رئيس التحرير
عصام كامل

لا أمل في خيبة راكبة جمل

بلغ السيل الزبى ولم يعد يطيق الشعب يطيق رؤية أحد من أعضاء الحكومة العاجزة، ويبغض حتى الاطلاع على تصريحاتهم، إذ لا فائدة منها بل ضررها أكثر من نفعها، خصوصا رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، أفشل من تولى هذا المنصب الحساس في التاريخ الحديث، فلا نذكر له أدنى نجاح في جميع المناصب التي تولاها من قبل، بل أخفق في جميع الملفات التي تولى الإشراف عليها، حتى أوصلنا إلى منحدر خطير التهم في طريقه الأخضر واليابس.


دأب مصطفي مدبولي، في كل إطلالة أن يمن على المصريين بما تقدمه الدولة وكأنه ينفق من ماله الخاص، وتناسى أن العلاقة بين الشعب والسلطة نفعية بالأساس، بحيث تدير الحكومة مؤسسات الدولة وتوفر الأمن والأمان والسلع والخدمات والصحة والتعليم للشعب، لقاء تمتع أعضائها بمخصصات مالية كبيرة ومزايا يحصلون عليها من ضرائب ورسوم يدفعها الشعب، وبالتالي هو وغيره كل في موقعه لخدمة الشعب لا المن عليه!!.

Advertisements


رئيس الحكومة الدكتور مصطفي مدبولي، الغائب عن المشهد رغم صراخ الشعب ومعاناته بفقرائه وأغنيائه، عقد أمس مؤتمرًا بمعية وزير المالية الضليع في الاقتراض وطرح السندات وزيادة الضرائب، ووزيرة التخطيط التي لا نعرف ماذا تفعل بدقة، لأن جميع خطط ومستهدفات الدولة باءت بالفشل!!.
 

خطط الحكومة


من دقق النظر إلى مصطفي مدبولي ووزرائه في المؤتمر، يدرك خطورة الوضع المالي والاقتصادي للدولة، رغم محاولاتهم إخفاء ذلك، ومع هذا اعتبروا أن بيع مؤسسات الدولة نجاحا، وتخفيفا لصدمة البيع قالوا طروحات وتخارج الدولة، لكنه في الحقيقة بيع أصول..

 

ورغم هذا لم يتمكن مدبولي وحكومته إلا من بيع شركات بأقل من ملياري دولار، من جملة 32 شركة كبرى، وفاجأ رئيس الحكومة حضور المؤتمر بتجهيز 50 شركة أخرى للبيع، أي أننا على ما نتخلص من حكومة الفشل ستكون الدولة على البلاطة بلا ملكية.

 

واضح أن مصطفي مدبولي رئيس الوزراء يعيش في عالم افتراضي أو يعتقد أن الشعب ساذج يمكن استغفاله بتصريحات غير واقعية، إذ قال قبل يومين "لن نترك أحدًا فقيرًا"، وفي اليوم التالي صدر قرار بإضافة فئات جديدة في "تكافل وكرامة"، ما يعني أن الفقر يزداد والطبقة المتوسطة أساس أي مجتمع تتآكل.


حاول مدبولي، تأكيد أن حكومته تعمل ولديها خطط وأفكار، فقال إن تخارج الدولة وبيع شركاتها من خطط الحكومة، رغم أن هذا أحد شروط صندوق النقد الدولي، للموافقة على القرض الأخير!!.

 

في مؤتمر أمس تحدث مصطفى مدبولي، عن خطورة زيادة سكان مصر، وانتقد عدم تحديد النسل في حين أن جميع التقارير تشير إلى أن معدل الإنجاب انخفض، لكنه لم يتطرق أبدًا إلى فتح أبواب البلد لملايين اللاجئين والإصرار على دمجهم مع الشعب، بل ومنحهم مزايا وخدمات لا يحصل عليها المواطنين أنفسهم، فهل استقبال 20 مليون من الأغراب وتحمل أعبائهم ليس مشكلة، وأبناء البلد وأصحابها هم مشكلة حكومة مدبولي، وبالتالي جعلهم شماعة يعلقون عليها عجزهم؟!  

 

من غرائب المؤتمر تأكيد مصطفي مدبولي، أن الدولة نجحت خلال فترة قصيرة في تحقيق العديد من الإنجازات، لكنه لم يذكر أي إنجاز، بينما لا نرى على أرض الواقع إلا مزيد من القروض وبيع أصول وخفض لقيمة الجنيه وانفلات أسعار وتضخم قياسي بمعدل لم تشهده مصر في تاريخها، وكل هذا سببه ضعف حكومة أفقدتنا الأمل في إصلاح الحال.

النقد الأجنبي

أكد رئيس الحكومة مصطفي مدبولي في المؤتمر، أن لديه خطة واضحة لزيادة حصيلة الدولة من النقد الأجنبي دون أن يكشف عنها، ولا نعرف لماذا لم يطبقها حتى يرفع عنا بعض الضغوط والمعاناة، لكنه قال ان الحكومة تستهدف زيادة إيرادات السياحة وتحويلات المصريين بالخارج وزيادة الصادرات، وفي هذه النقاط عليه أن يتعلم ويستفيد من تجربة دبي وتركيا في السياحة.. 

 

أما عن تحويلات المصريين، فهو يعلم تماما أنها تتقلص نتيجة عدم الثقة في حكومته وقراراتها العشوائية، ما جعل كثير من العاملين في الخارج يحتفظون بأموالهم في بلدان إقامتهم وامتنعوا عن التحويل حتى تتضح الرؤية، وفيما يتعلق بزيادة الصادرات، هل لا يعلم رئيس الحكومة المصرية أن الصادرات انخفضت، وبدلا من تصريحات للاستهلاك الإعلامي كان عليه بحث أسباب انخفاض الصادرات والعمل على حلها.

 


أخيرًا، أتصور أن أفضل ما قاله رئيس الحكومة مصطفي مدبولي في المؤتمر أن "الدولة في هذه المرحلة تدعم جهود القطاع الخاص لتولي القيادة"، وهذا أمر يبعث على الأمل الذي فقدناه في ظل خيبة راكبة جمل، فالقطاع الخاص في أسوأ الأحوال سيكون أفضل بمراحل من إدارة حكومية حولت مؤسسات وهيئات الدولة إلى تكايا.

الجريدة الرسمية