خواطر واحد يعاني من الحر!
موجة الحر الشديدة التى تسيطر على جو البلاد الآن لا تنبهنا فقط إلى أن المناخ في بلادنا قد تغير، ولم يعد حار جاف صيفا وإنما الأهم تنبهنا إلى أهمية التفكير في أمورنا ومشاكلنا تفكيرا كليا وليس جزئيا، أى تفكير بالجملة وليس تفكير بالتجزئة!
فنحن مثلا عندما واجهنا مشكلة الطرق وسعينا لتوسيعها ورفع كفاءتها لم نهتم كثيرا بأهمية ألا يتم ذلك على حساب المساحات الخضراء في مدننا لأننا فكرنا فقط في مشكلة الطرق. تفكيرا جزئيا فقط وليس تفكيرا كليا.. لذلك ضحينا بمساحات خضراء من أجل توسيع الطرق، ولو كنّا فكرنا كليا لكنا تنبهنا أن الحفاظ على المساحات الخضراء يحمل ذات أهمية توسيع الطرق..
خاصة وأن هناك تغيرا مناخيا يتعرض له العالم كله ونحن جزء من هذا العالم، وما حدث مع المساحات الخضراء تكرر حدوثها في المقابر إلى أن تدخل الرئيس السيسي استجابة للمطالبات في هذا الصدد.
وعندما تكون لدينا مشاكل عديدة تراكمت عبر زمن طويل فإن التصدى لها يتعين أن يتم بمنظور كلى وليس بمنظور جزئى، أى بالجملة وليس بالتجزئة.. صحيح أن تفكيك المشاكل ضرورة وابتكار مبادرات لمواجهتها أمر مهم ويساعد فى التصدى لها، مشكلة وراء أخرى..
ولهذا نجحنا في حل بعض مشاكلنا الصحية مثل مرض فيروس سى وقوائم انتظار الجراحات، لكن هذا يتعين أن يتم في ضوء نظرةَ شاملة لعلاج المشاكل، حتى لا نعالج مشكلة ونزيد من حدة مشكلة أخرى نعانى منها..
وأعتقد أن التغير الذى حدث في مناخنا قد أكد أهمية زيادة وليس تخفيض المساحات الخضراء في مدننا.. وأرجو أن تكون موجة الحر الحالية التى نعيشها قد نبهتنا لما هو أهم، وهو التفكير بالجملة وليس بالتجزئة.
