"يانغ عبد العاطي كارلو".. لماذا أغفله إعلامنا؟!

تمنيت لو أن إعلامنا وخصوصًا برامج التوك شو أفردت مساحة بين فقراتها التي لا طائل لكثير منها لتسليط الضوء على إسهامات علمائنا الأفذاذ الذين تحتفي بهم الدنيا كلها وعلى أكتافهم تنهض نهضة دول كبرى، بينما بلدهم التي أنفقت على تعليمهم لا تعرف عنهم شيئًا اللهم إلا ما تذيعه دول أخرى تحتضنهم وتجني من علمهم وجهدهم الكثير والكثير.

أدهشني ما قرأته مؤخرًا عن عالمنا المرموق الدكتور محمود عبد العاطي ابن محافظة سوهاج الذي منحته الصين جائزة أفضل علماء الرياضيات فى العالم لعام 2023.

خطاب المنح قال نصًا: «منحت الجائزة هذا العام لواحد من أهم علماء الرياضيات في العالم، وذلك لمساهماته الأساسية في الخوارزميات والبصريات الكمومية، وابتكار واحد من أهم المؤثرات الرياضية في العالم والمعروف على نطاق واسع باسم "يانغ عبد العاطي كارلو».

محمود عبد العاطي هو أستاذ دكتور الرياضيات وعلوم المعلومات في جامعة العلوم والتكنولوجيا.

الدكتور محمود عبد العاطي حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم بدرجة (امتياز مع مرتبة الشرف) من جامعة أسيوط، عام 1990. وفي عام 1995، حصل على درجة الماجستير في الرياضيات التطبيقية من الجامعة نفسها، ثم سافر إلى ألمانيا، ليحصل على الدكتوراة في التخصص نفسه من معهد ماكس بلانك للبصريات الكَمِّيَّة. وفي عام 2007، حصل على درجة دكتوراة العلوم (DSc) في الرياضيات والفيزياء من الجامعة الوطنية في أوزبكستان.

الدكتور عبد العاطي شغل مناصب عديدة، منها رئاسة مؤسسة العلوم الطبيعية للنشر الدولى، الناشر الأكاديمي لدوريات علمية في الولايات المتحدة، كما عمل رئيسًا أكاديميًا لمركز النشر العلمي بجامعة البحرين، وفي عام 2014، تم انتخابه نائبًا لرئيس الأكاديمية الأفريقية للعلوم.

للدكتور محمود عبد العاطي  اهتمامات علمية تنصب على الرياضيات التطبيقية، والنمذجة الرياضية، ودوائر الكَمّ، وحساب الكَمّ ومعالجة المعلومات، والتحليل الطيفي للحالة الانتقالية وتحكم الليزر في النظم الفيزيائية، وأساس ميكانيكا الكَمّ..وهى تخصصات مهمة تحتاجها مصر كما تحتاج للاستفادة من جهوده العلمية.

وتقديرًا لجهوده العلمية، حصل عبد العاطي على عدة جوائز من بينها: جائزة الدولة للتفوق العلمي في العلوم الأساسية، وجائزة فايزة الخرافي في الفيزياء، وجائزة أمين لطفي للعلوم الرياضية، وجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب فى الرياضيات والحاسب، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الرياضية؛ التي تمنحها أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، ودرجة الجدارة من اللجنة العلمية لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين، وجائزة أكاديمية العالَم الثالث للرياضيات.

مصر غنية بكوادرها وعلمائها، وهم أولى بالتكريم والحفاوة والشهرة لكونهم نجومًا حقيقيين يبنون المستقبل بعلم نافع، وهم يستحقون أن يكونوا قدوة حقيقية نقدمهم للأجيال الجديدة حتى تستلهم التاريخ الحضاري لأمتنا وتبني مستقبلًا زاهرًا بين الأمم وكفانا اقتنانًا بنجوم الفن والكرة والمهرجانات والتريندات والشو الكاذب فالعلم وحده هو مفتاح المستقبل.