رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الفتاح القصري، صانع البهجة الذي تنكرت منه زوجته الرابعة، ونجوى سالم أنقذته من التشرد

الفنان الكوميدي عبد
الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري، فيتو

الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري، تعليقاته الساخرة ما زال يتناقلها عشاقه مثل "نورماندي تو يا صفايح السمنة السايحة يا براميل القشطة النايحة، العلم نورن في فيلم الأستاذة فاطمة، أنا كلمتي ما تنزلش الأرض أبدا في فيلم ابن حميدو، ست أنا مش شايف قدامى أي ست في فيلم سكر هانم، رحل في مثل هذا اليوم 8 مارس 1964.   

ولد عبد الفتاح القصري عام 1905 لأب يعمل جواهرجيا  بالجمالية، تعلم في مدارس الفرير الفرنسية وعمل في الصاغة مع والده، إلا أنه أوقات فراغه يتردد على مسرح الكلوب المصري لمشاهدة مسرحيات فؤاد الجزايرلي، ومن هنا جاء عشقه للفن.

القصري فى فيلم ابن حميدو 

عمل مع إحدى فرق الهواة في إلقاء المونولوجات التي تنتقد الأوضاع ثم ترك محل والده لينضم لفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة جورج أبيض وعندما فشل في تمثيل مشهد حزن صفعه جورج أبيض على وجهه وطرده فأخذه نجيب الريحاني في فرقته وأسند إليه دور ابن البلد الفهلوي في أولى مسرحياته (ماحدش واخد منها حاجة) في دور حانوتي وذلك عام 1940.

بداية العمل فى الصحافة 

حاول القصري العمل فى الصحافة فعمل محررا في مجلة الفن وكان يقول: "إنني سوف أغير في اتجاهات الصحافة وسيسجل التاريخ التحاقي بمجلة الفن وسيكون عملي فيها نقطة تحول في عالم الصحافة.

نوادر عمله بالصحافة 

ومن نوادره في العمل الصحفي أنه كتب ريبورتاجا وقدمه إلى رئيس التحرير ولما سأله رئيس التحرير أين الصور؟ رد عليه قائلًا: "هوه أنا مصوراتي؟!." ولما علم أهمية الصور قال لرئيس التحرير انشر الكلام انهاردة والصور بكرة. بعد ذلك عمل في قسم الأخبار ولما لم يجد أخبارا جديدة أخذ من درج زميله أخبارا وأعاد كتابتها ولما قرأها رئيسه رماها في وجهه.. فترك المجلة عاد إلى المسرح حتى توفي الريحاني فانتقل إلى فرقة إسماعيل يس 1954.

سى عمر كانت البداية السينمائية 

عمل مع الريحاني في السينما وكان أول عمل له فيلم "سي عمر" ثم وصلت أفلامه 125 فيلما، لكن حصره معظم المخرجين في الأفلام الكوميدية في أدوار واحدة في دور السنيد، او الشخص الساذج وابن البلد الجاهل، فقدم أفلام سى عمر، عشرة بلدي، شمشون ولبلب، الآنسة حنفي، سكر هانم، المعلم بحبح، مبروك، ولو كنت غني، أحب البلدي، السوق السوداء، من فات قديمه،الصيت ولا الغنى، على كيفك، حماتي قنبلة ذرية، العقل في إجازة  وغيرها.

إسماعيل يس وعبد الفتاح القصري 

عبد الفتاح القصري اشتهر بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجما كوميديًا، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام وارتداء الملابس، ولم يلعب القصري بطولة مطلقة حول أثر قصر قامته على حياته. 

وقال:"تعرضت لكثير من المتاعب بسبب قصر قامتي وبدانتي.. من أول هذه المتاعب وأنا فى مطلع الشباب أن هربت منى عروستي التي خطبتها لأنني قصير القامة وبدين، إلا أن رب ضارة نافعة فبعد سنوات حمدت الله على قصر قامتي التي كانت سببا فى فسخ الخطبة، فقد كانت تقاليد العائلات زمان لا تسمح للعريس برؤية عروسه فقد كانت الخطبة عن طريق إحدى قريباتي وكنت في الثامنة عشر من عمرى، ولما رأيتها بعد ذلك لم أجد فيها مسحة من الجمال فحمدت الله على قصر قامتي، 

القصرى فى أحد المشاهد 

وأضاف القصري: وفى عام 1929 في عهد السينما الصامتة رشحني أحد الزملاء لبطولة فيلم إيطالي مصري وكان المخرج إيطاليا وكدت افوز بدور في الفيلم إلا أن المخرج سارع برفض ترشيحي وإسناد الدور لي وقال إني قصير جدا وما ينفع".

وحجزت مصلحة الضرائب على مرتب الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصرى مقابل سداد مبلغ 1800 جنيه قيمة الضريبة المتأخرة عليه منذ عام 1939.. أي منذ عشرين عاما، وكما نشرت مجلة روز اليوسف في العدد 1645 عام 1959 أن مرتب القصرى من فرقة إسماعيل يس التي يعمل بها يبلغ 100 جنيه فقط في الشهر وهناك فترات لا يعمل فيها القصرى مع الفرقة".

زوجة القصري تسلبه كل ما يملك 

وعندما أصابه مرض تصلب الشرايين ودخل القصر العيني وتنكرت له زوجته الرابعة التي تصغره بسنوات طويلة وطلبت الطلاق بعد أن أخذت كل شيء بعد توقيعه على بيع كل املاكه لها، وان طلقها أحضرت عريسها الجديد وطلبت من القصري أن يكون شاهدا على العقد وسكنت هي وعريسها في الحجرة المجاورة له بنفس المسكن، ولما خرج من المستشفى فوجئ بضياع كل شيء، وعاش في حجرة تحت السلم، فأصيب بالاكتئاب ثم فقدان البصر.

شقة ومعاش عشرة جنيهات 

واشتد عليه المرض،، زارته الفنانة نجوى سالم واكتشفت المأساة فتحدثت إلى زملائها عن وضعه السيء، بعد ان باعت طليقته أثاث منزله وتركته على البلاط  ونقلت وسائل الإعلام المصرية ما تعرض له على يد طليقته، ثم قامت نجوى سالم وماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقاذ القصري.

وقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة 20 جنيها، ومعاش شهري له قدره عشرة جنيهات، كما سعت نجوى سالم أيضًا لدى اللواء صلاح الدسوقي محافظ القاهرة ـ وقتئذ ـ فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية في منطقة الشرابية، وتبرع الكاتب يوسف السباعي بمبلغ 50 جنيهًا لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريرا ينام عليه، لكن اشتد عليه المرض حتى رحل.

الجريدة الرسمية