رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب المستمرة من إبليس إلى سانت كاترين!

هى الحرب المستمرة.. كل الحروب التقليدية تبدأ وتنتهى مهما كانت النتائج.. إلا هى! كل الحروب التقليدية أدواتها معروفة وظاهرة مهما تعددت أشكالها.. إلا هى! أقصد حرب الشائعات التى بدأت في الجنة منذ بدء الخليقة ومازالت مستمرة حتى الآن.. 

 

بطلها واحد وإن تعددت أشكاله.. هى حروب جديدة وقديمة في ذات الوقت.. قديمة منذ خلق الله أدم وحواء وأسكنهما الجنة، فكانت أول شائعة في تاريخ البشرية، ظهرت وأتت ثمارها قبل نزول أدم وزوجه الأرض.. فيها سطر إبليس وسجل صك براءة الاختراع.. سجلها في كتاب التاريخ بإسم إبليس وتحت عنوان  شائعة إبليس!

حرب الشائعات


ونجحت أول شائعة في تحقيق هدفها وأخرجت آدم وحواء من الجنة، ومن لحظتها وحتى الآن يمارس إبليس وأحفاده نفس الكره والضغينة لبنى آدم واحفادهم حتى يخرجونهم من نعم الحياة الآمنة إلى الفوضى وعدم الاستقرار.


وبمرور الوعى وتقدم الفكر الانسانى أدرك العلماء والمفكرون الأزمة والضرورة، فدرسوها حتى تحولت الشائعة إلى علم كامل تندرج تحته علوم وفروع ومباحث متعددة تناقش وتدرس وتكشف وتحلل هذا الفيروس الذى يصيب أى أنسان أو مجتمع في مقتل، سواء تحقق ذلك على المدى القريب أو البعيد ببث الفتنة والاضطراب وإثارة القلاقل حتى لا ينعم أى وطن بالاستقرار والتنمية.


والشائعة قد تبنى على وهم أو جزء من الحقيقة أو لى عنق الحقيقة للوصول للهدف، وتتطور أشكال ومضامين الشائعة وطرق ترويجها من الشكل المباشر بالحكى إلى الترويج عبر وسائل الاعلام التى استفادت من تطورها بشكل مذهل، فالشائعة التى كانت تنتشر في الماضى في شهر أو سنة تنتشر الآن في دقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعى والفضائيات والمواقع الالكترونية.


وفى مصر..  الحرب الاشاعات مستمرة منذ القدم وحتى العصر الحديث، ومؤخرا زادت الوتيرة بعد أن نجحت مصر في الانتصار على معارك المواجهة العسكرية والأمنية كان أخرها إشاعة تغيير إسم مدينة سانت كاترين فى سيناء إلى مدينة التجلى الأعظم..  
 

توقفت عند الشائعة كثيرا خاصة وأنا عائد من هناك منذ شهور قليلةـ وشاهدت ما يحدث على أرض الواقع من حركة بناء وتنمية حقيقية من جهة، ومن جهة ثانية بين الاجواء الروحية التى سكنتنى في الاعماق وأحن إلى العودة اليها كل لحظهةمثلما يشعر أى زائر.

منطقة التجلي الأعظم


بداية كما يقرر علم دراسة الشائعات إعتمدت الشائعة على جزء من الحقيقه عن وجود مشروع باسم التجلى الأعظم والهدف تحويل جبل موسى الذى تجلى الله سبحانه وتعالى على خلقه من البشر للمرة الأولى والاخيرة ممثلين فى نبى الله موسى إلى مزار عالمى..  

 

وهناك اقرار ثابت لاصحاب الديانات السماوية الثلاثه اليهودية والمسيحية والاسلام على هذا التجلى الذى يخرج عن نطاق العقل إلى عالم الايمان، والمشروع كما رأيته بعينى مشروع طموح لو تحققت أهدافه يكون قادرا على جذب مئات ولا أقول عشرات الملايين.. لماذا؟ 


لآن القادم هنا من اليهود ومن المسيحيين ومن المسلمين..  وهم يمثلون مليارات البشر أى أغلبية سكان العالم.. ولان من يروج الشائعة يدرك مردود ذلك على مصر روحيا وسياسيا واقتصاديا وسياحيا، يطلق ويروج ويحارب.. من لا يريد الخير لمصر وأهلها يختلق الشائعة ويروج لها!


وفى اطار ذلك سمعت أقولا ضحكت من سذاجتها أو من براءة بعض من يتندر بها، صحيح أننا أفتقدنا النكتة، لذلك يتصيد البعض من حسنى النيه الموقف لخلق الأفيه حتى نضحك جميعا، وهو أولنا من مأسينا، لكن تبقى الحقائق الموضوعية التى لا تقبل الجدل والنقاش، فلا أحد فكر أصلا فى تغيير إسم مدينة سانت كاترين، لانه ببساطة إسم تاريخى من جهة ومسجل فى الخرائط العالمية وقوائم الاثار..

 

ومن جهة ثانية لا ضرورة في ذلك أصلا، والواقع يكذب ذلك أن إسم التجلى الاعظم سيطلق على المنطقة التى تجلى فيها الخالق عز وجل على موسى وحتى إن امتدت خارجه، ولن يطلق على دير سانت كاترين نفسه الذى يحتضن الشجرة والبئر الذى شرب منه موسى واستظل بها!

 


والسؤال هل هناك ما يمنع انشاء منطقة جديدة باسم التجلى الاعظم داخل منطقة قديمة إسمها سانت كاترين، فهل هناك ما منع مثلا إقامة مصر الجديدة والتجمع الخامس ومن قبله مدينة نصر..  داخل القاهرة؟!
وللحديث بقيه !!
yousrielsaid@yahoo.com

الجريدة الرسمية