سر غياب رؤساء الولايات المتحدة عن حفلات تتويج ملوك بريطانيا
بالرغم من العلاقات الخاصة التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، والتقارب الكبير بينهما، في الوقت الحالي، فإنّ رؤساء الولايات المتحدة منذ قرون وحتى الآن لا يشاركون في حفلات تتويج ملوك بريطانيا، الأمر الذي يثير كثيرا من التساؤلات حول السر وراء ذلك.
من المقرر أن يقام حفل تتويج الملك البريطاني تشارلز الثالت يوم السبت، بمشاركة عدد كبير من رؤساء وقادة دول العالم، إلا أنه سيكون هناك غياب لافت للرئيس الأمريكي جو بايدن ضمن قائمة الشخصيات المدعوة للحفل.
البيت الأبيض الأمريكي قال: "إن الرئيس بايدن تلقى دعوة، لكن في مكالمة هاتفية مع الملك، قال الرئيس إنه سيرسل زوجته، السيدة الأولى جيل بايدن، ومبعوثًا دبلوماسيًا".
لم يقدم البيت الأبيض أي سبب لغياب بايدن، لكنه قال إن الرئيس "نقل رغبته في لقاء الملك في المملكة المتحدة في موعد لاحق".
وقال النائب المحافظ بوب سيلي لصحيفة التلجراف إن بايدن يبدو "مقصرا جدا" لعدم حضوره "الحدث الذي يحدث مرة واحدة في العمر".
سر غياب بايدن عن حفل تتويج تشارلز
راسل مايرز، نائب رئيس تحرير صحيفة ديلي ميل، أخبر محطة سكاي نيوز، بأن غياب الرئيس بايدن سببه "اعتداده الشديد بجذوره الأيرلندية وجذوره الأيرلندية الأمريكية".
وقال مايرز: "لم أكن أعتقد أنه سيأتي حقًا".
ومن جانبهم قال المؤرخون إن السبب أبعد ما يكون سياسيًا، وأن هذا ليس إلا تقليد عمره قرون إذ يغيب الرؤساء الأمريكيون عن حفلات التتويج.
وفسرت لورا بيرز، أستاذة التاريخ بالجامعة الأمريكية والمتخصصة في الشأن البريطاني، سر غياب بايدن، موضحة أنه ليس هناك أي ازدراء، قائلة: بالتأكيد لا أعتبر ذلك ازدراءً من قبل بايدن”.
وتابعت بيرز: "إن المسألة ليست بدافع مناهضة بايدن لبريطانيا، فهو لن يحضر لأنه لم يسبق أن حضر أي رئيس أمريكي حفل تتويج، فلماذا يحدث ذلك في القرن الحادي والعشرين".
وذكرت بيرز السبب الحقيقي وكشفت السر قائلة: قبل تولي الملكة فيكتوريا عرش بريطانيا كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عدائية إلى حد كبير في أعقاب الثورة الأمريكية وحرب عام 1812.
وأضافت: كان اعتلاء الملكة فيكتوريا العرش إيذانا ببدء "حمى فيكتوريا" وعصرا جديدا من الانبهار الأمريكي بالنظام الملكي البريطاني، ولكن حتى في ذلك الحين لم يحضر الرئيس مارتن فان بورين حفل التتويج.
وقالت بيرز: "لم يكن من العملي أن يأتي رئيس أمريكي، وأعتقد أن ذلك أصبح مجرد تقليد بعد ذلك".
ومن جانبه، قال تروي بيكهام، المؤرخ وزميل الجمعية التاريخية الملكية إن السفر إلى الخارج لم يكن عمليًا قبل أن يبدأ السفر الجوي عبر المحيط الأطلسي في عام 1939، أي بعد ثلاث سنوات من تتويج الملك جورج السادس.
شكلت الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفقًا للمؤرخين.
طوال الحرب، طور الملك جورج السادس وابنته، الأميرة إليزابيث آنذاك، علاقة متنية مع دوايت أيزنهاور، الذي خدم في لندن كقائد أعلى لقوات الحلفاء وأشرف على "عملية أوفرلورد"، إنزال نورماندي.
تم انتخاب أيزنهاور، الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة بعد شهور قليلة من وفاة الملك جورج السادس وتولي الملكة إليزابيث الثانية العرش.
لكن على الرغم من علاقاته الوثيقة مع المملكة المتحدة اختار أيزنهاور الحفاظ على التقاليد وإرسال موفد إلى حفل التتويج ولم يحضر بنفسه.وأشار المؤرخ سام إدواردز، إلى أن الولايات المتحدة كانت منخرطة في الحرب الكورية في ذلك الوقت، وأنه كان من الضروري بقاء الرئيس أيزنهاور في واشنطن.
لم يؤثر غياب الرئيس أيزنهاور عن حفل التتويج على علاقته بالمملكة المتحدة أو العائلة المالكة.وفي أكتوبر 1957، رحبت الولايات المتحدة بالملكة إليزابيث الثانية في أول زيارة رسمية لها كملكة.
بعد ذلك بعامين، استضافت الملكة الرئيس أيزنهاور وعائلته في زيارة أقل رسمية في مقر إقامتها الملكية في بالمورال.
خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا حكمًا، تناوب 14 رئيسًا على حكم الولايات المتحدة. التقت بجميع الرؤساء باستثناء رئيس واحد خلال فترة ولايتهم في المنصب. قام ثلاثة من رؤساء الولايات المتحدة بزيارات رسمية إلى المملكة المتحدة، بينما قامت الملكة بأربع زيارات رسمية للولايات المتحدة خلال فترة توليها العرش.
بينما يبدو أنه اختار عدم الخروج عن التقاليد من خلال إرسال مبعوث بدلًا عنه إلى حفل التتويج، فقد قبل الرئيس بايدن بالفعل دعوة الملك تشارلز للقيام بزيارة دولة، ولم يتم تحديد موعد لها حتى الآن.
ويقول إدواردز أنه بغض النظر عمن سيحضر حفل التتويج، الملك تشارلز جدد حرصه على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفًا أن حضور التتويج "ليس سوى أحد عناصر لغز العلاقة المعاصرة عبر الأطلسي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
