مسئول يعترف بالخطأ!
اعتدنا أن المسئول لا يعترف بالخطأ وغالبا ما يرمى بالمسئولية على آخرين أو الظروف أو يرجعها إلى وقوع تآمر، بل والسحر أيضا.. ولكن ها هو المدير الفنى لفريق النادى الأهلى لكرة القدم لا يفعل ذلك ويعترف بأخطاء فريقه التى سلبته فوزا كان في مقدوره أو بين يديه بما أهدره من فرص تهديف مؤكدة، كانت واحدة منها مؤكدة بنسبة ألف في المائة!
وهذه ليست المرة الأولى التى يفعل فيها كولر ذلك.. سبق أن فعل ذلك في مباريات سابقة لم يتمكن فيها فريقه من إحراز الفوز فيها.. أى أنه يصارح جمهور النادى الذى يدربه بالحقيقة ولا يتهرب من المسئولية ولا يخدعه.
وما أحوجنا إلى أن يحاكى مسئولونا في شتى المجالات مستر كولر المدير الفني لفريق كرة القدم بالنادى الأهلي.. لآنه إذا ما حدث ذلك سوف تتغير الكثير من احوالنا إلى الأفضل وسنحقق ما نصبو إليه من تقدم فيما نقوم به من أعمال..
فإذا حدث ذلك سوف يختفى تبرير السلبيات التى تشوب اعمالنا والإخفاقات التي نتعرض لها ونسلم الفرصة لتصحيح أخطاءنا مجددا وتقويم مسارنا مرة أخرى.. أما الاستمرار في التهرب من الاعتراف بالمسؤولية عن الأخطاء فإنه يغلق الباب أمام تصحيحها بل ويجعلنا نكررها ونتمادى فيها للأسف الشديد.
إن كولر يقدم لنا نموذجا للمسئول الذى نحتاجه بالفعل في كل المجالات وليس في مجال الرياضة أو كرة القدم وحدها.. المسئول الذى يملك شجاعة الاعتراف بالخطأ ولا يتهرب من مسئوليته أو يلقى هذه المسئولية على الغير أو الظروف.. وللعلم هذا وحده هو الذى يجعل المسئول يظفر بالثقة ويحظى بالتأييد.. أما المسئول الذى يتهرب من مسئولية الأخطاء فإنه يثير الشكوك فيه ويهدر مصداقيته التى من المفروض أنها أغلى ما لدى أى مسئول.
وسوف يصبح هذا النموذج من المسئولين شائعا لدينا في الرياضة والاقتصاد والإدارة إذا حرصنا على اختيار المسئولين الذين لديهم الاستعداد للإعتراف بالخطأ، وأيضًا إذا دربناهم على ذلك.
