وذلك بعد انحيازها لفرنسا بشكل كبير خلال أزمة انقلاب النيجر.
 

وأوضحت الطويل أن التحالف الجديد معنى بمواجهة المتطرفين في مالي خاصة أن هناك مجموعة تطالب بحكم ذاتي في شمال البلاد، والنيجر وبوركينا فاسو يواجهان جماعات متطرفة ايضا لها حاضنة شعبية.
 

قدرات جيوش الدول الـ3
وكانت إحصائيات عدتها مواقع تختص بالإحصاء العسكري، أشارت إلى أن تعداد جيش النيجر أقل من 20 ألف عسكري، 6 آلاف منهم فقط هم القوات الأكثر قدرة على القتال.

وأشارت إلى أن جيش النيجر يعاني من نقص كبير في العربات القتالية المدرعة، كما أن قواته الجوية لا يزيد عدد طائراتها عن 20 طائرة وأغلبها قديم.

وأكدت مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هذا التحالف كان ضروري بالنسبة لهذه الدول بعد خروجها من عباءة الحماية الفرنسية أيضا وترى هذه الدول أن قوات فاجنر لم تعد البديل المناسب خاصة في ظل الأزمات الهيكلية التي تواجهها المجموعة بعد مصرع بريجوجين.

ويدخل التحالف الجديد الذي أسسته الدول الثلاث في منافسه مع مجموعة الإيكواس التي تأسست في عام 1975 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بين أعضائها الـ15، وتدخلت منذ إنشائها في عدد من صراعات القارة الأفريقية.

وتضم مجموعة الإيكواس، ومقرها العاصمة النيجيرية أبوجا كلا من: بنين، وبوركينا فاسو، وغينيا، وساحل العاج، مالي، والنيجر، والسنغال، وتوغو، وجميعها تتحدث الفرنسية، إلى جانب غامبيا، الناطقة بالإنجليزية، وغانا، وليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، وعضوان ناطقان بالبرتغالية، وهما الرأس الأخضر وغينيا بيساو.

كما كانت موريتانيا البلد العربي الوحيد في المجموعة لكنها انسحبت منها عام 2001. وتهيمن نيجيريا، العملاق الإقليمي، على المجموعة سياسيا واقتصاديا، وهي تمثل نصف أراضي الكتلة، و60 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.

ويبلغ مجموع سكان المجموعة نحو 350 مليون نسمة حسب إحصاءات 2021 وتبلغ مساحتها الإجمالية 5 ملايين كيلومتر مربع، أي 17% من إجمالي مساحة قارة أفريقيا.

والرئيس النيجيري، بولا أحمد تينوبو، هو الرئيس الحالي للمجموعة.

وتهدف مجموعة الإيكواس إلى إزالة الحواجز الاقتصادية والسياسية واللغوية أمام التجارة بين أعضائها بغية تحقيق التكامل الاقتصادي بينها، وتعزيز التبادل التجاري بين دول المنطقة، وتحقيق الاندماج في مجالات الصناعة والنقل والاتصالات والطاقة والزراعة والمصادر الطبيعية.

 

ومن ضمن المؤسسات التي تضمها مجموعة الإيكواس:

مجلس رؤساء الدول والحكومات: وهي أعلى هيئة سياسية وترجع إليه القرارات الكبرى.
المجلس الوزاري: ويتولى عادة مهمة التحضير للقمم ومناقشة القرارات السياسية قبل إقرارها من قبل مجلس الرؤساء.
برلمان المجموعة: ويتمتع بسلطة إقرار النصوص التي تصدر عن المؤسسات التنفيذية.
المجلس الاقتصادي والاجتماعي: يتولى تقديم المقترحات المتعلقة بالمشاريع التنموية المشتركة بين دول المجموعة.
محكمة المجموعة: تنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة خلال الصراعات التي تنشب في المنطقة.
لجنة المجموعة: تأسست في عام 2006 وتتألف من ثمانية مفوضين يضطلعون بالعمل الإداري للمجموعة.

وتشمل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" 7 دول أخرى، هي ساحل العاج وتوجو وجامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا والرأس الأخضر.
ويخشى أن يحدث صراع مستقبلي في القارة الإفريقية خاصة في ظل تصاعد الصراع على النفوذ بين القوى العظمى روسيا والصين من جهة وأمريكا وأوروبا من الجهة الأخرى، ولن يكون ضحيته إلا الشعوب الأفريقية.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية