رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال الخليج !

لا تذهب السعودية مع إيران إلي أي حل ينهي النزاع الإقليمي بينهما بغير مناقشة -أو الاتفاق علي مناقشة- الأمن المشترك في الخليج العربي، وأزمات الحجاج الإيرانيين في مكة كل عام وأمن مملكة البحرين والصراع في اليمن والموقف في سوريا والحالة اللبنانية! 


مفاجأة عودة العلاقات ليست كبيرة.. المفاجأة في سرعتها وتوقيتها.. فالمقدمات عديدة الأشهر الماضية بذل لانطلاقها رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفي الكاظمي جهدا خارقا.. بدأت -كما هو الحال في العالمين العربي والإسلامي- بالاجتماعات الأمنية.. استضافتها بغداد حتي نضجت ونجحت وانتقلت إلي الاجتماعات الدبلوماسية ولم يكن يتبقي إلا الاجتماعات السياسية بين المسئولين في كلا البلدين، ويبدو أن ذلك قد تم -أو جزء كبير منه- دون إعلان ولا استعجال!


الصين حضرت إلي القمة العربية الصينية بالرياض.. من قبل القمة والتبادل التجاري مع الخليج والسعودية تحديدا إلي قمته.. والعلاقات الصينية الإيرانية وصلت إلي مستوي غير مسبوق بلغت حد اتفاقيات استراتيجية إستقبلت طهران فيها قوات عسكرية صينية! 

 

فضلا عن التعاون الاقتصادي وعلي رأسه النفط الإيراني الذي يذهب إلي بكين بأسعار تفضيلية إلي حد الموت لبلد رفض الإنصياع الي العقوبات ضد إيران! وهكذا وضعت الصين الخليج كله.. في بيت واحد!


المثير أن الصين شغلت العالم كله بمبادرة وصفناها علي مواقع دولية أنها لن تنجح ولم يكن أحد يعلم أنها تجهز لمبادرة في اعتقادنا أنها أكثر أهمية.. فالقضاء علي مخطط صراع سني شيعي ليس قليلا.. وقد سهرت علي تخطيطه جهات عديدة بذلت فيه جهد إستمر سنوات طويلة بلغ حد إطلاق فضائيات واختلاق معارك الكترونية وغيرها وغيرها..

 

واليوم لا نعرف كيف ستتعامل هذه القوي وبعضها خفي مع ما جري! وكيف سيكون رد فعل قوي كبري والخليج يتسرب من بين يدها.. فلا فزاعات تستنزف الأموال ولا قتال يحتاج إلي غطاء شرعي!

 


هل هذا نهاية كل شيء؟ هل الخريطة ستتغير تماما.. باتفاق إقليمي ورعاية دولية؟! أم أننا بالفعل قفزنا إلي قواعد جديدة لنظام عالمي جديد بشرنا به قبل سنوات، وأكدنا عليه عبر أحداث عديدة الأشهر الماضية لا مكان فيه لأقدار مكتوبة ظنت -وبعض الظن إثم- بعض الأطراف أنه قدر المنطقة ولا مفر؟!   
الأيام ستجيب..

الجريدة الرسمية