رئيس التحرير
عصام كامل

تداعيات سياسية لزلزال تركيا، تقارب بين دمشق وأنقرة ومستقبل أردوغان في خطر

آثار الزلزال، فيتو
آثار الزلزال، فيتو

رغم الخسائر الاقتصادية السيئة لـزلزال تركيا، والأعداد الهائلة للضحايا والمصابين، والمتضررين، إلا أن هناك تداعيات سياسية للزلزال والهزات التي تبعته ولا تزال تهز تركيا وما حولها، وبالأخص سوريا.


وعلى الرغم من أن كثيرين من العلماء وصانعي السياسات ومنظمات الإغاثة يعتقدون أن الكوارث الطبيعية توحد الشعوب وتقارب بين الدول، وتخفف من حدة الصراعات، إلا أن الزلازل يمكن أن تحفز الصراع داخل الدول من خلال إحداث ندرة في الموارد الأساسية، لا سيما في البلدان النامية حيث تكون المنافسة على الموارد الشحيحة.


ففي سوريا، التي شهدت انهيار الكثير من المخابز ومصانع إنتاج المواد الغذائية، تزداد المخاوف من حدوث مجاعة، فضلا عن تضرر خطوط المياه الصالحة للشرب.


الموقف في تركيا

توضح دراسة أجرتها جامعة "أوبسالا" السويدية أن الثقة السياسية في الحكومة لدى المواطنين لا تتأثر بشكل عام، إلا أن السياق السياسي لهذه الكوارث يتيح استغلالها بشكل استراتيجي من قبل الجهات الفاعلة لشن مزيد من الانتقادات ضد الحكومة، وهو ما ينطبق إلى حد كبير على الحالة التركية المقبلة على انتخابات عامة.


ومن هنا، يتبين أن مستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السباق الرئاسي معرض للخطر.
وتشير يفجينيا جابر الباحثة في مركز الدراسات التركية الحديثة في جامعة "كارلتون" إلى أن الاستغلال السياسي بالمأساة محتمل بدرجة كبيرة، وهناك خطر من العواقب المدمرة للزلزال قبل أشهر فقط من الانتخابات الحاسمة التي ينتظر أن تشهد قدرًا من المزايدات السياسية والإعلامية في الداخل والخارج.

 

ويقول الصحفي البريطاني بورزو دراجاهي: إن تركيا التي شهدت زلزالًا مأساويًا عام 1999 خلف 17 ألف قتيل، وضعت قواعد بناء جديدة وطبقت أكوادًا إلزامية لتأمين كل المباني من التأثر بالزلازل القوية، ومع ذلك حذر المهندسون المعماريون والمخططون الحضريون لسنوات عدة من أن القواعد لا يتم اتباعها بدقة كافية، مما قد يكون سببًا لمزيد من التدقيق العام حول هذه القضية قبل الانتخابات المقررة في 14 مايو المقبل.

 

فشل الحكومة في التعامل مع الزلازل

غير أن الباحثة في معهد "بروكينجز" في واشنطن أسلي أيدنتاسباس، توضح أن كارثة زلزال 1999 والتي قد تماثل الزلزال الأخير في فداحتها وتأثيرها، أظهرت فشل الحكومة في تطوير استراتيجية وطنية للتعامل مع الزلازل على المستوى الوطني، وأشعلت رغبة شعبية هائلة في التغيير أفادت في النهاية "حزب العدالة والتنمية" (حزب الرئيس رجب طيب أردوغان)، عندما وصل الحزب إلى السلطة عام 2002.

وتضيف أيدنتاسباس في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أنه مع تلاشي حلم تركيا الأوروبي، تآكل اهتمام الحكومة بالتزام معايير السلامة الأوروبية، وبعد ما يقرب من عقدين من الزلزال الهائل عام 1999 أقرت تركيا عام 2018 تشريعات في شأن الزلازل طال انتظارها، لكن تلك القواعد لم تحترم بدرجة كافية، في الوقت الذي وصف فيه أردوغان صناعة البناء بأنها جوهرة تاج الاقتصاد، مما شجع على الافتقار الضمني إلى الرقابة، بينما تميل العقود العامة الكبيرة في تركيا إلى الذهاب إلى المقربين أنفسهم من الحكومة، ولهذا تعتقد أيدنتاسباس أنه من حق الشعب التركي المطالبة بإجراء تحقيق شامل في هذا الشأن.

 

تحسين علاقات أنقرة بالعالم

لكن في الوقت نفسه، هناك عديد من أوجه الاستفادة لأنقرة، فقد حشدت المأساة حلفاء تركيا والدول الأخرى التي توترت علاقتها معها من أجل التضامن وعرض المساعدة الإنسانية وفرق الإنقاذ المدربة، مثل عديد من الدول العربية واليونان والولايات المتحدة وإسرائيل، على رغم أن تركيا لديها خبرة في الزلازل الشديدة وآليات متطورة للاستجابة لحالات الطوارئ.


الموقف في سوريا

ويعتقد بعض المراقبين أن كارثة الزلزال وتداعياته المحتملة يمكن أن تكون نقطة تحول لنظام الرئيس بشار الأسد وقدرته على إصلاح العلاقات وتطبيعها مع تركيا، في وقت قد يمنح الزلزال الرئيس أردوغان المبرر للقاء الرئيس الأسد وجهًا لوجه، ومن ثم تغيير خطوط الصراع بينهما.

 

وما يشير إلى هذا التوجه أنه بعد ساعات فقط من الزلزال المدمر نشرت مراكز البحوث والدراسات الروسية عبر "تليجرام" رسائل مماثلة تحث الرئيس التركي أردوغان على اغتنام هذه الفرصة لتجديد المحادثات المباشرة مع رئيس النظام السوري، بدعوى أن هذا سيكون وقتًا مناسبًا لتنسيق العلاقات التركية - الروسية، وأعقبت ذلك محادثة هاتفية بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية