رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الربيع تكشف تفاصيل الصراع بين روسيا وأوكرانيا لحسم المصير

الدكتور اشرف كمال،
الدكتور اشرف كمال، فيتو

معركة الربيع، يبدو أن الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا في الوقت الحالي تمهد لعودة اشتعال فتيل المعركة بين الطرفين من جديد بعد أن كادت تهدأ نيرانها قليلًا، وخاصة بعد تعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمحاولة اغتيال بطائرات مسيرة والتي تعد هي أولى خطوات الهجوم الأوكراني المضاد علي الرغم من نفي كييف بارتكاب هذا الهجوم واصفة الاتهامات بمحاولة من الرئيس الروسي لتحفيز شعبه.

معركة الربيع 

وعلى الرغم من أن السلطات الروسية أعلنت أن الانفجار الواقع بمبني الكرملين لم يلحق أي أضرار جسيمة، حيث بقيت حتى سارية العلم التي تحمل الراية الرئاسية في مكانها بعد الهجوم، وأن الرئيس الروسي  لم يصب بأذى في الهجوم،  فهذا لا ينفي أن مجرد التفكير في عملية كهذه ناهيك بتنفيذها  لن يمر مرور الكرام، فكل ما فعلته أوكرانيا هو وضع الكرة في الملعب الروسي وكل ما يمكن أن تفعله كييف هو الانتظار بقلق  حول الرد الروسي المنتظر والذي يمكن أن يصل مداه لاغتيال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ضمن عملية انتقامية.

Advertisements

فروسيا بدورها تتبع إستراتيجية جديدة في حربها ضد أوكرانيا باستهداف قوات ووحدات الاحتياط، ومحاولة تعطيل  فرص كييف في كسب معركة الربيع المنتظرة وايقاف نقل احتياطات الأوكرانيين إلي مناطق القتال والوصول إلى الصفوف الأمامية، بينما تلوح أوكرانيا بشكل مستمر لشن هجوم مضاد على القوات الروسية في الربيع لمحاولة استعادة المزيد من الأراضي.

 

تفاصيل معركة الربيع 

وعلي الرغم من أن أوكرانيا لا تشارك تفاصيل كثيرة تتعلق بخطتها العملياتية المرتقبة مع المسؤولين الأمريكيين فإنه من المرجح أن تبدأ العملية  في جنوب البلاد بما في ذلك علي طول ساحل بحر آزوف بالقرب من شبه جزيزة القرم التي ضمتها روسيا، وخاصة بعد  أن قال مسؤول في منطقة دنيبرو الأوكرانية في تصريحات سابقة إن القوات الأوكرانية المتمركزة على الجانب الغربي من نهر دنيبرو تنفذ  بشكل متكرر هجمات على الضفة الشرقية بالقرب من مدينة خيرسون في محاولة لطرد القوات الروسية التي سيطرت قبل سابق على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو بالقرب من خيرسون منذ انسحابها من المدينة الجنوبية في نوفمبر  الماضي بعد احتلالها لعدة أشهر، لكن من المتوقع أن تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا على روسيا تعول فيه بشكل كبير علي قوات الاحتياط  في هجومها المنتظر  نظرًا لأن أغلب تلك القوات تم تدريبها  خارج أوكرانيا كنوع من الدعم الغربي لكييف  ومحاولة وقف التقدم الروسي  بالانتصارات المتوالية علي خطوط المواجهة وإطالة عمر معركة باخموت التي دامت أكثر من أشهر  ومحاولة لتنفيذ هجمات من الأكراف لتطويق القوات الروسية بمحاور القتال.

 

تعزيزات في باخموت

وعلي الجانب الآخر ركزت الهجمات الروسية الأخيرة  في محيط كراماتورسك وسلافيانسك بعدما أصبحت تلك النقاط لأوكرانيا،  قواعد إعادة شحن لتركيز احتياطات القوات  المسلحة  حيث يصل أفراد  وذخيرة ومعدات الجيش الأوكراني لتلك المدن، ثم يتم إرسالهم كتعزيزات إلي باخموت وأفدييفكا وخيرسون وقطاعات أخرى من الجبهة، حيث تقوم القوات الروسية بمنع  وصول الأسلحة الغريبة الحديثة وتتبع مساراتها وعرقلة وصول الإمدادات  وكذلك استهداف  قوات احتياط أوكرانيا التي تقدمت  في اتجاه مدينة أرتيوموفسك في منطقة بوجدانوفكا بدونيتسك.

وباتت التساؤلات تكثر بشأن محاولة اغتيال بوتين فهل كانت تلك  الرصاصة الأولى في معركة الربيع المزعومة،وتعليقا علي محاولة اغتيال الرئيس الروسي في مبنى الكرملين وسيناريوهات الرد المتوقعة من قبل موسكو ضد أوكرانيا بعد أن اتهمتها بتنفيذ تلك الواقعة رغم النفي المتكرر من قبل كييف، وكذلك سيناريوهات معركة الربيع بين الطرفين،  قال  أشرف كمال، مدير المركز المصري للدراسات:" في معادلة النزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم، تظهر تفاعلات العنصر الأمريكي، الأمر الذي يقودنا إلى دور واشنطن المباشر وغير المباشر في الأزمات الدولية، وتصاعد حدة التوتر في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقتي المحيطين الهندي والهادئ، وفي أمريكا اللاتينية، ولم تنجو القارة السمراء من عبث السياسات الأمريكية، فضلا عن الغموض وازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب والتطرف، وعلاقات واشنطن بتيارات الاسلام السياسي، التي تنتهج العنف في سوريا والعراق ومصر، والسودان، وباكستان وافغانستان، والساحل والصحراء، وشمال افريقيا، وتواصل واشنطن عسكرة أوروبا بمزيد من الحشود في شرق القارة العجوز، وتعد دول شرق وجنوب أوروبا والتي تعتمد بشكل أساسي على الدعم العسكري الأمريكي، رأس الحربة لتعزيز نفوذ واشنطن في اتجاه الشرق، في محاولة لتقويض الدولة الروسية، وهذا ما كشفت عنه تطورات الأحداث في أوكرانيا منذ عام 2004.

وبالنظر إلى المشهد الراهن في أوكرانيا، هناك مبالغة كبيرة في الاهتمام بالهجوم المضاد المزعوم من الجانب الأوكراني، يبدو الحديث عن الهجوم المضاد بمثابة حلقة جديدة من مسلسل حملات التضليل التي يتعرض لها الرأي العام العالمي حول الوضع الميداني، ونمط سياسي مختلف لإخفاء العجز والفشل الذي يواجه الغرب الجماعي أمام روسيا عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا. كما أن الولايات المتحدة تسعى من خلال تصريحاتها الرسمية حول الهجوم المضاد إلى إخفاء الوضع الحقيقي في أوكرانيا، وتفوق القوات الروسية رغم الحجم الضخم من الترسانة العسكرية التي يقدمها الغرب إلى حكومة كييف.

وتتواصل حملات التضليل من خلال التقارير التي تروج لها وسائل الإعلام الغربية بأن كييف لم تعد تشارك واشنطن والحلفاء عما قالوا عنه "معلومات مهمة حول الهجوم المضاد" بما في ذلك التوقيت وعدد القوات المشاركة والأسلحة، خوفا من تسريب تلك المعلومات على غرار ما جرى من تسريبات وثائق البنتاجون مؤخرًا. فيما يصرح السفير الأوكراني في لندن، فاديم بريستايكو، قائلا "بسبب سوء الأحوال الجوية اضطرت القيادة الأوكرانية إلى تأجيل الهجوم المضاد".

وتابع: "الواقع أن مسار العمليات العسكرية في الميدان، يعكس تفوق القوات الروسية، واعتقد ان زيارة الرئيس بوتين للمنطقة تعكس الكثير من الحقائق على كافة الأصعدة،  ومع ذلك فإن موسكو تتعامل بجدية واضحة مع تقارير الهجوم المضاد المزعوم، وتواصل العمل بحزم لاستكمال المهمة، من خلال استهداف مناطق الدعم اللوجستي للعناصر الأوكرانية، ما يعني أن فرص الهجوم المضاد المزعوم تتراجع بشكل كبير، ولعل استهداف موقع "بافلو جراد" في منطقة "دنيبروبتروفسك" رسالة واضحة لما يمكن أن تتعرض له مناطق تجمع العناصر الأوكرانية. هذا إلى جانب أن كييف لم تعد تملك العناصر المدربة والقادرة على تحقيق أي تقدم في الميدان وأن مهمة العناصر المتبقية تقتصر على الحفاظ على مواقعهم أكبر وقت ممكن.

فرص السلام في أوكرانيا

وأشار إلى أن الكثير من فرص السلام في أوكرانيا، ضاعت بسبب غياب الإرادة الحقيقية للسلام من جانب الغرب الجماعي، ولن يقف الكرملين مكتوف الأيدي أمام التهديدات والتحديات الناجمة عن السياسات العدوانية المدعومة من الولايات المتحدة، فقليل من المؤسسات الغربية تدرك بأن الانتصار على روسيا أمر مستحيل، ومن مصلحة الغرب الجماعي البحث عن حل والخروج من مستنقع أوكرانيا، ولكن هذا الصوت غير مؤثر في صناعة القرار، وبالتالي، ليس أمام موسكو غير الاستمرار في الدفاع عن حقوقها، وباعتبار أن الضمانات الأكثر ثقة لصيانة الأمن القومي وحماية المصالح الروسية، ترتكز على القوة العسكرية من الجيش والبحرية وقدرتها على التأثير في مسار الأحداث بالمنطقة، مع تعاظم التحديات، خصوصا وأن الأطماع الجيوسياسية للغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة، عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية لم تتغير ولن تتغير.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية