بدلات الأئمة تشعل ثورة غضب في «الأوقاف».. تأخر صرف مستحقات الدعاة في المحافظات
يبدو أن بدلات الأئمة والاحتياجات المالية لهم تشعل أزمة عارمة داخل وزارة الأوقاف، إذ تسيدت المشهد خلال الأشهر الماضية، فى ظل التأخير المستمر بمواعيد صرف البدلات المتعلقة بالدروس والقوافل وصعود المنبر، مما دفع بعض الأئمة إلى اللجوء للبوابة الإلكترونية لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بعد استغاثات ومطالبات مستمرة دون تحقيق أى استجابة من جانب الأوقاف.
اشتعال الأزمة
اشتعال الأزمة لم يكن بنفس الوتيرة فى جميع المديريات، إذ يعلو لهيبها فى أسوان والأقصر وأسيوط، ومن هذه المحافظات انتقلت لغيرها بسبب تأخر صرف بدلات شهر ديسمبر ويناير، بالإضافة إلى تأخر صرف مستحقات الأنشطة الصيفية من شهر 6 لعام 2022 إلى الآن، وكذلك بدلات المقار.
كان وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، حدد فى وقت سابق الحالات التى يتم فيها صرف البدلات بشكل عاجل، حيث أكد أن صرف جميع بدلات الإمام مرتبطة بتنفيذ التعليمات والقرارات المنظمة للعمل، لافتا إلى خصم جميع بدلات الإمام من دروس وقوافل وبدل صعود منبر حال إخلاله بهذا التكليف، والأمر كذلك بالنسبة لجميع المفتشين ومديرى الإدارات كل فى نطاق مسئوليته.
وعلى الرغم من قيام أئمة أسوان بالمهام الموكلة إليهم فى العمل، إلا أنهم فوجئوا خلال الشهور الماضية بعدم صرف البدلات إضافة إلى تأخر مستحقات الأنشطة الصيفية، لذلك تقدموا بشكوى ضد الوحدة الحسابية بإدفو بسبب تأخير المستحقات المالية الخاصة بشهر 12 ديسمبر 2022 وشهر يناير 2023 بزعم الإهمال والتقصير فى أداء عملهم الوظيفى.
شكوى لمجلس الوزراء
وجاء فى نص الشكوى التى تقدموا بها لمجلس الوزراء رقم (6120544): منذ صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3006 لسنة 2015 بصرف بدل 1000 جنيه بدل صعود المنبر لكل أمام شهريا، منها 750 جنيها من الخزانة العامة للدولة، وهى بدل أساسى مع المرتب شهريا أصبحت تتأخر إلى الشهر الذى يليه، بالمخالفة لقرار رئيس مجلس الوزراء، مع العلم أنها تصرف للمديرية وجميع الإدارة.
وأضافوا فى الشكوى: منذ صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2072 لسنة 2021 الذى ينص على صرف 250 شهريا تابعة لقرار 3006 لسنة 2015 وهى مستحقات شهرية مع المرتب قاموا بتأخيرها، مخالفين قرار رئيس مجلس الوزراء والمديرية التى تقوم بصرفها شهريا لجميع الإدارات عدا قطاع إدفو.
وأكد أئمة الأوقاف أن جميع هذه القرارات والبنود تنص على صرف المستحقات المالية فى نفس شهر دون تأجيلها إلى الشهر المقبل، وهذا ما تعمل على خلافه الوحدة الحسابية بإدفو، حيث تقوم بتأخير لأجل غير مسمى تارة يوم 10 من الشهر، وتارة إلى آخر الشهر، وتارة للتصرف لشهرين، مما يوقع علينا ضررًا بالغًا فى المعيشة، فضلا عن مخالفة قوانين وتعليمات وزارة المالية ومخالفة رئيس الجمهورية الذى دعا إلى تحسين أحوال الأئمة ماديا ودعويا.
نظام البيرول
وعلى جانب آخر قال الشيخ “أ. ع” من أئمة وزارة الأوقاف إن تطبيق نظام البيرول يجسد حلقة فى سلسلة طويلة من الإجحاف والظلم الذى يتعرض له جميع العاملين فى القطاع الدينى من الموظفين والعاملين والأئمة من ممثلى وزارة المالية والذين يقومون بتفسير النصوص والقوانين المالية على أقل التقديرات.
وأوضح أنهم يقومون بإضاعة أى محاولة لتحسين دخول العاملين بالقطاع الدينى عن طريق الاستقطاعات والنسب المبالغ فيها من الضرائب والتأمينات وغيرها من المسميات، ويتعنتون من خلال إلزام موظفى الماليات فى الإدارات بعدم تعدى سقف المرتبات للحد الأدنى، مع العلم أن المشرع وضع حد أدنى لبدء الدرجة وحد أقصى لانتهائها وجعل ما بينهما وعاءً لواضعى المرتبات للتدرج فيه، ولكن ممثلى وزارة الماليات يتمسكون بأدنى التقديرات المالية لاحتساب الأجور.
وأضاف الشيخ “أ. الأزهري”: أن ما يروج إعلاميا عن تحسين أجور العاملين والمكافآت، لا وجود لها على أرض الواقع، فالاستقطاعات تلتهم هذه التحسينات والمكافآت متسائلا: هل يعقل أن يقرر الوزير ١٠٠٠ جنيه مكافأة التميز فى النشاط الصيفى ويتم صرفها ٦٣٥ جنيها، وبعد شهر ونصف من إقرارها، ويعلن عن زيادة ٣٠٠ جنيه يتم صرفها ٢٢٥ جنيها، بالإضافة إلى برنامج البيرول وتأخر المرتبات وجملة الأخطاء والاستقطاعات التى تتم من قبل موظفى وزارة المالية تعنتًا.
من ناحية أخرى، أكد مصدر مطلع فى الوزارة، أن هناك تعليمات من الأوقاف بضرورة صرف تعزيزات مالية للمديريات لصرف المستحقات المالية المتأخرة، مؤكدا أنها خلال الأيام القادمة، وستصرف لكل إمام.
نقلًا عن العدد الورقي…،