رئيس التحرير
عصام كامل

هل يلاقي مسلسل عمر الشريف مصير سابقيه؟

شغلت أعمال السير الذاتية للمشاهير بصفة عامة وللفنانين بصفة خاصة، حيزًا كبيرًا من إنتاجات صناع السينما في هوليوود، الذين قدموا مجموعة متميزة من الأفلام عن حياة الملوك والأمراء والشخصيات التاريخية ومشاهير وفنانين، وحققت معظم هذه الأعمال نجاحات قوية على المستويين الفني والجماهيري، ونالت إشادات واسعة بل وفاز بعض أبطالها بجوائز رفيعة مثل الأوسكار وجولدن جلوب، منها الملك ريتشارد، الذي نال عنه ويل سميث أول أوسكار.

Advertisements


 Spenser عن الأميرة الراحلة ديانا بطولة  كريستين ستيوارت، Blone عن نجمة الاغراء مارلين مونرو، Elvis عن اسطورة الغناء اليفس بريسلي، ولعل نجاح هذه الأعمال يعود إلى التزامها التام 
بالحقائق والتاريخ مهما كانت قسوتها وعدم محاولتها تجميلها، فضلًا عن حسن اختيار النجوم الذين يجسدون هذه الشخصيات الشهيرة بشكل يصل إلى حد التطابق شكلًا وروحًا..

 

 ومن ثم حصد معظمهم جوائز رفيعة مثل أوسكار وجولدن جلوب وبافتا وحققت هذه الأعمال إيرادات كبيرة ونالت إشادات واسعة، وهذا للأسف عكس ما يحدث  في الوطن العربي وفي مصر، حيث لا تجني غالبية أعمال السير الذاتية سوى الفشل الجماهيري والنقدي والدعاوى القضائية من ورثة الفنانين والمشاهير، ومن ثم تصبح كل تجربة مماثلة جديدة، أشبه بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر والمحكوم عليها بالفشل في أغلب الأحيان!


من سيد درويش إلى الضاحك الباكي


للسينما والدراما التليفزيونية المصرية تاريخ في تناول أعمال السير الذاتية للفنانين وللمشاهير عمومًا ومن أوائل هذه الأعمال فيلم سيد درويش عن حياة فنان الشعب الموسيقار سيد درويش، بطولة كرم مطاوع، تأليف محمد مصطفى سامي وإخراج أحمد بدرخان عام 1966، مسلسل الأيام عن حياة عميد الأدب العربي د طه حسين، بطولة أحمد زكي، تأليف آمينة الصاوي وأنور أحمد، إخراج يحيى العلمي عام 1979، والذي كان سببًا في نجومية الفتى الأسمر..

 

مسلسل أم كلثوم عن كوكب الشرق، بطولة صابرين عام 1999 والذي  دفعها نجاحه المذهل إلى اعتزال الفن لستة سنواتٍ! تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إنعام محمد علي، فيلم أيام السادات بطولة أحمد زكي والذي اضطر إلى بيع بعض ممتلكاته لكي ينتجه فقد كان حلمًا قديمًا لديه، سيناريو وحوار أحمد بهجت وإخراج محمد خان.

 

ومن أعمال السير الذاتية القليلة الناجحة أيضًا مسلسلات.. قاسم آمين بطولة كمال أبو رية وإخراج إنعام محمد علي.. مشرفة رجل لهذا الزمان، بطولة أحمد شاكر عبداللطيف وإخراج إنعام محمد علي، الملك فاروق للسوري  تيم حسن، تأليف د لميس جابر وإخراج السوري  حاتم علي، أسمهان بطولة السورية سلاف فواخرجي، تأليف قمر الزمان علوش وإخراج التونسي شوقي الماجري.


أما الأعمال التي لم يحالفها التوفيق ولم تكن على مستوى التوقعات وتعرضت لانتقادات عديدة وأثارت جدلًا واسعًا وهي الأكثرية فمنها.. مسلسلات السندريلا عن حياة سعاد حسني، بطولة منى زكي، تأليف ممدوح الليثي وعاطف بشاي، إخراج سمير سيف، العندليب حكاية شعب عن عبد الحليم حافظ وأبرز الانتقادات التي وجهت للمؤلف د مدحت العدل أنه ركز على الصراع بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر والإخوان المسلمين أكثر بكثير من حياة ومشوار العندليب! إخراج جمال عبد الحميد..

 

أنا قلبي دليلي عن  ليلى مراد، بطولة الأردنية  صفاء سلطان وإخراج السوري محمد زهير رجب، نازلي ملكة في المنفى  لنادية الجندي، تأليف راوية راشد وإخراج محمد زهير رجب، أبو ضحكة جنان عن حياة اسماعيل ياسين، لأشرف عبد الباقي، تأليف أحمد الإبياري وياسين اسماعيل ياسين وإخراج محمد عبد العزيز.. 

 

الشحرورة  عن حياة صباح، بطولة اللبنانية كارول سماحة، تأليف فداء الشندويلي وإخراج أحمد شفيق، فيلم حليم  أخر أعمال الراحل أحمد زكي والذي لم يكمله وتم الاستعانة بنجله هيثم زكي ليكمله بعده، عن حياة عبد الحليم حافظ، تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج شريف عرفة..

 

أما أخر وأحدث أعمال السير الذاتية فكان مسلسل الضاحك الباكي العام الماضي، عن حياة  نجيب الريحاني، بطولة عمرو عبدالجليل، تأليف محمد الغيطي وإخراج محمد فاضل، ولم يحقق النجاح المرجو وتم توجيه عدة انتقادات لصناعه، منها بعض الأخطاء التاريخية والوقائع غير الدقيقة الخاصة بالريحاني فضلًا عن سوء الاختيار ومجاملة بعض الممثلين!


لا  للسير الذاتية


كان لبعض الأسباب التي ذكرناها عن فشل معظم أعمال السير الذاتية للفنانين والمشاهير عمومًا، إضافةً إلى 'سلق' هذه الأعمال وعدم الإعداد الجيد لها أو تحري الدقة في تناول موضوعات
شائكة بهذه السير، أكبر الأثر في رفض غالبية النجمات تقديم أعمال عنهن رغم الإغراءات المادية الضخمة التي عرضت عليهن  ومن أبرزهن.. سيدة الشاشة فاتن حمامة، شادية، مريم فخر الدين، هند رستم، نبيلة عبيد، سميرة سعيد..

 

وفي اعتقادي أن من أسباب فشل أغلب أعمال السير الذاتية أيضًا، إصرار ورثتهم على إظهار ذويهم كأنهم ملائكة بلا أخطاء! مما استوجب تزييف وتغيير بعض الحقائق الثابتة وذلك على خلاف ما يحدث عند تناول سير المشاهير في هوليوود! هذا بالإضافة إلى عدم التعب في البحث عن أشخاص يتطابقون في الشكل إلى حدا ما مع النجوم الذين سبجسدونهم حتى ولو لجأوا إلى الاستعانة بوجوه جديدة كما يحدث في هوليوود أحيانًا!


أخيرًا بعد إعلان السيناريست هيثم دبور عن تحضيره لمسلسل قصير 10 حلقات عن حياة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف سيعرض على أحد المنصات قريبًا، مستمدًا من مذكرات شخصية كتبها عمر الشريف، بات من الملح طرح نفس التساؤل القديم الجديد مرة أخرى.. هل سيلاقي هذا العمل نفس مصير سابقيه من الفشل والانتقادات مكررًا نفس الأخطاء التي وقع فيها الآخرون أم سيتجاوزها هذه المرة؟

الجريدة الرسمية